فلتخرس الأصوات التي تدعو للحرب..
بقلم/ أنيسة محمد على عثمان
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 16 فبراير-شباط 2007 07:59 م

الحرب ليست فسحة.. ولا هي حرب ضد عدو خارجي.. إنها حرب ضد أخوة لنا.. في الدين والقربى.. مسلمون مثلنا.. والمذهب الزيدي الذي يدينون به مذهب معترف به ومعمول به.. وليس غريباً أو طارئاً...

والمذهب فكر.. والأفكار لا تحارب وإنما يتم التحاور حولها. والفكر يجب أن يواجه بكفر مستنير وعاقل...

أما الذين يقرعون طبول الحرب.. هم الأعداء الحقيقيون لله وللدين وللوطن وللإنسان... هؤلاء يجب إسكاتهم.. هؤلاء لا يستحقون أن يتقلدوا مناصب تجعلهم يصفون إلى جانب دعاة ومسعرى والحرب...

ألا يكفي ما نعيش من فواجع فلسطين ومآسيها التي شارفت على بلوغ قرن من الزمان .. العراق الذي يعيش حالة حرب منذ أكثر من ربع قرن وما آل إليه من تمزيق في النسيج الاجتماعي والمذهبي وتقطيع أوصال... واحتلال يدمره تدميراً منهجياً...

ولبنان هذا البلد- اللوحة السماوية- يعاني من مشاكل لا حصر لها...

والصومال ينزف دماً منذ قرابة عقدين.. والسودان ومسلسل تمزيق تحاك المؤتمرات ضده في أكثر من دولة، لهثاً وراء ثرواته الهائلة المتراكمة.. والتهديد الذي يوجه لسوريا وإيران.. ألا يكفي كل هذه الفواجع لكي نفجع في أخوتنا في صعدة وتحت تهم ما أنزل الله بها من سلطان... صعدة محافظة يمنية وسكانها من أبناء اليمن ولم يأتوا من كوكب آخر واحتلوا المحافظة حتى تجب محاربتهم.

إذا كان فخامة الرئيس قد طار قبل فترة وحضر الاجتماع التشاوري الذي عُقد في لندن للدول المانحة "مجازاً" المقرضة فعلاً..

وتعهد بأنه سوف يقوم بعملية تأهيل وإصلاح في اليمن لكي يلحق بلاده بركب دول الخليج في المجال الاقتصادي وهو الذي يحرص على الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي.. من أين تأتيه هذه الأموال لكي يمول هذه الحرب التي ابتدأت منذ عام 2004م؟

الرئيس افتعل هذه الحرب لكي ينضم إلى الجوقة الأمريكية التي تتهم إيران بنشر مذهبها الشيعي.. وهل المذهب الزيدي جاء من إيران أم إنه مذهب قديم في اليمن؟

إيران دولة مسلمة ودولة محورية ودولة ترى من واجبها أن يكون لها حضورها الفاعل والمؤثر خاصة وأن المنطقة تعيش مرحلة فراغ من قوى محلية ذات تأثير وهناك أيدٍ أجنبية تريد العبث بها فوق العبث الموجود وإسرائيل تريد أن تكون هي الأقوى في المنطقة...

طالما وأن الدول العربية التي كان يفترض فيها أن تكون الحامية والمؤثرة والفاعلة في المنطقة قد تخلت عن مسئوليتها..

فما المانع أن تلعب إيران هذا الدور المفصلي والفاعل والمؤثر.. ويجب أن نرحب بهذا الدور كنتيجة طبيعية لما يجمعنا بإيران من مشتركات دين وتاريخ وجوار فلا يجب أن نصطف إلى جوار أمريكا التي لا تريد لنا الخير..

وإيران هي الدولة المسلمة التي مدت يدها للإخوة في فلسطين ولبنان.. أما الدول العربية أو على وجه التحديد بعض الدول تعمل جاهدة على محاصرة الشعب الفلسطيني وتجويعه وتسليمه لقمة سائغة للصهاينة...

