آخر الاخبار

باكستان تكشف عن موافقتها على شروط بنكين في الشرق الأوسط لمنحها قرض بمليار دولار تعرف كم بلغ الإنفاق الحربي لإسرائيل في عام 2024؟ أول عضو في مجلس القيادة الرئاسي يكشف عن إنعكاسات عودة ترامب الى واجهة المشهد الأمريكي وخيارات الحرب ضد الحوثيين المركز الأمريكي للعدالة يدين محكمة في شبوة أصدرت حكماً بسجن صحفي على ذمة منشور على الفيسبوك السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم

قتلوه؟ نعم قتلوه.. لماذا؟
بقلم/ ياسر الزعاترة
نشر منذ: 5 سنوات و 7 أشهر و يومين
الخميس 20 يونيو-حزيران 2019 08:03 م
 

لم يمت بسبب المرض، ولا بسبب الإهمال الطبي رغم وجوده؛ لأن المرض والإهمال الطبي يقتل بالتدريج وليس فجأة على الأرجح. فكيف حين يحدث ذلك في صالة المحكمة؟!.. لقد تمت تصفيته.

هذا ما حدث مع أول رئيس منتخب في التاريخ المصري. ليس هذا رجماً بالغيب، بل هو التحليل الدقيق لمسار الأحداث.

في شهر سبتمبر من عام 2013، نشرت مقالاً أن خيار قتل الرئيس محمد مرسي هو الخيار الذي سيأخذ طريقه إلى الواقع، وذلك بعد أن يتم تغييبه لوقت يطول أو يقصر عن وسائل الإعلام، باستثناء لحظات ظهور عابرة، لا يمكنه من خلالها كشف ما لديه من معلومات.

كان من الصعب عليه أن يروي الحكاية في ظهور عابر، لا سيما أن إجراءات المحاكمة كانت تتم بطريقة مرعبة، يتحكم العسكر من خلالها بما يمكن أن يقوله الرجل. اخترعوا ساتراً زجاجياً لا يوصل صوتاً إلا من خلال «ميكروفون» يتحكم به القضاة.

في عام 2013، توقعت في مقال منشور أن تتم تصفية الرجل، لأنه الوحيد الذي يملك الرواية الكاملة لما جرى منذ فوزه بالرئاسة، وهي اللعبة التي أدارها السيسي بذكاء كبير، بعد أن تمكّن من كسب ثقة الرئيس مرسي، والتخلّص ممن أراد التخلص منهم تباعاً.

كل الخطوات التالية بعد فوز مرسي تم رسمها من قبل السيسي، والفريق الأمني والعسكري الذي يساعده، وكان مرسي ضحية هذه اللعبة؛ ليس لأنه قليل الذكاء، بل لأن الطرف الآخر كان يمسك بخيوط اللعبة، وبوسعه أن يوحي بصدق توجهاته عبر إجراءات على الأرض.

واقعياً لم يكن مرسي رئيساً إلا في الظاهر، ففي الدولة الحديثة، ليس حاكماً من لا يمون على المؤسسة الأمنية والعسكرية، فكيف حين تكون برمتها في حالة استنفار كامل للتخلص منه؟!

لم نكن نخط في الرمل حين مكثنا شهوراً نحذر من الانقلاب العسكري قبل وقوعه. وحين تم تعيين تاريخ الاحتجاج في الثلاثين من يونيو، قلنا إن ذلك الجمع لا هدف له سوى تبرير الانقلاب، لكن السيسي كان يوحي لمرسي بأن الوضع تحت السيطرة، وأنه لا خطر عليه.

لم يكن مطلوباً التخلص من مرسي بطريق سافرة، بل بطريقة مبررة تقنع الشارع، وتنقع جزءاً من الخارج أيضاً، وإن كان الأخير داعماً للانقلاب في أي حال.

هكذا تمت برمجة الانقلاب عبر إخراج محكم، وإن كان معروفاً لأصحاب الضمائر، وللجهات الخارجية أيضاً.

مرسي هو الوحيد الذي يملك الرواية الكاملة لعملية الاستدراج التي تمت، وكان لا بد تبعاً لذلك من التخلص منه، بعد زمن من تغييبه وعدم السماح له بالتواصل مع العالم الخارجي، إلا ضمن لحظات محدودة ومبرمجة في المحكمة.

التخلص من الرجل لا يحتاج إلى إبداع، ألم يكن خالد مشعل سيقضي مسموماً دون أن يدري أحد لولا بطولة مرافقه؟ وعمليات الاغتيال بالسم طويل الأمد، وقصير الأمد (الذي لا تكشفه التحاليل) مشهورة وكثيرة. وقد يضاف قصير الأمد إلى طويل الأمد، لتبرير الوفاة، وتحديد التوقيت في آن.

كان جهاز «كيه. جي. بي» KGB في الاتحاد السوفييتي هو الأكثر شهرة على صعيد القتل بالسموم، واستخدمه آخرون مثل صدام حسين. وحين انهار الاتحاد السوفييتي، انتقل الكثير من ضباط الجهاز إلى الكيان الصهيوني، وصار الكيان هو الأكثر قدرة على هذا الصعيد.

هكذا بالضبط تمت تصفية محمد مرسي، بل إن عملية التصفية قد تمت بإخراج محكم أيضاً، إذ جرى توقيتها من أجل أن تتم في المحكمة وأمام الناس.

مؤكد أن فصول الانقلاب قد باتت مفضوحة دون الحاجة إلى رواية مرسي، لكن رواية الرجل هي التي كانت كفيلة بفضح الجزء المتعلّق بالسيسي منها، وهذا بالضبط هو هدف عملية القتل.

لسنا نشعر بالقهر من أجل الرجل، فقد مضى إلى ربه شهيداً بإذن الله، ولكنه قهرنا نحن الذي عايشنا هذه المرحلة الحقيرة من زمننا العربي.

سلام على مرسي، وتقبله الله في الشهداء، أما القتلة ومن دعموهم، ومن برروا لهم، فلهم خزي الدنيا والآخرة.