مقترح أمريكي جديد لإنقاذ الاتفاق في غزة.. ووفد إسرائيلي للدوحة
فشل صفقات بـ 51 مليار دولار بين الإمارات وتركيا .. ومصارد تكشف الأسباب
الكشف عن تفاصيل العرض الاستثماري السعودي الضخم الذي أثار إعجاب ترامب.. بقيمة 1.3 تريليون دولار
حماس تكشف عن عدة لقاءات مع أميركا حول اتفاق غزة
اشتباكات مستمرة وعنيفة بين قوات الأمن والفلول بريف اللاذقية وهذه ابرز التطورات
تهديدات الحوثي لإسرائيل هل تنعكس بـمواجهة مباشرة مع أمريكا؟
من حضرموت.. حيث الإنسان يوثق حضورا إنسانيا جديدا عبر تقديم مشروع مستدام لمرجان .. ويعيد له الأمل والحياة
توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
بتمويل كويتي ...افتتاح مسجد إيلاف في حي الروضة بمأرب
العقوبات الأميركية تخنق اقتصاد الحوثيين.. هل يقترب القطاع المصرفي والتجاري من لحظة الانهيار؟
من يصدق الجماعات المؤدلجة وأنها تسعى لمصالح أوطانها وأنها قابلة للحلول السياسية يحكم على نفسه بالفشل، واتباع سياسة الاستجداء معها لا تزيدها إلا تعنّتاً، وهذا بالتحديد ما جرى في محادثات جنيف بخصوص اليمن قبل أيام، حيث التزم وفد الحكومة الشرعية بالموعد وحضر وانتظر غير أن مليشيات «الحوثي» لم تحضر واخترعت الأعذار التافهة وأصرت على عدم الحضور.
مقاربة الأمم المتحدة للأزمة اليمنية تشوبها الكثير من الشوائب، وموقفها من مليشيا «الحوثي» الانقلابية المسلحة والإرهابية غير مفهوم، والتعامل معها باعتبارها تحوز أي نوعٍ من الشرعية هو موقف خاطئ تماماً، هي مليشيا مسلحة وإرهابية
هذا الموقف مترعٌ باستخفاف المليشيا بالأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن السيد «مارتن جريفيث»، الذي لم يكد يعلن عن عدم حضور «الحوثي» حتى أعلن أنه سيتوجه لمسقط ولصنعاء لإعادة التفاوض مع «الحوثي»، إنه لم يعبّر حتى عن استيائه من موقف «الحوثي»، ولم يوبخهم على عدم الالتزام بالتفاهمات التي رعاها هو شخصياً، وكأن خذلانهم له أمر مسلم به منذ البداية. بعد المؤتمر الصحفي للمبعوث الخاص لليمن عقد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني ورئيس وفد الشرعية مؤتمراً صحفياً تحدث فيه بلغة صريحة غير مسبوقة عن استياء كبيرٍ عبر عنه المبعوث الأممي في الغرف المغلقة من عدم حضور وفد «الحوثي» واشتراطاته غير المنطقية بإخراج مسلحين «حوثيين» جرحى مع بعض المدربين من «حزب الله» اللبناني الإرهابي، وهو أمر خارج كل سياق الإعداد لمشاورات جنيف، ولذلك غضب اليماني وأعلنها صريحة بأن غريفيث يأخذ مواقف متناقضة بين السرّ والعلن.
في الحروب حين تفشل السياسة تتحرك الجيوش، واليمن ليست استثناء، وبالتالي سيعود الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وتحالف دعم الشرعية للتحرك مجدداً على الجبهات كافة التي شهدت تهدئة في الفترة القصيرة الماضية في محاولة لفتح المجال للحل السياسي الذي يعتقد الجميع أنه أفضل الحلول، ولكن «الحوثي» يتعنّت في القبول به، ولا يقيم أي اعتبار للتحديات التي تحاصر الشعب اليمني من الفقر والجوع وانتشار الأوبئة وتوقّف التعليم في المناطق التي يسيطر عليها.
مقاربة الأمم المتحدة للأزمة اليمنية تشوبها الكثير من الشوائب، وموقفها من مليشيا «الحوثي» الانقلابية المسلحة والإرهابية غير مفهوم، والتعامل معها باعتبارها تحوز أي نوعٍ من الشرعية هو موقف خاطئ تماماً، هي مليشيا مسلحة وإرهابية، واغتصبت السلطة في بعض مناطق اليمن لا تتجاوز العشرين في المئة، والتفاوض معها ينبغي أن يكون على نزع سلاحها وخروجها من المناطق التي احتلتها وتخليها عن العنف والإرهاب، ولكن ما يحدث عكس هذا تماماً.
تخطئ الأمم المتحدة وتطيل أمد النزاع المسلح، وتؤخر تحرير اليمن من هذه المليشيا الإرهابية حين تتعامل معها بالطريقة القائمة، وما يقوله التاريخ ومنطق الدول هو أن مثل هذه المليشيا لا تفهم إلا لغة السلاح والقوة، ولن تتخلى عن أي من مكاسبها لمجرد التفاوض السياسي، وهو ما يجعل مسألة الحلّ الفعلي والواقعي تقع على الحكومة الشرعية والجيش اليمني والتحالف لإجبار المليشيا على الخضوع لشروط القوة، قوة الحق وقوة السلاح.
الخناق يضيق كثيراً على «الحوثي»، وقد انقلبت الطاولة ضده، وأصبح الوقت أكبر أعدائه وأشرس خصومه، وهذه أحد نجاحات الشرعية والتحالف في الفترة الماضية مع تأكيد أن المعطيات على الأرض كلها تتجه لهزائم متواصلة للمليشيا الإرهابية على الجبهات كافة، خاصة في جبهة الحديدة، التي أصبحت السيطرة الكاملة على جميع منافذها باتجاه مناطق الحوثي قاب قوسين أو أدنى.
التصعيد العسكري القادم سيكون له بالغ الأثر في مزيدٍ من إخضاع «الحوثي» وإضعافه وتعميقٍ لهزائمه وخسائره، ولن يكون سهلاً عليه مواجهة موجةٍ جديدةٍ من المواجهة العسكرية المحكمة.
أخيراً، بسبب الآليات التي تحكم عمل المبعوثين الخاصين في الحروب فإنهم في الغالب لا ينجحون في حل أي أزمةٍ، ويكفي استحضار أزمتي سوريا واليمن للبرهان على ذلك.
نقلا عن "الاتحاد"