مصر ... من وسط الأحداث(2)
بقلم/ ابراهيم الجهمي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
الإثنين 07 فبراير-شباط 2011 05:13 م

·  تطور الأحداث منذ يوم السبت 29 يناير حتى اليوم الخميس 3فبراير (أحداث مؤسفة ومؤلمة)

·  حقيقة المشادات مع السفارة بالقاهرة والخطوط اليمنية.

·  مواقف صعبة للكثير من اليمنيين في مصر .

·  شكر خاص لموقع مأرب برس .

·  الشكوى لغير الله مذلة ... (وأفوض أمري إالى الله إن الله بصير بالعباد )

·  احذر عن كارثة حقيقية لا قدر الله للجالية اليمنية في مصر حال إستمرار الوضع ..

......

سبق أن نقلت لكم في الحلقة الأولى الأحداث التي تمت يوم الجمعة ...

ومن ليلة الجمعة 28/يناير إنقطعت كل خطوط التلفون المحمول عدا الخطوط الأرضية وكذلك الإنترنت مما أدى إلى الإنقطاع التام عن العالم الخارجي , وكنا نلجأ لمعرفة الأخبار من بعض القنوات الفضائية .

وفي صباح يوم السبت 29 يناير صحوت من النوم باكراً وذهبت مكتبي, ولم يأتي أي من العاملين , سوى العم أحمد ... و قد حدثت أعمال نهب وسلب وترويع للآمنين في العديد من المنشآت الخاصة وحرق العديد من المنشآت الحكومية ومنها إحراق أغلب مراكز الشرطة ومقار الحزب الوطني الحاكم في عدد من المحافظات , وتناقل الناس أخبار فرار جميع المساجين والمسجلين خطر من السجون وأقسام الشرطة .. مما خلق حالة حالة من الذعر والخوف لدى جميع المواطنين.

نزلت وصديقي فارس الفودعي بعد أن إستدعينا عبر التلفونات الأرضية موظفي مخازن شركتنا والتي تبعد عن مقر الشركة ب30كيلو متر وطلبت منهم الذهاب فوراً للمخازن وتأمينها وجلب البضائع الثمينة إلى مخزن قريب من الشركة .. وتركنا عم أحمد بالشركة لحراستها ..

وذهبنا بالسيارة نبحث عن بنزين , حيث وجدنا جميع محطات البنزين بالقاهرة مزدحمة جداً .. وفكرنا بالخروج لطريق الإسكندرية لمشاهدة الوضع وكذلك للبحث عن محطة بنزين .

ومررنا بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين وهو من أبرز الشوارع الرئيسية في القاهرة وشاهدنا كثير من المحلات التجارية قد نهبت وأحرقت والعديد من البنوك قد أتلفت كبائن صرف المبالغ بها ... ورأيت مقر شركة أحمد عز- من كبار رجال الأعمال المصريين - والناس يحرقونها وهي عبارة عن عمارة ثمانية ادوار .. وكذلك تدمير بعض المطاعم المشهورة .. وكنا مذهولين من مظاهر السلب والنهب التي رأيناها هنا وهناك ... والناس في هرج ومرج ... والطرق غير مزدحمة فكل يبحث عن تأمين بيته ومحله ... أو يسعى لجلب مواد غذائية وتموينية ... ورأيت أصحاب شركات كبرى وقد أحاطوا شركاتهم برجال مسلحين بالأسلحة الرشاشة يحرسون ممتلكاتهم ...

وخرجنا من القاهرة باتجاه بوابة طريق الإسكندرية ووجدنا هنا محطة بنزين ليست مزدحمة ... ورأينا سلب ونهب على جوانب الطريق ومما شاهدته موقع كبير لسيارات مستعملة وقد أحرق بالكامل والناس يسرقون الأنقاض من حطام السيارات ويحملونها على سيارات نقل ومنهم من يحمل بيده ومنهم من يحمل بمعاونة آخرين , ومنهم من يحمل على دابة أو عربة تجرها دابة .. ومنهم من يحملها على دراجة نارية ..

كما وجدنا سرب طويل من الدبابات وناقلات جنود القوات المسلحة الذين تقرر إنتشارهم في المدينة .

