لماذا لم تغضبوا من زيارة النشطاء لجبهات القتال والمقاومة، فيما غضبتم وعارضتم زيارة المشايخ وحملتم المسألة مالم تحتمل؟!
معركتنا مع الحوثيين سياسية حين كانوا يخوضون غمار السياسة، أما الآن فقد تجاوزت ذلك وصار لها بعدا دينيا ووطنيا وجغرافيا…
فتفجيرها للمساجد ودور القرآن وتغييرها لمناهج التعليم بمحتويات ملازم حسين بدر الدين الحوثي إعلان حرب صريحة على الإسلام..
واحتلالها لمؤسسات الدولة حربا سياسية على الوطن بأجمعه..
ودخول قوات إقليمية على الخط أكسبها بعدا إقليميا بمواجهة مشروع ولاية الفقيه الصفوي التوسعي..
نعم.. كلنا سنقف ضد المشايخ لو قالوا: يجب مقاتلة الهاشميين أو شيعة اليمن أو أي صيغة توحي للقتال بالمذهب وعلى المعتقد لا على الاعتداء…
فالقتال بالمذهب لايجوز مالم يكن اعتداء في البداية، والمقاومة اليمنية تقوم بواجب رد الاعتداء على الحوثيين والمتحوثين من غير الأيدوليجيين بجامع الاعتداء على الوذن والأنفس والممتلكات لا بجامع المعتقد والمذهب..
هذا هو الفارق الجوهري في المسألة..
وقد جمع الانقلابيين كل ذلك… اعتداء على الوطن ومؤسسات الدولة والجيش والمساجد والأنفس والحريات.. ومدافعتهم بالمقابل يكون بقدر عدائهم..
فالمعركة قد تجاوزت الحدود وإيران قد دفعت الأمة الإسلامية إلى الطائفية دفعا في العراق وسوريا واليمن وهو ما كان سببا رئيسا في تكوين التحالف الإسلامي، فلن نترك مدافعتها بالسلاح الذي تريد والذي سيوقفها بمجرد الخوف من الطائفية كما كان مفكروا الأمة وسياسيوها يتحرون إثارة هذه القضية خوفا من اشتعالها وتوسعها… وهم محقون… لكن الأوان قد فات وإيران أشعلت المنطقة كلها مقابل نشر مشروع ولاية الفقيه وتمكين أقلياتها الشيعية على حساب أكثرية الأمة..
فعمل المقاومة الشعبية في اليمن نسميه مقاومة ونضال وجهاد أيضا، فلا تحملوا المسألة مالا تحتمل في اتهام العلماء وهم لم يعملوا ما تروجون سوى قلة تحفيز لشباب المقاومة..
وإن كنتم تظنون أن المعركة لم تنتقل لطائفية كما جرتنا إيران فلتعيدوا الزمان عشرين سنة إلى الوراء يوم كانت إيران دولة تحترم نفسها!