اليمن تغزو الفضاء
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 18 يوماً
الثلاثاء 08 إبريل-نيسان 2008 10:52 م

مأرب برس -خاص

ماسأكتبه هنا لا يعد سبقا صحفيا في الكشف عن برنامج سري تنفذه حكومتنا الرشيده في دخول النادي الفضائي والوقوف ندا لبقية الأ عضاء وخصوصا العملاقين الأمريكي والروسي كما إنني مطمئن تماما انه لن يدرج تحت جرائم إفشاء اسرار الدولة والتي قد تصل هنا الى حد \\\"ألإضرار بالأمن القومي \\\" كما لا أتوقع أن تنهال علي المكالمات الهاتفية بمجرد نشر الموضوع في مارب برس لمعرفة المزيد من التفاصيل والاسرار الخفية عن البرنامج وخصوصا من السيد \\\" أناتولي برمينوف\\\" مدير وكالة الفضاء الروسية ولا من نظيره الامريكي مدير ناسا السيد \\\"ميخائيل غريفين \\\" للتأكد من صحة الخبر والتباحث بشأنه والحصول على مزيد من الخفايا والأسرار ليشرع الأثنان في تعديل خطط وكالتيهما لمواجهة المنافسة الجديده التي سيشعلها دخول اليمن للنادي ..

لا أتوقع مثل هذه المكالمات ولا أتوقع أن أكون عرضة لهجوم إعلامي كاسح من قبل كبريات الصحف والمجلات والمحطات الفضائية التي ستتسابق لتحظى مني بمقابلة أو تصريح حتى ولو مقتضب لتكون هي السباقة في صدم الستة مليار إنسان بالكشف عن الغزو اليمني للفضاء ، لن يحدث هذا كما لن يحدث أن يرفع الستار عن البرنامج المزعوم
ولن يأتي يوم تتناقل فيه وكالات العالم صورة رائد الفضاء اليمني وهو يغرس العلم اليمني بين الكثبان الرملية للقمر ثم يتكىء بجانبه ليكمل بقية التخزينة التي بدأها على المكوك الفضائي \\\" دحباش ون \\\" وهو يدندن مخاطبا القمر الذي غادره على الارض \\\" يا خو الجمر مافيش جمر مثلك ملثم \\\"
لن يحدث شىء من هذا ومع ذلك فالعنوان صحيح ،

فاليمن ستغزو الفضاء ولكن ليس على مركبات فضائية كتلك التي سبقتها بها أمريكا وروسيا كـ ( لونا 2 ، واتلانتس ، وكلومبيا ، وديسكفري ، وسويز وابو لو )
بل بعشر محطات فضائية ضمن باقة واسعة من القنوات والتي يفترض انها تشير الى أن اليمن تدشن عصرا جديدا وتفتح آفاق مختلفة في العمل الاعلامي المنفتح على الكون الرحب ، لكن للأسف ما يحدث على الأرض مختلف ومختلف تماما الحكومة الفضائية تضيق ذرعا بمقال أو تحقيق صحفي ، وترفض بكل قوة وحزم السماح لبعض الجهات من إنشاء صحف ناطقة بإسمها كما تعمد الى حجب كثير من المواقع الإلكترونية المعارضه ناهيك عما يتعرض له الصحفيين من مضايقات وإعتداءات وخنق لحريات الرأي والتعبير .

وتطارد بجحافلها الأمنية منشد يعبر عن وجهة نظره بالكلمة والدف .

ولكن إذا كانت \\\" وكالة الفضاء اليمنية \\\" مصرة على غزو الفضاء وهو ما بدأته بالفعل فعليها أن تختار لذلك روادا في المجال الإعلامي وليس إعلاميين يحملون رتبة رائد في الأمن السياسي كما عليها أن تبدأ من حيث انتهى الأخرون لا أن تبقى مصرة على إدارة الوزارة بكوادر ما زالت تعيش ستينيات القرن الماضي وكأنها تريد فعلا أن تغزو الفضاء ولا تثق إلا بنوابغ الستينييات الذين أوصلوا الروس والأمريكيين إلى المريخ .

نقول هذا طالما والعزم موجود في غزو الفضاء والعزم موجود على إحداث نقلة نوعية
وهي ما لن يحدث طالما أن هذه الخطوة لا ترافقها نقلات مهمة في ألإنفتاح الإعلامي وتوسيع حرية التعبير بل إن العكس هو الملاحظ فقد كانت اليمن هي المتزعمة لوثيقة وزراء الإعلام العرب والتي عدها الجميع إنقلابا على الديمقراطية وحرية التعبير .

فلماذا إذا هذا اللهث وراء القنوات الفضائية والاحتفاء بالإعلان عنها طالما ولا نية لأي تغيير يذكر
الحقيقة أن ذلك مرده إلى السعي لصنع منجزات وإنتصارات ولكن ليست على الأرض بل في الفضاء الخارجي أما سكان الارض فلن يطالهم شىء من هذه القنوات فلن ينتفخ الرغيف ليشبع الجائعين ولن يكتسي العراة من خيوط الأثير .هذا على إفتراض أن المواطنون أصلا في ريف اليمن الذي يشكل الثقل السكاني يشاهدون التلفزيون .

نعم هي محاولة للهروب من الإستحقاقات التي يطالب بها المواطنون وإحداث ضجيج وجلبة إعلامية لإخفاء هذا الهروب بالحديث عن مشاريع هي كبيرة في أفواه المسؤولين ولا أثر لها في أفواه المتسولين ، مشاريع سبقتها مشاريع أكبر منها لعل أبرزها مشروع توليد الكهرباء بالطاقة النووية مع الفارق أن مشاريع القنوات الفضائية سينفذ بنجاح لأن المستفيد منه هو الحزب الحاكم أما مشاريع توليد الكهرباء فلم تنفذ لأن المستفيدين منها هم المحكومين ..

في الأخير نتمنى ان السيد رائد الفضاء اليمني \\\" حسن اللوزي \\\" لم يكن جادا في تصريحه الذي قال فيه أن المواقع الإلكترونية ستكون خاضعة لسلطة القضاء بموجب قانون العقوبات قبل قانون الصحافة والمطبوعات لإرتكابهم ما يصل الى الجناية والجنحة ، لانه لو كان جادا فعلينا أن نغير بعض الصفات لنقول بدلا من كاتب في موقع مارب برس مثلا الى مجرم في مارب برس .