وفي طريق عودتنا الى وسط القاهرة من خلال شارع الهرم الذي وجدنا في بدايته من جهة الأهرامات قد أحيط بدبابات عديدة والجيش منتشر بكثافة ... ومررنا بشارع الهرم ورأينا دخان متصاعد في العديد من الفنادق والكازينوهات التي يشتهر بها شارع الهرم وكلها محترقة ...

ودلفنا لشارع البحر الأعظم بالجيزة المطل على النيل وشاهدنا دخاناً كثيفاً متصاعداً وتركنا السيارة وترجلنا لمصدر الدخان ورأينا مقر قسم شرطة الجيزة يحترق والجماهير الغفيرة وأغلبهم أهالي المسجونين يريدون تحرير ذوييهم المعتقلين بالقسم ويقذفونه بالحجارة والقوارير المملؤئة بالبنزين ... وشاهدت خروج جميع المساجين وكلما خرجت مجموعة من المساجين هتف الناس وصاحوا ... ورأيت بعضهم قد نهب القسم وكل يأخذ ما وجد أمامه من أثاث , وشاهدتهم يندفعون ويتعاركون على كيس مملوء قالوا أن به مخدرات وحشيش من المحرزات التي يحرزها قسم الشرطة وتقاسموه كما تتقاسم الوحوش ضحيتها ...

وفي طريق عودتي للبيت جلبت بعض المواد الغذائية واطمأننت على حال الأسرة , ونزلت مرة أخرى الشركة وجمعت الموظفين من الرجال ورتبتهم على حراسة المخازن الثلاثة والشركة .. ومن حسن الحظ أن بيتي وشركتي في عمارة واحدة ...

وأثناء الليل ونحن بالشركة حوالي الساعة العاشرة مساءً سمعنا صراخاً واستغاثة من السكان المقابلين لنا وطلقات رصاص كثيفة ... وهرعنا إلى إطفاء الأنوار ومن خلال النوافذ شاهدنا مجموعة كبيرة يمرون على الدراجات النارية وينطلقون بسرعة وهناك من يلاحقهم بالعصي والسيوف والأسلحة الحية ... بصراحة هذا الموقف لا أستطيع التعبير عنه وقد حدث في أغلب المناطق والشوارع والأحياء بالعديد من المحافظات, ويقال بأن ذلك كان مرتباً لإخافة الناس ونشر الذعر والرعب بينهم ..

ومن خلال القنوات التلفزيونية شاهدنا استغاثات ونداآت من الأهالي والمستشفيات بوجود عصابات للنصب والسلب بل وقد تعرضت بعض الفتيات للتهجم والاغتصاب ...

ونزلت أنا ومن معي الشارع ورأيت السكان وقد تجمع شباب الحي متسلحين بالأعصي والخناجر والسيوف وقد أغلقوا جميع المداخل والحارات ووضعوا براميل وأخشاب وأحجار وسيارات وانتشر الجميع للدفاع عن أعراضهم وممتلكاتهم ... ومنعوا الغرباء من المرور عبر شوارعهم, وأشعلوا النيران للتدفئة وكذلك للإنارة وأيضاً للشعار بوجودهم وتخويف من يترقبون هجومه عليهم ...

وسمعنا طلقات نارية كثيفة طوال الليل ... وكانت هذه الليلة أصعب ليلة في حياتي بمصر ... وكذلك في حياة كل من يعيش على تراب مصر ... ( وكان يوماً عسيرا ).

وبتنا في قلق وترقب ... ولقد شكل إنقطاع التلفون المحمول عائقاً كبيراً منع الناس من التواصل والاطمئنان على بعضهم البعض فلم يعد أحد يعرف ماذا يحدث لدى الآخر مما خلق حالة من الترقب والتوجس .

وفي صباح الأحد 30يناير خرجت من بيتي مبكراً وذهبت للسوق أجلب خبزاً للبيت وشاهدت الناس متزاحمين على أفران الخبز- وقد علمنا بمقتل اربعة أشخاص بسبب محاولة أصحاب المخابز رفع أسعار الخبز – أما عن محلات البقالة والمواد الغذائية فقد تهافت الناس على التزود بأكبر قدر ممكن منها تخوفاً من إنعدامها .

 وكل يمضي في حاله ويشد خطاه نحو ذلك الهدف , ولم أستطع الحصول على الخبز من عدة أفران ولم أجده ... وبينما أنا كذلك وجدت العم محمد طالب جاري وهو من اليمن وبيده كيس من الخبز, وسألته من أين أحضرته ؟ فأجابني بأنه قد نفذ وقاسمني نصف ما معه ... وعدت به لبيتي ..

