آخر الاخبار

عاجل : وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم الملك سلمان يعتمد رمز عملة الريال السعودي الريال يصطدم بجاره أتلتيكو ومواجهة سهلة لبرشلونة.. تعرف على قرعة دور ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المباريات أبو عبيدة يعلن أن القسام ستفرج غداً عن 6 أسرى إسرائيليين بينهم "هشام السيد" هكذا ردت حماس على الاتهامات الاسرائيلية بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية "شيري بيباس"

تعز في المعادلة السياسية اليمنية
بقلم/ نبيل البكيري
نشر منذ: 8 سنوات و 5 أشهر و 27 يوماً
الخميس 25 أغسطس-آب 2016 12:13 م

تعدّ معركة تعز، بالنسبة للانقلابيين في اليمن، مصيرية وذات بعدين رئيسيين بالنسبة لهم. الأول، ثأر تاريخي مع مدينةٍ كانت منبعاً للثورات في وجه حكام السلالة، وضداً لنظام علي عبدالله صالح الذي ثارت ضده هذه المدينة مبكراً، في محاولة انقلاب يونيو 1978 الذي تبناه الناصريون حينها، عدا عن مكانة هذه المدينة في ثورة سبتمبر 1962شمالاً وأكتوبر 1963 جنوباً، عدا عن أهم أدوارها في ثورة 11 فبراير 2011. البعد الثاني هو السياسي الذي تمثله تعز للمعادلة السياسية الداخلية، أو للموقع الجيوسياسي لتعز المطلة على مضيق باب المندب، وتوسطها أيضاً الجغرافي بين شمال اليمن وجنوبه، ما أهلها لأن تلعب أدواراً سياسية كبيرة على مر المراحل التاريخية اليمنية.

لن نعيد هنا تكرار السردية المألوفة عن نضال المدينة السياسي الطويل، وبكل أشكاله المدنية والسياسة والثقافية والاقتصادية، فهي من ثوابت اليمنيين الذين لا يختلفون حول أدوار هذه المدينة النضالية كثيراً، ما يجعل لانتصارات تعز بعداً وطنياً أوسع، بالنظر إلى هذه المكانة الكبيرة للمدينة في معادلة الصراع اليمني السياسي، واعتبار تعز رقما مهماً، لا يمكن تجاوزه في المعادلة الوطنية اليمنية. فتعز بالنسبة لليمن ليست مجرد مدينة قابعة على سفوح جبل صبر، وفي الركن الجنوبي الغربي للبلاد، وإنما هي، بالنسبة لليمن واليمنيين، هي اليمن اختصاراً بعمقها التاريخي المستلهم قيمه الوطنية من حضارات اليمن القديمة، حضارة معين وحمير وسبأ التي كانت تستند في قيامها على هوية الأمة، وليس القبيلة أو الجغرافيا أو الدين، تلك الحضارات التي كانت ترتكز في نشوئها على هوية الشعب الحميري وشعب سبأ ومعين، هوية وطنية لكل أبناء الدولة، وليس على جزء منهم، وهذه هي الميزة التي انتقلت من حضارات اليمن القديمة إلى ذهنية الإنسان القاطن تعز، والذي يتخذ من اليمن هويته وانتماءه.

ومن هذا المنطلق، غابت لدى أبناء هذه المدينة كل دوائر الانتماءات الضيقة مبكّراً، من القبيلة إلى المنطقة إلى القرية، فتماهوا مع كل الجغرافيا اليمنية، باعتبارهم مواطنين يمنيين، أولاً

"العصبية المغايرة التي تستند عليها تعز هي عصبية الدولة والنظام والقانون" وأخيراً. لذا وجدنا أن دائرة الانتماء الوطني كانت محط نضالات نخبة تعز ومثقفيها على امتداد تاريخ اليمن الحديث. ولهذا، وجدنا كيف انطلقت من هذه المدينة ثورة فبراير 1948، وبعدها ثورة سبتمبر 1962، و14 أكتوبر، وأخيراً وليس آخراً، ثورة فبراير 2011، عدا عن ثورة الدفاع عن كل ثورات اليمن، والتي تخوضها المحافظة حتى اللحظة نيابة عن كل اليمنيين.

