مليشيا الحوثي تطوق منزل القاضي الشاوش بالأطقم المسلحة وتقوم بإختطافه من منزله
من عمق الصحراء بمحافظة شبوة حيث الإنسان يشيد واحات العلم ..ويفتتح مدرسة استفاد منها أكثر من ألفي نسمة
نهاية الأزمة.. برشلونة يستعيد كوبارسي من منتخب إسبانيا
دكتور سعودي يفجر مفاجئة علمية جديدة عن الحبة السوداء وكيف تقي من أخطر أمراض العصر
دولة خليجيه غير السعودية تتعهد باستثمار 1400 مليار دولار في أمريكا
أول شابة خليجية تترشح لمنصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة
وزير الدفاع الأمريكي يهدد الحكومة العراقية والفصائل المسلحة.. لا شأن لكم في اليمن
تعرف على الأهداف الثلاثة للضربات الأمريكية على الحوثيين.. هل يغامر ترامب عاصفة إقليمية أوسع؟
وزير الدفاع السعودي يلتقي رئيس حلف قبائل حضرموت .. تفاصيل
عقوبات أمريكية جديدة على شركات وسفن تهريب النفط الإيراني لمليشيا الحوثي
تطالعنا من حين إلى آخر أخبار من قبيل "منقبة تقوم بقص شعر فتاة في محطة المترو"، "الشيخ فلان يدعوا لهدم أبي الهول والأهرام"، "إلقاء ماء حارق على وجه إحدى المتبرجات"، "سلفي يقطع أذن قبطي عقاباً له" وهكذا
وفي الواقع كنا نسمع قبل الثورة عن كثير من مثل هذه الأخبار، ولكنها كانت فقط تكتب في زاوية المتابعات العادية، ثم تظهر بقوة في مواسم الانتخابات !!، مع التأكيد على أن هذه الظاهرات طبيعية جداً والتطرف موجود في كل الدنيا. ففي الغرب هناك اتجاهات ودعوات للانتحار الجماعي بسبب عقيدة يؤمنون بها، وهناك من يدعوا لتدمير الحضارة الغربية لإرضاء عقيدة في نفسه، وآخرون يدعون لعبادة الشيطان، واتجاه آخر يناضل من أجل الزواج المثلي أو من أجل حق العري في الشوارع أو من أجل حق الشواذ وهذا لايقل في جوهره عن الدعوة لهدم الأهرام مثلاً؛ لأن هدم الأخلاق جزء من هدم الحضارة والقيم الحضارية المثلى، بل شاعت قبل فترة في فرنسا الدعوة لعبادة بعض المعبودات الوثنية في الحضارات القديمة وبخاصة الحضارة المصرية، وفي البلاد الإسلامية نجد من يدعوا للإفراط في الظلم من أجل ظهور "المهدي" .. ، وهكذا يطول السرد في هذه الجوانب.
أن ظهور الدعوات لهدم الآثار المصرية لا تختلف عن تلك الغرائب والاتجاهات التي أشرنا إليها، ولكن الفرق الكبير أن تتحول إلى فرقعات إعلامية الغرض منها التثوير ضد ثورات الربيع العربي. فكما استغلت مخابرات الأنظمة المتهاوية تنظيم القاعدة وأقامت تنظيمات قاعدة مخابراتية لتنفيذ أجندات، أو لتصفية حسابات، أو لتحقيق مصالح، فإن بقايا تلك الأنظمة والمتعاطفين معها ومع عهود التردي والسقوط يستغلون حماس بعض المتنطعين ويدفعون بهم إلى مقدمة المشهد كشكل من أشكال الثورة المضادة التي تهدف إلى القضاء على ثورات الربيع العربي أو تفريغها وجعلها شكلاً .. تماماً كما حدث مع ثورات التحرير العربي في القرن الماضي، والأمر كله الآن -على ما يبدو - لعرقلة التيار الثوري الجديد الصاعد وتشويهه.
لقد رأينا صوراً عديدة لمهاجمة التاريخ المصري والتراث المصري والوجدان المصري والثقافة المصرية، رأينا ذلك في خضم الثورة المصرية عندما حاولت مجاميع من البلاطجة إحراق المتحف المصري في ميدان التحرير فحماه الثوار أنفسهم، أو كما قامت عناصر مخربة بعد ذلك بحرق دار الوثائق المصرية فدمرت كنوزاً من المخطوطات وأصول الكتب الثمينة، وكما حدث أيضاً أثناء الحملة الانتخابية المصرية عندما حذر أحد مرشحي الرئاسة من ضياع سيناء إذا فاز الإخوان برئاسة مصر وما تلا ذلك بعد فوز مرسي من محاولة لتفجير الأوضاع في سيناء ولا تزال ؟! ..
والسؤال هنا لماذا استهداف الثقافة والحضارة والتاريخ المصري وفي جوانب حساسة حتى ولو كان على حساب شخصية مصر وكيانها ؟
يبدو أن الجهات التي تقف خلف تشجيع تلك الدعوات وبالتالي الترويج لها إعلامياً، تدرك تماما مدى اعتزاز المصريين بتراثهم ومدى تمسكهم به "كتاريخ وحسب"، وتدرك حجم استفادة مصر من تلك الكنوز، وتدرك أن المثقفين يهتمون بها كأمر طبيعي، وغير المثقفين يهتمون بها كوسائل للحصول على الرزق، ومن ثم فهي تلامس ما يهم الجميع حيث يكون المساس به مدعاة للتذمر ورسم صورة سلبية في أذهان الناس والبسطاء عن القادم الجديد .. تمهيداً لخوض المنافسة القادمة التي سيكون الشعب فيها هو الحكم الأول والأخير، وخاصة إذا ربطنا ذلك بمظاهر التأزيم الاقتصادي، والانفلات الأمني، وظهور أشكال من الفوضى، وبروز شبح تقسيم
الأوطان وتشظيها في جميع بلدان الربيع العربي ..
ومع كل ذلك نؤكد أن الثورة مستمرة، وأن محاولات عودة المجربين، أو عودة أفكار وأيديولوجيات النخب الغريبة على الأمة والتي فشلت في الماضي في تحقيق نهضة الشعوب، لن يبتعلها الناس مرة أخرى، كما نؤكد أن عصر أكل الكلام واستهلاك الشعارات قد سئمته الشعوب، فلن ترضى بعودة عصر اليافطات الكلامية التي لم تشبع جائعاً ولم تفلح في صناعة مستقبل .. ولن تسمح بعودة عصر المتحذلقين والمتمجدين والمتمصلحين والمنافقين وطهاة الألم.