مكر العصبة وذئب الإصلاح
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 7 سنوات و 10 أشهر و 22 يوماً
الأحد 25 ديسمبر-كانون الأول 2016 05:36 م

ما أحسنَ أخلاقكم ! ما أروعَ أخوتكم ! ما أجملَ صبركم ! ما أطيبَ منبتكم . كم يسعى الأشرار لتفتيت صفكم ! كم يثابرون لتحطيم ثقتكم ! كم يجتهدون لتفريق أخوتكم ! كم يحاولون تشويه مواقفكم ! . ولكن هيهات هيهات !! قرنا بعد قرن تندثر نظريات وتتشوه أطروحات , ويظل فكركم ماء سلسبيلا لا ينضب ولا يفسد . عقدا بعد عقد تتهاوى تلال وتترنح قباب , ويبقى جمعكم جبلا راسخا لا يهتز ولا يتزعزع . عاما بعد عام تتغير توجهات وتتحول ولاءات , وتظل أخوتكم علما شامخا لا تميل ولا تتمزق . شهرا بعد شهر تخفت أصوات وتطمس رسوم , ويبقى رمزكم سراجا مشرقا لا يغيب ولا يحتجب . يوميا تثبت المستجدات أنكم الأجدر قيادة والأرقى وسيلة . هاهم الذين كانوا في الأيام الخوالي يضللون فكركم ويبدعون وسائلكم , قد أفلس بهم فهمهم , وكسد نشاطهم , وردت إليهم بضاعتهم . فعادوا يقتفون أثاركم قصصا . هكذا أنتم ! وجودكم يحرر الأمة من ضعفها تلقائيا . عملكم يجدد طاقات النفوس ذاتيا . دعوتكم تمنح الناس أملا وخيرا أبديا . حين كنتم تدافعون بإخلاص عن وطنكم وشعبكم , كانوا يشيعون في إعلامهم أن مليشيات الإصلاح متمردة على الدولة ولا تخضع لقيادة القوات المسلحة .! ولما تداعت أكلة خيانتهم إلى قصعة الصمود والعزة , وسقطت عمران . قالوا بكل وقاحة : خذلتم القائد ( القشيبي ) وخنتموه . وحين فُتِحت صنعاء بمفاتيح ( الدفاع ) , وبتدبير ضعفاء النفوس ومنعدمي الكرامة , كانوا يأملون أن تتفجر أرضها ينابيع دماء , وتمطر سماءها شلالات فناء . ولما أدركتم والمخلصون من قادة البلاد المخطط , وتركتم الساحة للخونة ولمن أدخلهم . قالوا : فررتم وجبنتم !. هكذا هم ! إن صمدتم وتميزتم فأنتم إرهابيون متمردون . وإذا أحبط الله مكرهم , فأنتم جبناء متخاذلون . ولو قاومتم وعم القتل والدمار , لقالوا : \" هذا بسببكم ! أدخلتم البلاد في دوامة عنف وساقية موت ! . ليتكم خيبتم مسعاهم ! وتركتم صنعاء لهم . ولكنكم دراويش لا تفقهون في السياسة شيئا \" . يرددون دجلهم ! وهم يعلمون من باع وغدر , ومن كان عليه حماية المواطن والوطن . هكذا هم ! أياً كان الحدث يقومون بتوظيفه لمهاجمة الإصلاح ظلما , واتهامه بهتانا , وتشويه قراره ونسف مواقفه . وهذا ليس بالجديد عليهم ولا بالغريب عليكم ! . هم فئة طابع حياتها , المكر ! المكر ! المكر . ويسيرون على خطى خصوم الحق والعدل على مر الزمان . وأنتم طائفة رصيف سبيلها , الصبر ! الصبر ! الصبر . وتسلكون درب المصلحين المجددين المجتهدين . دعوهم فليقولوا عنكم ما شاءوا !. وليسخروا منكم ما استطاعوا ! . هذا هو دأبهم وطبعهم وسلوكهم وما جبلوا عليه . أما أنتم فدأبكم العمل والإخلاص , وطبعكم الصبر والشكر , وسلوككم التضحية والاحتساب , وما جبلتم إلا على البر والإحسان . وليغلبنّ مكرَهم صبرُكم . إنها قناعة راسخة , غرستها فينا رسالة سامية , وتربية راقية , وقراءة سديدة , وفهم دقيق .

هكذا نظن بيتنا ونحسب أهلنا ـ ولا نزكي على الله أحدا ـ . فكم أفخر بكم , وكم أحمد ربي أني منكم وبينكم .