كلية التربية بمأرب ...أنموذجا للإهمال الحكومي
بقلم/ احمد عبدربه الحويسك
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 18 يوماً
الخميس 31 مايو 2012 12:25 ص

قبل 4 سنوات و(9)أشهر( 2 أبريل 2008)نشر موقع مأرب برس مقابلة صحفية بالتزامن مع صحيفة النداء مع عميد كلية التربية بمأرب الدكتور عبدالله النجار والتي أجراها الزميل/علي الضبيبي وفيها تحدث الدكتور النجار عن واقع الكلية التي لاتزال حديثة النشأة حينها وسرد بعضا من المشاكل التي تواجهها الكلية في ذلك الوقت وأهمها الكادر التدريسي، حيث لدى الكلية عجز كبير في (الكادر).

المشكلة الثانية هي مشكلة المعامل فالمعامل مهمة جداً وضرورية خصوصاً للأقسام العلمية كالحاسوب والكيمياء والفيزياء والاحياء، إلى الآن لم يتم تجهيز هذه المعامل، والمشكلة الثالثة وهي قضية مهمة هي أنه ليس لنا ميزانية حتى تشغيلية لتلبية الأشياء الضرورية لتسيير أمور الكلية، اعُتمد لنا العام الماضي(2007) مبلغ 9 مليون ريال في السنة كميزانية تشغيلية لثلاث كليات تحت التأسيس. ما الذي يمكن أن تعمله بمبلغ كهذا؟ حسب ما اورده العميد في ذلك الحوار.

بعد ذلك كتب الاستاذ/عادل الشجاع مقالا في صحيفة الجمهورية قبل(3سنوات و5أشهر)27ديسمبر2008 بعنوان(كلية التربية بمأرب..صورة لأزمة الجامعة) وقال فيه "قرار انشاء كلية التربية بمأرب ينص على أن تنشأ كلية التربية والآداب والعلوم بمحافظة مأرب وتخضع لإشراف جامعة صنعاء؛ بمعنى أنها مشروع جامعة، كان يفترض أن تقدم جامعة صنعاء قائمة بمتطلبات هذه الجامعة من بنية تحتية وأثاث ومعامل وإداريين وأساتذة ومعيدين إلى رئيس الوزراء وتحديد الجوانب المالية اللازمة".

لكن ذلك لم يحصل، وحولتها الجامعة إلى كلية ملحقة وتابعة حرمتها من الدرجات الأكاديمية والمتطلبات المالية، وما قدمته لها من نفقات تم التلاعب بها من قبل العمادة السابقة.

ولا شك أن التفكير الهرمي البعيد عن التفكير المؤسساتي قد أوقعنا في أخطاء فادحة، فالتوجه نحو الزيادة في اعداد الكليات لم تقابله زيادة في الميزانيات".حسب ماكتبه الشجاع.

بعد ذلك نشر موقع مأرب برس بتاريخ 13 اغسطس2009 استطلاعا عن اوضاع كلية التربية بمأرب تحت عنوان(مطالبها وصلت رئاسة الوزراء وعادت بلا حلول... كلية التربية والآداب والعلوم بمأرب.. ثلاث سنوات من غياب الدكتوراه, ونقص الكادر التدريسي, والافتقار للكتاب ووسائل التطبيق )

بعد ذلك وفي العام 2010 نشرت صحيفة السياسية استطلاعا عن واقع كلية التربية بمأرب تحت عنوان(كلية التربية بمأرب.. صرح علمي يحتضر منذ مولده!!)

مضمون ماورد بهذا الاستطلاع وماورد بأعلاه كان يصب في قالب واحد وكان يعبّر عن مشكلة مزمنة تعانيها الكلية ..وبدلا من ان تجد الحلول او الاهتمام من جهات الاختصاص ..نجد أنه في كل عام دراسي تتضاعف المأساة بشكل يدعو الى الدهشة ويجعلك مقتنعا بأن هناك شيئا غير معقول يدور في كواليس الحكومة وأنها تقود حربا ممنهجة ضد محافظة مأرب...وإلا ما الذي يعنيه هذا السكوت المزري على واقع الكلية بعد ماورد بأعلاه في الصحافة المحلية.