وجاء الى مكتبي الكثير من أبناء الجالية وهم متوترون ينتابهم القلق والخوف والذعر, وأنا أطمئنهم ولا أبدي قلقي كي لا أزيد خوفهم ... وقد قمت بما فرضه علي واجبي كرئيس للجالية بالتعاون معهم .

وفي عصر يوم الأحد أعيدت خطوط المحمول للخدمة ... وتنفس الناس الصعداء ... وأول من تواصلت معه كان سعادة السفير فلم يرد عليّ, واتصلت بسكرتير السفير وطلبت منه إبلاغ سعادة السفير بضرورة الإتصال بي . وأتصلت بالقنصل مرات عديدة وبنائب السفير ... ولم يردوا عليّ ...!! وتزايدت الإتصالات بي مابين مستغيث وطالب معونة ... وخاصة أن البنوك مغلقة ونحن بآخر الشهر والكثير لا يمتلكون قوت يومهم ...

وكم أحزنني إتصال إحدى الطالبات اليمنيات بمصر , تبلغني تعرضها للتهجم في شقتها وسلب نقودها وجواز سفرها ... وكادوا يفتكون بها لولا تدخل جيرانها وانقاذها ( وقد سمع المستشار الإعلامي خالد السودي القصة منها في اليوم التالي بمقر السفارة )

واستشعاراً مني للمسؤلية الكبيرة تجاه أبناء الجالية في ظل الوضع العصيب الذي نعيشه بادرت للتواصل مع رجال أعمال يمنيين مقيمين بمصر, وكان التجاوب الجاد من الأستاذ محفوظ علي محمد سعيد أنعم .. وكان بماليزيا حينها, وشرحت له الوضع - كنت أتحسب لأسوأ الأحوال - فقال لي جميع المواد الغذائية من منتتجات مصانعنا تحت أمركم بأي كمية تريدونها, كما أبدى إستعداده لتأمين الطعام من الرز والسكر والدقيق ... فجزاه الله خيراً ... وبفضل الله لم يسبق لي أن آخذ منه أو من أحد غيره حتى الآن أي شيئ سواء مادي أوعيني ...

وبذلك فقد إطمأنيت من تأمين المواد الغذائية في حال إنعدامها بالأسواق.

وكان همي وشغلي الكبير هو تأمين الأخوات من بنات وطني من الدارسات والمقيمات في مصر, خاصة بعد سماعنا بحالات تهجم واعتداء على الأسر في بعض الأحياء... وهو ما دفعني بتوجيه نداء عاجل لفخامة الأخ رئيس الجمهورية بالموافقة على إيواء الطالبات في مسكنه الخاص بالقاهرة - ويعلم الله أني لم أقصد بهذا النداء سوى خدمة بنات بلدي – فقد صدمت من ردود أفعال البعض وتحوير كلامي في غير الهدف النبيل الذي قصدته من النداء الموجه لفخامة الرئيس، وقد الأستاذ المستشار خالد السودي لتوضيح الأمر حول الموضوع وتصحيح وجهة نظري.

وقد تجاوزنا جميعنا هذه الإشكالية بعد توجيهات فخامة الأخ الرئيس للخطوط الجوية اليمنية بإجلاء الرعايا اليمنيين في مصر، ممن يرغبون في العودة إلى أرض الوطن. فسارعت بالاتصال بمدير مكتب اليمنية بالقاهرة والذي أفاد بعدم تلقيه أية توجيهات بذلك، قائلا وبالحرف الواحد (هدره) فاتصلت على الفور بموقع مأرب برس وأخبرتهم بنشر خبر يفيد عدم وجود رحلات، وعلى الفور وردتني اتصالات من الرئاسة ومن إدارة اليمنية بأن الطائرات ستأتي حسب توجيهات فخامة الأخ الرئيس .

عندها قمت بالاتصال بالقناة الفضائية اليمنية الأولى، وطلبت منهم إدراج أرقام الجالية على الشريط الإخباري بالقناة ليتمكن الراغبون في السفر من التواصل معي والإجابة عن جميع استفساراتهم وحل مشاكلهم المختلفة.

