فخامة الرئيس .. لن أعود إلى اليمن
بقلم/ كاتب/علي الغليسي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 14 مارس - آذار 2007 09:17 ص

مأرب برس – خاص

 (لن أعود إلى اليمن) كلمات تصل إلى الاسماع بطريقة ليست مستساغة وبأسلوب فيه ظلم لليمن , بلد الايمان والحكمة , وموطن الحضارات والتاريخ لكن تلك الكلمات باتت مقبولة في حال صدورها ونسمعها كثيراً من زوار قاموا بزيارة اليمن ومغتربين وجدوا رزقهم في بلدان أخرى ولاجئين إنسانين جاءوا الي اليمن لطلب لقمة عيش فقدوها في أوطانهم .

ما أنا بصدده هو الحديث عن خلاصة توصل لها (زائر من الإمارات) وطالب بإيصالها الى المعنيين من قيادة بلادنا وعلى رأسهم (رئيس الجمهورية) وقد تاخرت كثيراً في كتابتها إلا أنني أتمنى ألا اتحول بطانة الرئيس دون وصولها إليه .

الزائر الإماراتي على درجة عالية من الثقافة قال أن (أصوله يمنية) وحبه لزيارة اليمن وولعه بالسياحة كانت وراء زيارته التي عبر عنها بقوله (ياريتها ما كانت) !! وقد افصح عن عدد من مواقف الابتزاز التي تعرض لها في اليمن من أفراد بفترض أن يكون عند مستوى المسئولية وأن يعكس صوره حسنة عن اليمن .

فمسئولي الحدود اليمنية أوقفوه لساعات طويلة على الحدود ..... حتى دفع لهم (حق بن هادي) وجنود في أحدى نقاط التفتيش لم يجدوا مبرراً لأخذ (حق القات) إلا لبسه النظارات الشمسية التي اعتبروها من لفه يعاقب عليها القانون بموجب قرارات رئيس الجمهورية !! واستمرت تلك التعاملات معه حتى أنه حين تجاهل دفع (حق بن هادي) حرموه من زيارة صنعاء القديمة بحجج وهمية بل وتعرض للاهانات وكلمات نابية لم يفهمها ولم يعرها اهتمام وحين غادر اليمن متوجهاً إلى (بلاد زايد الخير) .. حسب قوله قرر عدم زيارة اليمن بل وعند وصولة أوعز إلى أهله وأصدقائه عدم زيارة اليمن كونها محفوفة بمخاطر السلب والنهب الرسمي وليت الأمر توقف عند عبث المعبوهين وتشويههم لليمن بل وصلت العدوى للمواطنين حيث قرأت موضوعاً في فترة سابقة عن معاناة طالبة سعودية تدرس في اليمن حدث أن صدمت طفلاً فقامت بإسعافه فوراً وتحملت تكاليف علاجه وتواصلت مع أقاربه حتى جاءوا إلى المستشفى وعند اكتشافهم أنها سعودية الجنسية تداعوا اقارب المصدوم للغنيمة وظلوا طوال إيامهم بالمستشفى يأخذون منها بدل النقدية وبدل القات ..... وغيرها .... حتى أفلست وأخذ المستشفى سيارتها لحينما سداد تكاليف علاجية لم تكن تتوقعها , مما كان منها إلا أن انفجرت باكية في مشهد يوحي بأن من كان يشار إليهم بأنهم أهل الكرم والشهامة قد تخلو عن تلك العادات , ولن يغني عن الدفاع عن اليمن بان أولئك يمثلون أنفسهم "فالسيئة تعم" .

صحيح أن الشارع اليمني يقول عن (لابسي العقالات) بأن سياحتهم في اليمن طلباً لأغراض دنيئة أقلها (الزواج السياحي) لكن ذلك لم يكن ليحدث من بعضهم – لولا أن وجدوا منا معشر اليمنيين سماسرة تبحث عن الرزق والمال بعملات مختلفة بغض النظر عن طريقة الحصول عليها ... يحتفظ (بلبس العقال) كدليل على الدولة التي ينتمي إليها عند زيارته لليمن .

فخامة الرئيس : " لن أعود ألى اليمن " عبارة تكررت وتنوعت مصادرها فالاحتضان التي ساهمت في صناعته السلطة كان مبرراً لآن نسمعها من السياح الأجانب والتعاملات الغير قانونية مع الأشقاء العرب جعلتهم يرفعون أصواتهم ما بتلك العبارة والمستثمرون أعلنوها بعد تدخل اصحاب النقود ومطالبتهم بالشراكة مقابل الحماية .

كل تلك الأمور تلزم الحكومة بضرورة إعادة النظر في سياستها والوقوف بحزم امام تصرفات مسئوليها وينبغي تصحيح النظرة تجاه الأشقاء الخليجيين , فكيف نطالب بالإنظمام لمجلس التعاون الخليجي ونحن نغذي روح الكراهية ضدهم .

فليكن شعارنا جميعاً (أهلاً بضيوف اليمن) ... ولنكن خير من يمثل بلاد السعيدة وأصل العروبة وعلينا ألا نفرط بالسياحة كمورد لا ينضب .

• همسة مرتفعة :

بعد العراقيل التي واجهتني في الحصول على وظيفة حكومية في مجال تخصص وفي احدى المؤسسات البارزة كان سببها القناعات التي أحملها والكتابات التي يدونها قلمي .... أدركت أن البلاد تدار بعقلية أمنية , وأمن من نوع خاص (.........) وإذا لم تكن في صف المؤتمر الشعبي العام وتسبح بحمد الحاكم صباح مساء فأنت مستبعد تماماً ومحروم من أبسط حقوق المواطنة المحصورة على فئات تم تصنيفها مسبقاً !! وقد خلصت من تجربتي تلك بعد معاناه أن (اليمن للجميع والوطن يتسع لجميع أبنائه) شعار زائف وكاذب وعلى ناقدي العشاء والمطالبين بإصلاح الوضع البحث لانفسهم عن وطن !! شخصياً .... لو أنني أملك من المال ما يوصلني إلى احدى دول القرن الأفريقي لقارات اليمن وتركتها (للمواطنين المخلصين) بل وسانصح أخواني الصوماليين والأفارقة بعدم الذهاب إلى اليمن حتى لا يتعرضوا لمعاملات لا إنسانية أو تتعرض نسائهم للاغتصاب (كما حدث في أحد أقسام الشرطة بالأمانة) ......... وقبل هذا أو ذاك سأكتب لفخامة المشير رسالة تحتوي على هذا المقال مع عدد من الإضافات وصور لمأساة الإبداع والمبدعين في اليمن مع مشاهد للفقر والجوع والحرمان المتفشي في البلاد لأضمن خروج دموع الرئيس وعدم سخطه على شخصي المتواضع إذا قلت له (فخامة الرئيس .... لن أعود إلى اليمن)