*واقع الكلية خلال هذا العام (بكائية وطن)

كنت برفقة الزميل /عبدالوهاب نمران مراسل قناتي اليمن اليوم و آزال بمأرب لاعداد مادة اعلامية لقناة آزال حول وضع الكلية وللوهلة الاولى يشعر الزائر بأن هذا الصرح التعليمي قد أصبح مشلولا ولم تعد تجدي معه المسكنّات والمهدئات كما كان الحال سابقا...واستمعنا للعديد من الطلاب الذين تحدثوا بإحباط كبير عن التجاهل الذي يلاقونه من جهات الاختصاص التي تعيش في واقع غير واقعنا...وحملنا هذه الهموم الى عميد الكلية الحالي الاستاذ الدكتور سعد ابراهيم العلوي..الذي تحدث معنا بكل شفافية ووضوح وبنبرة يغلب عليها المرارة حيث قال بأن قرار انشاء الكلية الذي صدر في2006/2007 لم يراعي ابجديات معايير الانشاء الذي يسمح للكلية بتأدية وظائفها الاساسية (كالتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع)حيث أن ماتعانيه الكلية اليوم هو حصيلة لـ6سنوات من القضايا والمشاكل ذات صلة وثيقة بمعايير وشروط الانشاء والتأسيس..وذكر انه ومنذ تكليفه عميدا لكلية التربية في يونيو2011وحتى الآن يعمل في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة ومع ذلك فقد قام بإعداد مشروع الاصلاح الاكاديمي والاداري والمالي بالكلية(سلّم لنا نسخة منه) وتم رفع المشروع الى رئاسة جامعة صنعاء ومحافظ المحافظة للبت فيه بصورة عاجلة.. وسأستعرض بعضا مما جاء في ذلك المشروع لاطلاع الرأي العام على ماتعانيه مأرب من حرب ممنهجة صامتة من الحكومة

*صدق او لا تصدق(ميزانية كلية التربية بمأرب333 ألف ريال شهرياً فقط)

تحدث الدكتور سعد العلوي عن ان العائق الأكبر الذي تعانيه الكلية منذ تأسيسها هو الموازنة التشغيلية للكلية التي لا تتعدى مليون ريال للفصل السنوي الواحد (333ألف شهريا) وإذا كان الدكتور النجار قد سخر من مبلغ 9 مليون ريال في السنة كميزانية تشغيلية لثلاث كليات(مليون ريال شهريا) وتساءل ما الذي يمكن أن تعمله بمبلغ كهذا..فماذا سيكون جوابه لو عرف بميزانية الكلية لهذا العام (أتوقع أنه سيشد الرحال بحثا عن وطن آخر غير اليمن) ..

بهذه الحقيقة شخّص الدكتور سعد العلوي مشكلة كلية التربية بمأرب حيث نجم عن هذه المشكلة مشاكل أخرى تراكمت يوما بعد يوم حتى أصبح علاجها شبه مستحيل في ظرف قياسي..حيث نجم عن هذه المشكلة من الماسي ما جعلني أتحسّر على أبناء محافظتي وأتألم للواقع المرير الذي يواجهونه بل وأحمد الله وابتهل اليه بالشكر والثناء على انني لم افكر في إكمال مشواري الجامعي في هذا الصرح التعليمي الذي رغم قداسته الا ان هناك مسؤولون عن وضعه المزري الذي وصل اليه.

شخّص الدكتور سعد ابراهيم مشاكل كلية التربية بمأرب في عدة محاور وهي:

 (الشؤون الاكاديمية وشؤون الطلاب والشؤون المالية والادارية) من حيث نقاط الضعف والقوة والمعالجات والمقترحات و اورد بكل شفافية جوانب القصور والضعف حيث أن من أبرزها

-مايتعلق بالشؤون الاكاديمية إذ أنه لا يوجد دليل أكاديمي حيث تعاني الكلية من التخبط والفوضى بما يتصل بتحديد مفردات المقررات وأهدافها والوسائل والمراجع وعدم وجود خطة دراسية لجميع الاقسام وتناقض بين الخطة وبيان الحالة للطالب وكذا الاعتماد على الاساتذة المتعاقدين بنسبة92% معظمهم من حملة البكالريوس والماجستير بسبب النقص الحاد في الكادر الاكاديمي وعدم وجود مكتبة أكاديمية خلال الاعوام الماضية، اضافة لانشاء اقسام علمية كهياكل لا تمتلك كادرا أكاديميا وتم تسجيل الطلاب فيها مع عدم استقرار الجدول الدراسي بسبب قلة عدد القاعات وترحيل المقررات.

