آخر الاخبار
مأرب تدفع ثمن الجغرافيا
بقلم/ عبدالسلام السعيدي
نشر منذ: 8 سنوات و أسبوعين و 4 أيام
الأربعاء 09 مارس - آذار 2016 01:36 م

سمعت وقرأت هذه المقولة كثيرا «طالت الحرب في مأرب وتأخرت كثيراً » حتى أن البعض يكاد يشكك في حقيقة المعارك الضارية .

كل ما في الأمر أن مأرب دفعت ثمن الجغرافيا، لأن لها حدود مع خمس محافظات يمنية تسيطر مليشيا الحوثي والمخلوع صالح على أربع منها - فهي تتصل بمحافظة الجوف من جهة الشمال ومحافظة شبوة و البيضاء من الجنوب - ولها حدود أيضاً مع محافظتي حضرموت وشبوة من الشرق، ومحافظة صنعاء من الغرب

أما عن الجبهات فهناك جبهة مشتعلة في حدودها مع الجوف كـ " جبهة الصفراء "، وجبهتين في حدودها مع صنعاء، جبهتي نهم وصرواح، وجبهة ٱخرى في حدودها الجنوبية الشرقية مع شبوة، جبهة "حريب" ، وجبهة خامسة بحدودها الجنوبية مع محافظة البيضاء، جبهة " العبدية- قانية".

أما عن سكانها فهم لا يشكلون سوى 1.3% من سكان الجمهورية اليمنية، وبالرغم من هذا فقد دفعت الضريبة باهظة، وقدمت أكثر من 800 شهيد من خيرة شبابها، فما من قبيلة ولا قرية ولا أسرة إلا وقدمت أكثر من شهيد .

على سبيل المثال، قبيلة "الجدعان" ضحت بأكثر من 210 شهداء ومئات الجرحى .

لقد كان قدر مأرب أن تستنزف مليشيات الانقلاب طوال هذه الفترة، وٱنطلق اليها الكثير من شباب ورجال اليمن ليلتحق بركب المقاومة والجيش الوطني وسقط منهم العديد بين شهيد وجريح، واحتضنت الجميع دون أن تمنّ على أحد ، أو تسأل من أنت ومن ٱين أنت ؟! .

ٱتمنى أن قد وضحت الصورة للجميع ولا داعي لأن نكثر من انتقاد الأبطال في الميدان وجهودهم المبذولة في سبيل تخليص الوطن من هذه الجرثومة الخبيثة، وما أصدق المثل الشعبي الذي يقول « ما أسهل الحرب على المتفرج ».

ابتعدوا عن الانتقاد والتخوين والاتهامات الباطلة، وٱتركوا الميدان لرجاله ، فقد خلق الله للحرب رجالاً -يطلبون الموت لتوهب لك الحياة أيها المتشدق - وخلق رجالا لقصعة وثريد .