مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
تعجبت من حالة الشاب المسلح الذي كان يسير حافياً على الرصيف البارد في وقت متأخر من ليل صنعاء، وساورتني الشفقة تجاهه، ووجدتني أدنو منه لألفت جنابه الكريم إلى المخاطر الصحية المتأتية عن ذلك، فضحك، وتعجب مني أكثر، وراح يتفحصني من رأسي إلى قدمي بتقطيبات المتسامح الفطن، وقال ما معنا، أن ما قلته ينطبق على الكائنات الرخوة والهشة و... التي تولد في المدينة، وكان مقتضباً وشهماً في رده الذي لم يقصدني مباشرة!
في اليوم التالي كان مع أصحابه على الرصيف إياه، وسمعته يعيد رواية ما حدث بيننا، وكانوا يقهقهون بأصوات مرتفعة، وقد أغدقوا عليَّ بالابتسامات والسلامات، سامحهم الله.
وفي وقت لاحق أخبرت صاحب المكتبة التي تقع على الرصيف المقابل لمقر سكني، بما حدث، فأخبرني بأنه وقع في نفس المطب، ولم يعد يحشر نفسه في شؤون الجماعات القبلية المسلحة الوافدة التي أقامت في مخيم كبير يقع على رأس الشارع.
ذات مساء، التقيت بصاحبي الحافي ومعه بعض أصدقائه المسلحين الحفاة، في المقهى، وسمعت منه أنه جاء مع جماعته من أجل \\\"حماية صنعاء\\\"!
لم أنخرط معه في سجال عقيم، وكان ذلك هو حال معظم سكان الحي الذين صاروا أقلية، وأصبحوا يتفاهمون بالنظرات والإشارات والغمزات التفسيرية لتصرفات الوافدين.
والواقع أن الوافدين المسلحين بالبنادق والهراوات والخناجر، صاروا يتزاحمون على المطعم والمقهى والبقالة، وينفقون بسخاء، وفي ذلك بركة، وقد أصبحنا نرى بعض المتسولين المقيمين و\\\"المجانين\\\" المألوفين والمعروفين و\\\"الأصدقاء\\\" يتحلقون على موائد عامرة في رصيف الظهيرة، ويأكلون \\\"الكبسة\\\ " بفضل الوافدين الذين يغدقون عليهم بالفائض من الطعام في مخيمهم: \\\"معسكرهم\\\ "!
ويقولون إن كل ذلك بفضل الرئيس.
الرئيس طاغية الخراب الممتد والوليمة اليتيمة.
الرئيس الذي ادخرهم بجهلهم وعوزهم كألغام موقوتة، ولم يلتفت إلى شعبه (العظيم) هذا إلا عندما اهتزت أركان سلطانه تحت ضربات الثوار الشبان واحتجاجاتهم السلمية في ساحات التغيير والحرية، وصوتهم الهادر: ارحل.
الرئيس الذي يمعن في إهانة شعبه (العظيم)، ويحول الجماهير إلى دمى يحركها حينما يشاء، ويتظاهر بها ويقاتل ويستغل حاجتها إلى الغذاء والكساء بأبشع الصور.
الرئيس الذي يحتقر شعبه ويحوله إلى قنابل تتفجر في بعضها، ويجبر الجميع على الإقامة في الكابوس، وتحت رحمة جلاوزة الأمن وقطاع الطرق والمافيا، وكافة المجرمين المحترفين للنهب تحت غطاء حماية النظام والشرعية: الرئيس وعائلته وزمرته، فهو الوطن والنظام و\\\"الشرعية\\\" و...
الرئيس الذي لا يحترم حقوق الإنسان، ولا يحترم القوانين، ويقول الشيء ونقيضه في نفس الوقت، ويشار إليه بالبنان كلما انهدت عمارة أو تقاتلت قبيلة مع قبيلة، ويخطر على الأذهان كلما مرقت سيارة بسرعة شيطانية في الشارع وهي لا تحمل لوحة أو رقماً، أو سيارة ذات زجاج عاكس يراك من في داخلها ولا تراه، أو سيارة مخالفة لشارات المرور وتهرول في اليمين بدلاً عن الشمال والعكس، أو سيارة تتزين نوافذها الزجاجية الجانبية والخلفية بصور فخامته، وتستخدم نفير الطوارئ والإسعاف، وتروع السكان، أو سيارة يقودها صبي شقي أو أبله وسكران، وتنهب الطرقات وتدهس -في الغالب -براميل ورجال المرور والسابلة، وترتطم بالجدران، وتصرع أصحاب البسطة والعربيات من غير أن تلتفت لصرعاها وقتلاها.
الرئيس وسياراته وارتكاباته وفظائعه التي لا تنتهي عند حد تحشيد الكثير من أبناء القبائل الطيبين، وحشرهم في مخيمات، وتعبئتهم لمقاتلة حملة الوعد بخلاصهم وإعادة ابتكار شيء اسمه \\\"وطن\\\ "، بعد أن صُوِّر وتغلف باسم كائن خرافي يدعى: الرئيس.
هذا الرئيس الذي جعل من شعبه كومة محتقرة من البشر، غير مرحب بهم في مطارات العالم، لأنهم من بلد لا يصدر غير الإرهاب المفخخ و\\\"القاعدة\\\".
هذا الرئيس الذي يستكثر على المتظاهرين السلميين حقهم في التطلع إلى الحرية واستعادة المصير، ويريد تأبيد إقامة اليمنيين في الكابوس، أصبح من الكائنات غير المرحب بها، وعليه أن يرحل بأقل قدر من العناد الإجرامي.
هذا الرئيس لا يستحق التحية إلا لأنه تمكن من تحريض عقلي على تمحيص فكرة أن أنزل إلى الشارع حافياً لألتقي بصاحبي القبيلي المسلح الحافي، وأناقشه في أمر تدبير صيغة أخرى لـ\\\"حماية صنعاء\\\"، انطلاقاً من اقتناعي بضرورة المناقشة الحافية.