*في مايخص شؤون الطلاب؛ تتمثل نقاط الضعف في عدم وجود قاعة بيانات أكاديمية للطلاب لجميع المستويات، وتأخير إعلان النتائج الدراسية،وتأخير إصدار البطائق الجامعية وعدم وجود سجلات أكاديمية للطلاب بجميع المستويات ومحدودية الوسائل والمواد للأقسام العلمية(كيمياء وفيزياء وأحياء)وعدم وجود معمل سمعيات لأقسام اللغه الانجليزية وضعف الانشطة الطلابية وغياب الجمعيات العلمية.

*في ما يخص الشؤون الادارية والمالية تتمثل نقاط الضعف في ان الكادر الاداري متواضع الامكانات والمؤهلات وهو ما انعكس على مستوى الأداء الاداري والخدمي داخل الكلية وضعف الميزانية التشغيلية مما أدى الى تراكم مستحقات العاملين من الاساتذة والمتعاقدين وأدى الى احتجاز نتائج الامتحانات كورقة ضغط على عمادة الكلية، كما انعكس تأخير صرف المستحقات المالية الشهرية على أداء طاقم التدريس في داخل الكلية، هذا بإختصار بعض مما تحدث به الدكتور العلوي وأورده في مشروع الاصلاح الاكاديمي والاداري الذي اهمله رئيس جامعة صنعاء، حسب اعتقادي.

*وماذا بعد:

يا رئيس الوزراء...هل وصلتك الرسالة...فدموعك ليست الحل الامثل لكل مشاكلنا، فنحن مواطنون يمنيون لنا حق العيش بكرامة كبقية البشر...الى من نشكوا هذا الحال هل نناشد السفير الامريكي او البريطاني لانتشال واقع التعليم بكلية مأرب من هذا المأساة..وأنا على يقين بأن لديهم من النخوة والانسانية ماسيجعلهم يتألمون لألمنا ويقدّمون الحلول الناجعة.

ياوزير التعليم العالي...لمصلحة من سياسة التجهيل المتعمدة ضد أبناء مارب..الا يحق لنا ان نحظى بتعليم متميز في رحاب كلية التربية كباقي المحافظات..ام ان كلية التربية بمأرب لا وجود لها في الخارطة التعليمية لوزارة التعليم العالي.

يا رئيس جامعة صنعاء..هل في قلبك ذرة واحدة من ضمير يقظ وحيّ حتى تلتفت لكلية التربية بمأرب كواجب وطني اولا لأننا أبناء وطنك وابناء جلدتك..وكواجب اخلاقي ثانيا بإعتباره من صميم عملك ...ام انك لا (حيّ فترجى ولا ميّت فتنسى).

يامحافظ مأرب وياقادة احزاب المشترك...كنتم ترددون في ما مضى بأن المؤتمر الشعبي العام هو من يتعمد ممارسة هذه السياسة تجاه أبناء مأرب،واليوم وفي ظل حكومة الوفاق اتساءل..اين ذهبت شعاراتكم كملتقى أبناء مأرب، اين ذهبت اهدافكم وبرامجكم ومطالبكم الشعبية فيما يخص قضايا المحافظة،ام أنها ذهبت ادراج الرياح مع وصولك للسلطة، أم ان حلاوة السلطة قد أنستكم مرارة المعارضة

أين ذهبت القوافي والمراثي والأنين الذي كنا نسمعه منكم في ما سبق عن واقع مارب..ام انكم لستم سوى أحجارا سياسية تدار من فوق، ماهو العذر لكم اليوم، أم أن صمتكم المشين على واقع كلية التربية يدل على انكم لستم الرائد الذي يصدق اهله، وانما جعلتم من انفسكم ومن محافظتكم مجرد كروت لا أكثر ولا أقل.