وفي المساء من يوم الأحد اتصل بي سعادة السفير – لأول مرة منذ بدء الأحداث - وكلفني بتجهيز كشف للمسافرين، وتم الاتفاق على إعطاء الأولوية للسيدات والعائلات بدون محرم، ثم العائلات ممن برفقتهن رجال، ومن ثم الرجال والشباب، وقمت بتجهيز كشوفات بالتنسيق مع الأستاذ الدكتور قائد الشرجبي المستشار الثقافي بالقاهرة، والمستشار خالد السودي والأستاذ عبد الله الفروي – حسب تكليف سعادة السفير - وسرعة إرسال الكشوفات بالفاكس للخطوط اليمنية والاتصال بالمسافرين بضرورة التوجه إلى المطار .. وسهرت طوال الليل أتلقى الاتصالات المكثفة حتى الفجر لتسهيل سفرهم.

في صباح يوم الإثنين31يناير ذهبنا مبكرين للسفارة وجعلنا الأولوية للسيدات وتواصلنا معهن واخبرناهن بضرورة التوجه إلى المطار، وأرسلنا كشوفات بأسمائهن... والغريب أنه وأثناء إعدادنا للكشوفات تأتي إتصالات عديدة من اليمن، وتتوسط، وتضغط بضرورة سفر أسر وأبناء بعض كبار المسئولين، والذين قمنا بإخبارهم بأن الأولوية للسيدات،وكان ذلك موقف جميع المكلفين في اللجنة.

ولعل ما أحزنني وضايقني هو سفر الطائرة الوحيدة التي جاءت في ذلك اليوم من اليمن بسعة 152 مقعد فقط، مما أدى إلى تخلف 37 فتاة عن السفر وأمضين ليلتهن في صالة المطار، وازداد الحنق والضيق لديّ بسبب وفاة طفل لأحدى الأسر ممن أمضوا ليلتهم في المطار، ومن منطلق إحقاق الحق – الذي لا أخشى فيه أحد - أنه تم التحايل من قبل المختصين في اليمنية، وتقديمهم لجميع أبناء المسئولين، على النساء والعائلات، وأثير الموضوع من جديد ... وتناقلت وسائل الإعلام ذلك. ولا أبالي ولا أهتم بأحد سوى السعي لأداء واجبي الطوعي، سخط عني من سخط ورضي عني من رضي.

أما خلال الفترة من الثلاثاء 1فبرير حتى الجمعة 4 فبراير، فقد ترتبت الأمور بشكل منتظم وجيد بين الجالية والسفارة والخطوط اليمنية، وتم إجلاء جميع الراغبين للسفر من القاهرة والإسكندرية وأسيوط – والتي تم تشكيل لجان فيها لترتيب عملية إجلاء الرعايا - وتم تكثيف رحلات اليمنية، وانضبطت الحركة وكنا جميعاً فريق واحد ليلاً ونهاراً، نتلقى الاتصالات ونوجه المواطنين ونسجل البلاغات، ونقوم بإبلاغ سعادة السفير أولاً بأول، وتلقي توجيهاته وفقاً لذلك.

ومن ضمن البلاغات التي وردت إلينا، تعرض 17 مواطن من القادمين للعلاج للنهب وسرق نقودهم وجوازات سفرهم ... وتم إعادتهم للوطن بعد إعطائهم وثائق مرور من قبل السفارة. وكذا تعرض البعض للحجز من قبل الجيش خاصة أثناء حضر التجول_ نتيجة لإستهتارهم وتجاهلهم للتحذيرات المتكررة بعدم التجول - وتم إخراج جميع من تم حجزهم بالقاهرة بعد التواصل مع الجيش.

وحتى الآن ومنذ ستة أيام يوجد اثنين من المواطنين اليمنيين ممن تم احتجازهم من قبل الجيش بالإسماعيلية، ومن فور تلقينا البلاغ تم البحث عنهم، وحال كتابة الموضوع تم التعرف على المعسكر المحتجزين به وجار السعي الحثيث لإخراجهم.

وأخبرني سعادة السفير بتلقيه بلاغ باختطاف مواطن يمني وزوجته المصرية من المقيمين بالإسكندرية وذلك يوم الجمعة 28يناير من قبل العصابات التي انتشرت للسرقة والنهب ... وحتى الآن لم يتوصل إلى معلومات عنهما. ومن البلاغات الواردة إلينا تعرض ثلاث يمنيات للتهجم وقد تدخل الأهالي لإنقاذهن.

