ثورة 11 فبراير ماذا تعني لليمنيين؟
بقلم/ ابراهيم الشليلي
نشر منذ: 5 سنوات و 9 أشهر و 4 أيام
الإثنين 11 فبراير-شباط 2019 02:52 م
 

قد ينظر الكثير لذكرى ثورة فبراير وفق ظروف اليوم ومايعانيه الشعب من ضيق وصعوبة عيش نظرة سلبية فينتقد ويحمل هذه الثورة تبعات ماجاء بعدها...!!

وما نلحظه هذه الأيام من منشورات بعضها مؤيد وبعضها منتقد وبعضها متحامل.. فأيهم معه الحق؟

دعونا نبدأ بالمتحامل.. وهذا الفريق يحمّل الشباب الذين خرجوا للميادين ينادون بحقوق يرون أن النظام السابق سلبهم إياها فخرجوا بسلمية للمطالبة بحقوقهم ورغم كل مالقوه من قمع وتنكيل إلا أنهم لم يخرجوا عن السلمية وختموا مسيرة نضالهم سياسيا بتحقق ماخرجوا لأجله إسقاط النظام السابق
وجمع أطياف العمل السياسي في مؤتمر الحوار الوطني الجامع والتي كانت توصياته ونتائجه تصب في مصلحة استقرار اليمن وخروجه من المرحلة الانتقالية إلى بناء الدولة الحديثة
وقد ظل الفريق المتحامل يندد ويحارب كل الخطوات نحو الدولة إما لأن يخشى على مصالحة التي كان يؤمنها النظام السابق أو لخلاف سياسي أو ايدلوجي مع الطرف الذي يخالفه

ولا أظن هذا الفريق حتى وإن لم تدخل اليمن في دوامة العنف والصراع التي زجها فيه الحوثي والنظام السابق
لا أظنهم كانوا سيتوافقوا مع الدولة والاستقرار فتغيير النظام السابق أصابهم بالجنون وحاصر فسادهم ومصالحهم جزئيا
فقرووا أن يكونوا مع الطوفان ولو جرف البلاد والعباد.

أما الفريق الثاني وهو المنتقد وهذا الفريق هو غالبية الشعب اليمني وهؤلاء وإن لم يكن جميعهم قد شاركوا بثورة ال ١١ من فبراير إلا أنهم توسموا فيها خيراً وتمنوا بأن تكون هذه الثورة نقطة تحول نحو بناء دولة ينعم أهلها بخيراتها وثرواتها.
لكن الظروف السياسية وعوائق التغيير ومجريات الأحداث
وَصراع المصالح والمتغيرات الإقليمية والدولية قد وجهت اليمن نحو مزيد من العنف ومزيد من الشتات والفرقة والانقسام المجتمعي ومزيد من الفقر والبطالة وانعدام الرواتب فكان لهذا الفريق الحق في الانتقاد والتذمر من ثورة
لم تقطع بهم طريقا نحو الاستقرار ولم تبق لهم ظهراً

أما الفريق الثالث وهو الفريق المتعصب لهذه الثورة والمدرك لحجم القوة التي ملكتها الثورة المضادة والتي عصفت بأحلامهم وجهودهم في أتون الصراع مع ميليشيات الخراب والدمار والتهمت خيرة شباب هذا الفريق والذين وقفوا بكل شموخ في وجه القادم من كهوف مران فأذاقوه صنوف المقاومة والبسالة في ميادين الشرف والكرامة بمختلف الجبهات وحتى في الميدان السياسي يحاول أبناء هذا الفريق
كسب المواقف السياسية ومحاولة الخروج بأقل الخسائر وفق مايرونه من هجمة شرسة ومصالح متقاطعه من الداخل والخارج وهؤلاء يرون بأن السبيل الوحيد هو الثبات على مبادئ ثورتهم وإن كلفهم وكلف اليمن المزيد من الخسائر
فلاخيار بعد المواجهه إلا الانتصار بكل الميادين السياسية والعسكرية..

وستظل الخلافات محتدمة خاصة بين الفريق الأول والأخير
وسيظل الفريق الثاني يقف منتقدا للطرفين وهذا ماينبغي
فلايصح أن نسكت أصواتا تنتقد إطالة أمد الحرب فلاشأن لهم بالمرواغات السياسية وعلى الساسة وداعمي ثورة فبراير ان يصغوا لأصوات هؤلاء فلاخير فيهم اذا لم ينتقدوا الخلل ولاخير في حملة شعلة الثورة إذا لم يستمعوا لهم وينفذوا مطالبهم قدر المستطاع.

أن يوم ١١ فبراير هو ابن الثورة السبتمبرية وهو امتداد لصوت الحرية ومحاربة الظلم والكهنوت والفساد وهذا اليوم لايحتمل
ولايتحمل كل التبعات التي جاءت بعده فأيام النضال لاتتحمل قذارة السياسة ولا صراع المصالح.
وأنا انتقد الظروف الصعبة والممارسات الخاطئة التي تعيشها
اليمن حالياً
لكني احمل كل طرف وفق مسؤوليته
فالرئيس هادي يتحمل من المسؤولية بقدر المنصب والكرسي الذي قبل أن يجلس عليه..
والمسؤولين ومن تبوءوا المناصب في صف الشرعية كل يتحمل مسؤوليته حسب منصبه والصلاحيات والامكانات التي منحت له
والأحزاب والنخب والاعلاميين والمثقفين كل يتحمل المسؤوليه وفق ما يملك من أدوات

المهم أن لا نشوه أيام النضال وألا نضيع حياتنا في سجال
والتاريخ يكتب وغدا سيحاسب الشعب اليمني كل من أساء في حقه وأكل حقوقه وإن غدا لناظره قريب والله المستعان