حرب طاحنة وإقالة نائب وزير الدفاع في الأوكرانيا.. تفاصيل الحوثيون في مواجهة مسلحة قادمة تهدد بإقتلاعهم ومعهد أمريكي يناقش تداعيات انسحاب السعودية من حرب اليمن يمنيون معتقلون في سجون الأسد: حقائق مفقودة خلف جدران الظلام الجيش السوداني يحقق تقدما قويا في الخرطوم ويسيطر على مواقع استراتيجية ميليشيات الحوثي تستحدث مواقع عسكرية جديدة تشق الطرقات وتدفع بالتعزيزات الى جنوب اليمن مرتزقة من 13 دولة يشاركون في الحرب بالسودان نهبت 27 ألف سيارة وسرقوا و26 بنكاً وقوات الدعم السريع تدمر المعلومات والأدلة المليشيات الحوثية تتعرض لعدة إنتكاسات في جبهات بمارب .. خسائر بشرية وتدمير معدات عسكرية وتسللات فاشلة الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تحذر من الاستغلال السياسي وتؤكد التزامها بتحقيق مطالب الجرحى استعدادات في مأرب لإقامة المعرض الاستهلاكي 2025 الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة أحد أبناء الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز
عندما نتحدث عن الحوار الوطني, علينا أن ندرك حقيقة أن مؤتمر الحوار المزمع عقدة في (18-مارس) القادم, يعد الفرصة الأخيرة لكل اليمنيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم وانتماءاتهم وأيديولوجياتهم, يضعوا من خلاله كافة أوراقهم وقضاياهم ومشكلاتهم ومظالمهم ومطالبهم واشتراطاتهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم وكل رؤاهم وأفكارهم على الطاولة – للخروج من خلال ذلك بحلول جذرية لها, والاتفاق على رؤى ومحددات واحدة للكيفية التي ستكون عليها الدولة اليمنية الجديدة.
يجب على جميع القوى والتيارات السياسية وكل المكونات الثورية والقبيلة والطائفية والفئوية وكافة الشخصيات الاجتماعية واليمنيين عامة, ان يدركوا أنهم أمام مهمة وطنية تاريخية ومفصلية تستدعي منهم أولا نبذ الأحقاد والضغائن والثارات, والتحلي بالصبر والحكمة والشعور بالمسئولية, تجاه هذا الوطن وأبناءه المغلوبين على أمرهم – وليفتحوا صدورهم ويتقبلوا بعضهم البعض ويقدموا تنازلات وليدركوا ان الشعب اليمني بمختلف يعلق عليهم آمال كبيرة في إخراج البلاد من دوامة المشكلات والأزمات التي تعصف بها, الى بر الأمان.
على الجميع ان يعوا ويفهموا ويدركوا تماما ان هناك الكثير من القوى والأطراف الإقليمية والدولية الحاقدة والناقمة على اليمن وأبنائه, تسعى وبكل ما لديها من إمكانات وقدرات في اتجاه تأزيم الأوضاع وعرقلة مسار التسوية السياسية في بلادنا – وذلك من خلال إثارة مشكلات وأحقاد وصراعات ونزعات جديدة – وجميعنا يعلم ما شهدته بعض المحافظات الجنوبية الأسبوع المنصرم ولا تزال تشهده حتى اليوم من أحداث دامية جميعها تصب باتجاه إثارة النعرات المناطقية والطائفية, وهذه ربما هي المشكلة الأخطر التي تترصد امتنا وشعبنا, لان الوقوع او الانجرار وراءها لن تكون له نهاية وستدخل البلاد في أتون فوضى أبدية عواقبها غير محمودة.
اليمنيون اليوم بمختلف شرائحهم وفئاتهم وطوائفهم وتوجهاتهم, وفي مختلف المحافظات والمدن والأرياف اليمنية يقاسون ظروفا معيشية قاهرة وشديدة القسوة, لان الأحداث والتحولات التي عشناها العامين الماضيين ولا نزال نعيش تداعياتها حتى اليوم – ساهمت الى حد كبير في استنزاف كافة موارد ومدخرات الأسر, وبسببها فقد الكثير والكثير من اليمنيين خصوصا العاملين منهم في القطاع الخاص وظائفهم ومصادر دخلهم الأمر الذي أدى الى انصهار وتلاشي ما كان يسمى بـ"الطبقة المتوسطة" أي أصحاب الدخل المتوسط واندماجهم مع "الطبقة الدنيا" الفقيرة – وبالتالي إذا لم يتم التنبه لمخاطر المرحلة والازمة التي نعيشها, فإن بلادنا وبدون أدنى شك موعودة بكوارث اجتماعية جمة ومحتمة.
لقد أصبح لزاما على جميع القوى والكيانات السياسية والثورية والشبابية والقبلية والعسكرية وغيرها تحمل مسئولياتهم وتغليب المصلحة الوطنية على كافة المصالح والأهداف والأطماع الشخصية المقيتة – فاليمن لم تعد تحتمل المزيد من أعمال الفوضى والصراعات والمناكفات – واعتقد انه يكفينا الى اليوم مساعدات واستجداء الآخرين – بلانا تمتلك من الموارد والمقدرات والفرص الاستثمارية ما يكفيها ويغطي احتياجات سكانها لمئات السنين, فقط نحن بحاجة لان نتكاتف ونتصالح ونوحد جهودنا ونشمر سواعدنا ونعمل سويا ونستغل تلك الموارد والمقدرات بالشكل والطرق الاقتصادية الصحيحة والسليمة – واجزم أننا سنتمكن من مواجهة كافة الظروف والأزمات الاقتصادية التي تواجهنا – ونحقق الاكتفاء الذاتي على الدوام.
آن الأوان أيها اليمنيون لان نعمل ونبني ونصلح ما دمرته السنوات وخربته الحروب والصراعات, آن الأوان لان نترك الأحقاد والثارات والضغائن خلف ظهورنا ونتحمل مسئولياتنا وندرك ان علينا واجبات والتزامات ومسئوليات جسام ليس أمام أنفسنا ووطننا وامتنا وحسب وإنما أمام الله سبحانه وتعالى – مؤتمر الحوار الوطني القادم هو الفرصة الأخيرة لنا جميعا, وعلينا أن نستغل هذه الفرصة ونغلب المصلحة الوطنية على كل المصالح والأطماع الشخصية والطائفية والمناطقية الرخيصة, نريده حوارا جاداً وهادفاً وبناءاً ومثمراً, نريده المحطة الأخيرة التي من خلالها ننطلق جميعاً صوب العمل والبناء والتعمير, نريده نقطة انطلاقنا صوب بناء الدولة اليمنية الحديثة – دولة الحريات والنظام والقانون والعدالة والمساواة.