الناس يختاروك ...لتقودهم لا لتتبعهم
بقلم/ فارس الشعري
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و يومين
الأحد 15 إبريل-نيسان 2012 04:44 م

في الحادي والعشرين من فبراير الماضي أنتخب هادي رئيساً للبلاد ،خلفاً للمخلوع على صالح ،وحضي بتأييد شعبي كبير ، وإجماع دولي ،وتوافق وطني أجمع الجميع عليه ,وتوافقت كل الأطراف السياسية بشأنه لكي نطوي بذلك صفحة الماضي القديم ،ونعلن بذلك اليمن الجديد ،يمن العدل والمساواة ، يمن الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية وطن لامجال فيه للمساومة ،أو التعنت على الأخر ،أو فرض هيمنة شخص أو حزب ،أو جماعة على فئة أخرى.

وهنا لابد أن نذكر أن شباب الثورة في الساحات،لم ينتخبوا هادي لعجزهم عن تحقيق أهدافهم، أو فشل ثورتهم ،وإنما هو واقع فرض على الجميع ،وقوبل بالإجماع من الجميع، ولقد جاء هذا الحدث متوافقاً مع شباب الثورة ومخالفاً في نفس الوقت ،جاء متوافقاً في مسألة الحفاظ على سلمية الثورة ،وعدم الإنجرار لمخططات العائلة في نفس الوقت،، ورأوا في ذلك أيضا،خطة متسلسلة يصلون بهاء إلى التغيير الحقيق الذي ينشده شباب الثورة ،وفي وقت زمني معين ولكن لابد للتغيير الجاد من وقت كافي تسمح بإجراء تغيير شامل في كل مجالات العمل ،ونخن نؤمن بذلك اذا ما رأينا تغيير على ارض الواقع .

ولايعني ذلك أننا تخلينا عن الثورة وأهدافها أو اجبرنا بذلك ،كما يفسر ضعفاء النفوس بذلك وما هذا التغيير الذي نراه اليوم ،إلا ثمرة من ثمار الثورة الذين أجبروا النظام السابق على ترك السلطة ،وفرضوا التغيير على الأرض ،جاء ذلك نتيجة صمود أولئك الأبطال في ميادين وساحات التغيير واستمرارهم وتمسكهم بالتصعيد الثوري ،حتى تحقيق كامل أهدافهم التي خرجوا من أجلها ،مما أفشل جميع مخططات العائلة بحق الثورة والثوار ليستسلم الجميع للواقع الذي فرض نفسه عليهم .

لقد تفاءل الناس، واستبشرا الجميع ،ببزوغ فجر جديد ، وميلاد يمن جديد ،ولكن ما يخيفنا هو أعادت المجاري إلى عادتها ،وذلك من خلال ظهور المخلوع صالح هنا وهناك في أطراف المدينة ، بكوم من المسلحين والسيارات المدججة بالأسلحة ،في مشهد استعراض هستيري،كما أن ممارسة للحياة السياسية من خلف الكواليس يعرقل من مسيرتا ألبنا و التغيير وهاذ ماساعد من تشبث بقايا عائلته في الجيش ،ولم يستفيد من الحصانة التي منحت له ،ولمن عملوا معه خلال فترة حكمة بل صار اليوم يصدر قراراته الهستيرية من حارة السبعين ، بشأن الحكومة وبشأن قرارات هادي الأخيرة ،، مما يثير الشكوك لدى الآخرين بشكل عام ،وعلى وجه الخصوص شباب الثورة ، تدخلات يدعمها السفير الأمريكي الجديد ،ويساندها جيش العائلة بقيادة أحمد ،ومحمد صالح، ويحيى ،وطارق ،وعمار،وهذا يعني أن عائلة صالح لازالت تمارس سياستها من خلال هذه الأجندة التي مازالت تتواجد في مناصبها وتمارس عملها بشكل طبيعي ،مستفزة مشاعر الملايين من اليمنيين الذين خرجوا يطالبون بالتغيير والحرية، ولكنها في الأول والأخير لم تعد تعنينا ظهور هذه الكائنات الغريبة عن الناس ،وليس لها أي صلاحيات وإنما تنبئنا عن خرافات وأحلام نفسية مضطربة بدأ يعيشونها منذ تخليهم عن السلطة .

لكننا نستطيع أن نقول أن لدينا رئيس جديد أنتخبه الشعب وشرعيته أصبحت مستمدة من هذا الشعب ولا يمكن التشكيك فيها ،أو الاستهتار فيها أو التهاون بهاء، فهي ليست حصيلة فرد أو أسرة ،أو هبه من شخص منحت له وإنما هي إرادة شعب ،قرر مصيره بيده ، واختار من يمثله برغبته .

فما على هادي اليوم إلا أن يثق بنفسهً كرئيس شرعي للبلاد ،،ثانياً أن يتصرف بشؤون البلاد وقراراته بصلاحية كاملة،، وأن يديرها بحكمة وعقلانية ، وأن يحكم البلد كزعيم عربي لا ينجر خلف مخططات الغرب ،الذين يبحثون عن أهدافهم ومصالحهم فقط لا غير وأن يبتعد عن مخططات العائلة ،ويسعى جاهداً لإفشالها والتخلص منها ، وأن يقف في وجه كل من يحاول عرقلة مسيرة البناء والتنمية في البلاد ، وان يكشف التدخل الأجنبي السافر بحق اليمن على حقيقته .

بهذا يمكن أن نحقق شيء جديد للبلد ، ونحن على ثقة بهادي ومن حوله من الناس الشرفاء بأنهم سيخرجون البلد مما هي فيه،لكي نمضي باليمن إلى ما هو أفضل وأحسن من ذلك بكثير.

وفي نفس الوقت نحذر من الوقوع في الانجرار وراء مخططات صالح وأزلامه ،الذين يحاولون إثارة الفوضى في البلاد ،واللعب في النار ،لأن ذلك سيؤدي بالبلد إلى ما يريده الآخرين لنا وما يخططه الأعداء لنا ، الذين لا يريدون لنا أن نبني اليمن كماء نريد، فهم يريدون أن نكون لعبة بين أيديه القذرة ،وسياستهم اللعينة.

نعم ...لقد اخترناك يا هادي لتقود هؤلاء المخربين والمجرمين ،هنا وهناك مؤيد ومعارض أياً كانوا لتضعهم جميعاً تحت المسائلة القانونية ،واحترام سيادة القانون ،وإرادة الناس في التغيير لا نريدك يا هادي تتبعهم بسياستهم ومخططاتهم الإرهابية ، فكن عند حسن ضن الشعب بك .