رمضان 2025.. الأضرعي والحاوري على قناة الجمهورية لأول مرة والربع يكشف عن عمله القادم ومتى يعرض
''رامز إيلون مصر''.. جديد رامز جلال في رمضان
4 دول تستخدمها إيران لتهريب السلاح للحوثيين
ابتكار علمي جديد.. ميتا تكشف عن تقنية ذكاء اصطناعي يمكنها قراءة الأفكار بدقة تصل إلى 80
مبادرة غير مسبوقة… إعلان اجتماع العلا يكشف عن أكبر بكثير من تعهد بإعادة إعمار سوريا ودول الصراع
تزايد الاحتجاجات في اليمن: النازحون يطالبون بالرواتب والمعلمون يسعون لتحسين الأجور
عاجل :رئيس الوزراء ينهي عقود محطات الطاقة المستأجرة بمحافظة عدن ويوجه بإلغائها فورا ويبشر بدخول محطة بترومسيلة الغازية ومحطة الطاقة الشمسية
حركة أحفاد القردعي تنظم حفلا فنياً وخطابياً بمناسبة الذكرى الـ 77 لثورة الدستور
تبلغ من العمر 9 سنوات تمتلك أكثر من 5 مليار دولار.. تعرف على أغنى طفلة في العالم «الأميرة شارلوت»
CNN: جهود و مساع سعودية للتوسط بين ترامب وإيران
ة
صحيح أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل ولبنان نسخة مكررة من الاتفاقات التي سبقته على مدى أربعين عاماً، وفشلت جميعها في منع نشوب الحرب مرات لاحقة... إنما هذه الحرب، وهذا الاتفاق، يختلفان عمَّا سبقهما، وقد نشهد تطبيقاته بدءاً من العام المقبل. وفي رأيي سيغيِّر مفهوم الصراع عبر لبنان.
السؤال المهم: ما الجديد والمختلف في الاتفاق؟
لا ليست تنازلات إيران ولا إضعاف «حزب الله»، كما يخمِّن معظم التقديرات، بل إن العامل المتغير هذه المرة هو إسرائيل نفسها.
هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي غيَّر مفهوم الردع الإسرائيلي إلى منع وجود خطر محتمل في محيطها الجغرافي المباشر. عدّت إسرائيل ذلك الهجوم خطراً وجودياً استوجب إعادة النظر في التعايش الحدودي مع الجماعات المعادية لها، ولهذا قررت القضاء على «حماس» والقضاء على قوة «حزب الله» وعدم السماح للتنظيمين بتهديد وجود الدولة اليهودية.
من ملامح الحرب الحالية؛ حجمها ونوعها وتصريحات القادة الاستراتيجيين، يتبين أن إسرائيل غيَّرت سياستها، من جزِّ العشب إلى اقتلاعه. كانت في السابق تترك قدرات «حزب الله» و«حماس» تنمو ثم تخوض حرباً لتدميرها. وهكذا دارت جولات من المواجهات الماضية اختُتمت باتفاقات هدنات مؤقتة. إسرائيل في هذه المواجهة مضت شوطاً كبيراً في تحقيق هدفيها. «حماس» عملياً انتهت وقد تعود مدنياً، إنْ عادت. وفي ثمانية أسابيع قضت على قيادات «حزب الله» ومعظم ترسانته. لكن لا يزال الحزب واقفاً، وإن كان يعرج على رِجل واحدة، وسيسعى لإعادة بناء قدراته المدمَّرة وتأهيل كوادره خلفاً للتي قضي عليها، كما فعل في الحروب الماضية.
الجديد، إسرائيل تقول إنها عازمة على اقتلاع «حزب الله»، والاتفاق لا يمنعها من ذلك. فهو يمنحها حق التدخل والتجوال في سماء لبنان. ويتضمن شروطاً صريحة بشأن مراقبة المعابر ومنع التسلح وإلزام الحكومة بتفكيك ما تبقى للحزب من مصانع ومخازن للأسلحة. وفوق هذا وافق الحزب، من خلال الحكومة اللبنانية، على أن يشرف الأميركيون على تنفيذ الالتزامات.
هذا الاتفاق يختلف في أن له أسناناً. سيتيح استهداف عمليات التمويل الإيرانية وإعادة التسلح، وسيبرر للمطاردة في الممر الإيراني عبر سوريا والعراق.
حجة إسرائيل أن الدولة اللبنانية، التي كانت تكلَّف بهذه المهام سابقاً، أضعف من أن تقتلع الحزب ذا الجذور العميقة، والمنتشر في أنحاء البلاد مدنياً وعسكرياً. فهو موجود في الجيش والأمن والمجالس البلدية والمصارف والمطار والحكومة والبرلمان. ونتذكر كيف أجبر «حزب الله» القوى اللبنانية على تعديل اتفاق الطائف باختراع آلية الثُّلث المعطِّل لصالحه، فأصبح الثلث أهم من الثلثين. وبذلك صارت له الكلمة الأخيرة في اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش!
هل حقاً بمقدور إسرائيل القضاء على قدرات «حزب الله» في ظل صراع إقليمي تنخرط فيه أيضاً قوى كبرى بشكل غير مباشر؟
برهنت إسرائيل على أنها قوة عسكرية إقليمية مدمِّرة قادرة على خوض حروب طويلة ومتعددة وكسبها. وقد سبق لها أن قضت على منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وحجَّمت سوريا فيه، وهذه المرة فاجأت «حزب الله» والقوى الداعمة له بتفوّقها الحاسم. من الصعب على الحزب أن يعود لاعباً إقليمياً يهدد إسرائيل في ظل ميزان القوى الحالي. لكنَّ الطريق إلى تجريد «حزب الله» ليس فقط بنزع سلاحه بل أيضاً بنزع سطوته التي ستتطلب جولات أخرى.