البحرين تتجاوز الكويت وتضرب موعدا مع عمان في نهائي كأس الخليج مليشيات الحوثي تقوم بسحل مسن مختل عقليا بمحافظة حجة عاجل .. صدور قرارات جمهورية بتعيينات في المؤسسة العسكرية عُمان تقهر السعودية بعشرة لاعبين وتبلغ نهائي كأس الخليج وزير الخارجية السوري يوجه دعوة هامة لكافة الدول الأوروبية هل حان وقت المواجهة الحاسمة بين مليشيا الحوثي وإسرائيل؟ تقرير أممي: ميناء الحديدة لم يستقبل أي شحنة وقود منذ اكثر من خمسة أشهر ماذا تعرف عن ميساء صابرين أول رئيسة للبنك المركزي السوري ؟ وزير إسرائيلي يهدد باغتيال عبدالملك الحوثي .. تهديد ام مناورة مليشيات الحوثي تختطف مسؤول محلي سابق في إب بسبب إنتقاده لممارستها
نظام منتهي الصلاحية ،ذو إرادة سياسية معطلة هتكت جاهزيته بفعل منهجية سلوكية سلبية ،تعاملت مع البلاد باستخفاف وكطريدة صيد ليس إلا ،وهو ما أفرغ محتوى العقل الجمعي من وعي ناقل باتجاه حركة رشيدة متزنة تمنح التوجه نحو التغيير إمكانية التحقق الفعلي والتجديد.
فالنظام يستمد من التخلف مفاهيم بقاءه وعبر إمكانات الدولة يغذي هذا الوعي بتلك المفاهيم ،وبالتالي يربك نضوجه ويؤخر استفادته من كل متاحات الرقي والنهوض ،ويعقد للمواجهة والصراع فيما بين المجتمع الكثير من العقد ،إي أنه يمتص قوة المجتمع بإدخاله في دوامة الصراعات التي تستنزف قواه المكثفة التي رسخها في وعيه.
كيف يستطيع المجتمع الخروج من حالة كهذه يبدو فيها مشلولا تماما عن أن ينعتق مما هو فيه،تساؤل يحلينا إلى تساؤل آخر يمثل جوابا له ما هو دور القوى السياسية اليمنية؟فالمجتمع لا يخلو من القوى السياسية وكبلد يقال أنه ديمقراطي يوجد فيه التعدد والحرية ولو متاح ديمقراطي هامشي تستطيع من خلاله هذه القوى تفعيل المجتمع من خلال خلق وعي مجتمعي حقيقي محصن من كيد التزييف والترويض وتسكينه ،إلى أن ظروف النشأة لهذه القوى وتعقيد الحياة الاجتماعية اليمنية أيضا وتشضي مكوناته فرض وجوده على الذهنية القيادية للقوى السياسية فأضحت محكومة بأنساق التفكير للمجتمع ومتأثرة بشكل أو بآخر به وقلما تستطيع الانعتاق منه إلا في حالات ظاهرية باطنها مسكون بتاقض واضح مع يبدو ظاهرا. يجب الاعتراف بأن الوضع الحالي يدعو للقلق الشديد بعد عاما 13 من التخريب المنهجي في بنية المجتمع اليمني الذي مارسه النظام . وعصا النظام الغليظة ليست ضمانة الوحدة الوطنية بل هي على العكس أساس تخريب الوحدة الوطنية.
لقد اهتزت الثقة بين مختلف مكونات الشعب إن لم تكن قد فقدت واخذ ت المكونات المختلفة للشعب اليمني ترتاب بنيات بعضها البعض, وعادة يفقد المرء الثقة بالآخرين بسبب القمع الذي يمارسه النظام اليوم , و خوفا من بطش النظام يتراجع حسه الوطني لصالح انكفائه إلى المجموعة الأقرب له "القبيلة ،المنطقة" لشعوره بالأمان وإمكانية الاعتماد عليها وائتمانها على حياته ومصيره. هذه التشكيلات الاجتماعية التي من المفروض أن تضمحل لصالح تكوين الأمة يتم للأسف إحيائها وتقويتها لتصبح عاملا كابحا في العملية الديمقراطية المنشودة وعملية بناء الأمة. وتجربة "العراق" التي تعيشها الآن خير دليل على ذلك.
النظام لن يتصالح مع الشعب لأن في ذلك نهايته وهي عملية هدم للأسس التي قام عليها النظام , والمستقبل هو بأيدي أبناء هذا الوطن الذين لا بد لهم من التخلص من هذه السلطة القمعية التي لا يهمها سوى إدامة حكمها ومصالحها , ومن المهم إستغلال حالة الاحتقان الحاصل وترشيدها ورسم خارطة فعل سوي لها وسلوك إيجابي يحقق التغيير المنشود.
هنا في اليمن ، نحن الآن أمام امتحان كبير: امتحان ان يكون مشتبهاً فينا على الصعيد الوطني. وهذا هو مشتهانا وطموحنا. أي أن نخترع طريقنا ضد الاستبداد والاستفراد وأن نختاره بأنفسنا، وأن نمشيه بإباء وشجاعة وأن نفعل هذا وغيره بالعزم الذي لا يخشى التهميش والتنكيل.