لكن الملاحظ، منذ بداية انطلاق مقاومة الانقلاب المليشياوي من تعز التي سبقت الجميع في مقاومته سلمياً، وأمام همجية الانقلاب ورغبته في عسكرة المقاومة بإفراطه في القمع الذي دفع شباب المدينة للتسلح والانخراط في معارك غير متكافئة أمام ترسانة من السلاح الثقيل الذي في حوزة أكثر من 13 لواءً عسكرياً، وآلاف المقاتلين المنخرطين في مليشيات طائفية ومناطقية صرفة، تقاتل تحت عقيدة كهنوتية، ترى كل من يقف أمامها كافراً يجب قتله ونهبه واستباحته.

وهكذا، وجدت المدينة وأهلها أنفسهم أمام واقع جديد فرض عليهم الحرب والقتال، وهم الذين لا علاقة لهم بالحرب والقتال، وهم المدنيون المسالمون الذين بدأوا مرحلة جديدة في حياتهم، تدور كلها حول معركة الدفاع عن كرامتهم وحرياتهم. وكانت هذه الحرب بمثابة إعداد عسكري، يضاف إلى مهام (ومكانة) المدينة السياسية والاقتصادية والديمغرافية التي يبدو أنها ستنعكس إيجابياً على رصيد المدينة، على الرغم من كل ما أصابها من دمار وتضحيات.

رمى الانقلابيون بكل ثقلهم نحو معركتهم في تعز، على الرغم من كل الخسائر التي منيوا بها في هذا المعركة، وعلى الرغم من أنهم خسروا معركة الجنوب ومأرب، وغيرها من الجبهات، ومع ذلك مصرّون على كسب معركة تعز، في الوقت الذي أصبحت فيه صنعاء معقلهم الحصين، كما يتوهمون، على مرمى حجر من قوات المقاومة والجيش الوطني في نهم.

كل هذا باعتقادي، لسبب واحد يدفع الانقلابين نحو تحقيقه، عدا ما ذكرناه سابقاً من البعدين السياسي والثأري ضد المدينة والمحافظة على حد سواء، يأتي البعد الأهم للصراع في تعز، وهو العصبية المغايرة لكل العصبيات المألوفة التي تستند عليها هذه المدينة، وهي عصبية الدولة والنظام والقانون. هذا العصبية الجديدة على الاجتماع السياسي اليمني على الأقل على مدى عقود مضت.

وبالتالي، هذا ما يجعل من تعز فريدة في نضالها الوطني، ما يجبر كل اليمنيين في التماهي مع هذه العصبية التي تناضل من أجلها تعز طوال تاريخها، وهو النضال من أجل معادلة اجتماع سياسي جديد، ترتكز على مبدأ الشراكة الوطنية، من خلال إيجاد الدولة والنظام والقانون الذي كان غيابه من أهم عوامل عدم الاستقرار السياسي في اليمن، على مدى عقود ما قبل ثورة 26 سبتمبر وما بعدها، وحتى اللحظة.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
دكتور/ فيصل القاسمدساتير أكلتها الحمير
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مشاري الذايدي
رياض السلام بين واشنطن وموسكو
مشاري الذايدي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
كلادس صعب
لماذا زود ترامب إسرائيل بأقوى سلاح مدمر غير نووي!؟
كلادس صعب
كتابات
عبد العزيز النقيبجبل صنعاء الخامس
عبد العزيز النقيب
علي بن ياسين البيضانيتيار الحراك المرتبط بإيران 5
علي بن ياسين البيضاني
د. محمد جميحلندن «تحكي عربي»
د. محمد جميح
مشاهدة المزيد