وعودة إلى صعدة أقول لـ الذين يقرعون طبول الحرب في مجلس النواب وخارجه عليهم أن يتقوا الله ويقولوا قولاً سديداً ويعلموا أن الحرب لا تجلب إلا الخراب والدمار وتؤذن بضياع الأوطان...

فخامة الرئيس يؤمن بالحوار فهو يوزع مواعظه على مستوى الدول والفصائل ويطالب الجميع باللجوء إلى الحوار...

فكيف يرى الرأي لغيره «ولا يراه لنفسه».

الرئيس بحربه هذه يهرب من تنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه أيام الانتخابات بأنه سوف يكافح الفساد وسيحجم النافذين والمتنفذين.. وإنه سوف يعمل على توفير الوظائف في فترة زمنية قصيرة.. وإن التعليم سوف ينتقل نقلة نوعية وإن اليمن في المرحلة القادمة من حكمه سوف تشهد تطورات تبهر العالم... وعندما تمت الانتخابات وفاز بالتزوير.. وحان وقت الإنجاز.. قفز خطوة إلى الأمام وافتعل هذه الحرب.. الذي يجرى التعتيم عليها بشكل لافت..

لا إعلام محايد ينقل الحقيقة.. وإنما إعلام السلطة الرسمي وفي هذه المرة لم تكتف السلطة بالتعتيم الإعلامي بل قطعت خطوط الهواتف...

وحشدت 20 ألف جندي مزودين بأسلحة ثقيلة... لماذا؟ من أجل قتل الأبرياء.. وإشعار العالم بأننا نعيش في حالة حرب وإن لدينا إرهابيين.. وإن إيران تعبث بشئوننا الداخلية وإرضاءً لأمريكا...

فخامة الرئيس.. هل ما تقوم به في صعدة هي الوعود التي قطعتها على نفسك للبدء بعملية التأهيل أمام المؤتمر التشاوري للدول المقرضة؟

أهذه هي العملية التأهيلية؟.

وهل القيام بقتل الأبرياء هي عملية تأهيلية؟

فخامة الرئيس أنت تطلق النار على قدميك بشن هذا الحرب المجنونة في صعدة...

 

ولا يصدق أحد أن الحوثي وجماعته يشكلون تهديداً لأمن البلاد.. وإنما حب البقاء في السلطة وتوريثه.. هو الذي دفعك لشن هذه الحرب وتجييش هذا الجيش الذي قوامه 20 ألف جندي.. إنك ونظيرك بوش تشتركان في شيء واحد، هو الإصرار على الخطأ.. هو قبل أيام أمد الجيش الأمريكي في العراق بـ21 ألف جندي إضافي.. الفرق أنه يحارب دولة وأنت تحارب محافظة.

فخامة الرئيس خير لك أن تتراجع عن هذه الحرب من أن تستمر فيها وتقود البلاد إلى مجاهل لا يعلم إلا الله إلى أين ستؤدي.

فخامة الرئيس لماذا لا تسمحوا لإعلام مرئي ومسموع ومقروء محايد ليقوم بنقل الحقيقة.. وتتركوا للقارئ أو المشاهد أن يحكم بحيادية.. لا يقف في صفك ولا في صف الحوثيين.

نداء إنساني للأخوة أعضاء مجلس النواب. على الإخوة أعضاء مجلس النواب من الأحزاب الأخرى والذين هم أعضاء في الحزب الحاكم ولم يوافقوه على سياسته الرعناء أن يقدموا استقالاتهم.. ويتركوا هذا المجلس غير الشرعي ينهار.. ويحملوا نواب الحزب ا لحاكم وزر قرار شن الحرب على صعدة.. لكي لا يقفوا يوماً أمام محكمة التاريخ.. أو بين يد الحكم العدل يوم الحساب وأيديهم ملطخة بدماء الأبرياء..

فهل يفعل هؤلاء النواب بدلاً من الاعتراض والاستمرار في هذا المجلس الممد له.. وغير الشرعي؟!!