في مثل هذا التاريخ من العام الماضي
بقلم/ فخري العرشي
نشر منذ: 8 سنوات و 8 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 08 مارس - آذار 2016 08:16 م
حينها كانت صنعاء تشهد مخاضاً سياسياً صعباُ جراّء وضع الحكومة تحت الاقامة الجبرية، و كنا جمعيا نرقب بحذر ما ستنتهي اليه الخارطة السياسية بعد سيطرة مليشيات الحوثي على كل مفاصل الدولة آنذاك.
كل تفاصيل هذا التاريخ من العام الماضي ، لا تكاد تفارق مخيلتي و انا استرجع شريط ذكريات الاحتفال بيوم المرآة العالمي والحراك النسوي الذي عقب هذا الاحتفال في اماكن عديدة كتقليد سنوي لتمجيد دور المرآة و بث روح المعنويات بين النشطات و الاعلاميات و دور الفكر النسوي و تصدير هذا اليوم على انه يوم خالص للمرآه و لها حق التعبير بمكنونها بهذا اليوم و ان تكرر المشهد فالهدف واضح.
كانت نسبة الكوتا ماتزال هي الحديث الاهم في المشهد السياسي النسوي و الانتصارات بانتزاع 30% في سياق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، كان حقاً مكتسباً واغفاله يعد استهتار بحق ارتقاء المرآه في عصر العولمة و الحقوق و الحريات. 
الاهم في هذا، بان كافة من عرفنا بتقديم انفسهن برعاية هذا الحفل و بقيادة وزيرة الثقافة في تلك المرحلة الاستاذة/ اروى عثمان، قد قمنا بدور نبيل بزبارة كل الشخصيات السياسية التي وضعنا تحت الاقامة الجبرية و اخذنا مجموعة صور تذكارية مع كل شخصية وأهدوهم ورود المرآه بيومها الجميل.
 لقد رايتهن في اكثر من شارع بصنعاء و هن يتجولن و ورود الروز و القرنفل بأيديها و كانه الاحتفال بيوم عيد. كعادتها كانت الوزيرة تحمل بجانب الورد المشاقر والشذاب اليمني و هو تأصيل في حبها لهذا النوع من الرياحين .. استوقفتني هي و جميع النشاطات التي كن معها امام منزل رئيس الوزراء الاستاذ/ خالد بحاح، و سألتني كيف تشوف الوضع؟ كان ردي لها ايجابي و مطمئن بان الامور ستفرج قربيا و تحتاج الى تنازل من كل الاطراف و ستنتهي الازمة بمجرد الافراج عن الحكومة . قالت و هل تعتقد بان الجن و هي تشير للمليشيات يفهموا هذا. ابتسمت ثم انصرفت بعد تبادل التحية.
اليوم وردة المرآه تتحول الى سفير من نوع اخر غير ذلك الذي شهدناه في العام الماضي، اليوم و مع الاسف يتم توزيع الورود في المقابر و على الامهات، و الاخوات التي فقدنا ازواجهن، و الاطفال الذين فقدوا اباءهم و على من هم جرحي في المستشفيات و اخرى لمن هم مغيبون في السجون و المخفيين قسراً. ورود و لكنها ممزوجة بألم الحرب و الخراب .. 
لن ابالغ في حق للمرآه للاستعراض العاطفي ، و لكني اقول بان المرآه في مجمل كيانها البشري تحمل بداخلها بذرة الحب و السلام و تستجيب لروح الحياة اكثر الرجل.. كل الحب و الوفاء ل والدتي وزوجتي و اخواتي و بناتي واخص بالذكر شركاء نجاحي في ناشيونال يمن و نيوميديا كلاً باسمها و صفتها ومن تواصلت معهم مهنياُ واخوياً.
نجاح الرجل تصنعه امراه، حقيقة ندركها من زوايا مختلفة ... افتقدت صنعاء ومن فيها سكن...