ومن المضحك اتصال إحدى المواطنات ترغب في العودة للوطن بشرط اصطحاب (كلبها) معها، حتى لو اضطرت لترك أغراضها دونه، وهكذا يكون تبادل الوفاء بالوفاء !

وخلال تلك الفترة كانت الاتصالات مستمرة معنا من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ووزارة شئون المغتربين ووزارة التعليم العالي، والأجهزة المختصة، والحق يقال بأن الجميع كان متجاوبا فلهم الشكر الجزيل.

وأشيد بالإتصالات الكثيفة من أبناء الوطن خاصة المقيمين بالخليج وأمريكا وبريطانيا .. ليطمئنوا على إخوانهم من المواطنين اليمنيين المقيمين بمصر، ومنهم من اتصل بي وأبدا استعداده للتبرع، فأخبرته بالتواصل مع الجهات المختصة في اليمن.

ولا أنسى عرض الأخ علي صالح العيسائي صاحب مطعم اليمني والذي أبدى استعداده لفتح المطعم بالمجان لكل متعسر، وقال لي بأن المطعم على مدار الساعة مفتوح لأبناء وطني، فله جزيل الشكر.

ومن المؤسف أني تلقيت اتصالات وتهجم وشتم وسب من قبل البعض - ممن لا يقدرون حجم الضغوط التي كنا نواجهها، وبأننا نقوم بذلك حباً للوطن دون مقابل من أحد - ويتهموننا بالتقصير وخلافه وما حز في نفسي أن أُشتم وأنا أقوم بعمل طوعي لخدمة أبناء بلدي (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد )

وبفضل الله تم إجلاء جميع الرعايا الراغبين في السفر حتى يومنا الأحد6 فبراير، ولم يتم إرجاع أحد من المطار، رغم أني وجدت بعض خطوط الطيران الأخرى التابعة لبعض الدول قد أغلقت برنامج العودة المجاني خلال ثلاثة أيام فقط ومنها الخطوط الأردنية، والتي رفضت سفر مواطنة أردنية، مكثت في المطار يومين، مما حدا بالمستشار خالد السودي التبرع لها بتذكرة سفر لتتمكن من العودة لوطنها، وكانت تهتف باسم الرئيس علي عبد الله صالح بمطار القاهرة تدعوا له!.

والآن جار العمل لتسجيل بقية المقيمين من الرعايا والمواطنين وترتيب احتياجاتهم ومتطلباتهم وحصر مشاكلهم للتواصل مع الجهات المختصة بداخل الوطن، وأحذر من كارثة ستلحق بالعديد لا قدر الله حال إستمرار الوضع على ما هو عليه، وإن كنا نشهد انفراجا مشوباً بالحذر والترقب خلال الأيام القادمة،واللافت للنظر أن عودة الأمن لأغلب مناطق مصر خاصة المدن الكبرى، وذلك بجهود اللجان الشعبية التي تتعاون مع القوات المسلحة، وأسأل الله أن يعيد لمصرنا الحبيبة الأمن والأمان والإستقرار.

وقد عادت الأسواق إلى طبيعتها إلى حد كبير بحمد لله ، مع زيادة ملحوظة في الأسعار،وتوافر السلع الأساسية، وكذلك عودة خدمة الانترنت والاتصالات، وهنا أشيد بشركات الاتصالات التي فتحت الخطوط للاتصال بدون تسديد الفواتير، وللمشتركين بواسطة شحن الرصيد تقدم لهم الشركة رصيد عبارة عن سلفة كل يوم . كما لم نلمس إنقطاع خدمات الكهرباء والماء والتلفون الأرضي خلال لفترة السابقة.

وأعتذر عن الإطالة في كتابة ما سبق، ولكنه تعبير عن لحظات وأيام صعبة عشتها في مصر، لم يسبق لهذه الأيام مثيل في حياتي .. وأحببت من خلالها أن تشاركوننا همومنا وأحوالنا وأخبارنا ... ولو بالدعاء وحمد الله والثناء عليه على نعمه الكثيرة ومنها نعمة الأمن والأمان .. فلا يعرف مقدار النعم إلا من يفتقدها، متعكم الله بجميع نعمائه الظاهرة والباطنة والحمد لله رب العالمين .

الحلقة القادمة :

من وسط الإعتصام بميدان التحرير

- تفصيل شامل -