فضيحة ثالثة تنفجر في مكتب نتنياهو.. ماذا تعرف عنها ؟ توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين
أغلقت أجهزة الدولة صحيفة "النداء" ثم سمحت بعودتها عقب أيام، أسعدنا خبر العودة وقال لي الأستاذ محمد اليدومي أبلغ تحياتي للأخ سامي غالب ومباركتي له بعودة صحيفته،
واعتذاري له عن أي تقصير، وانصحه أن يستفيد من عودة الصحيفة وينشغل بإصدارها ولا داعي للبحث عن أسباب إغلاقها، توجهت إلى الأخ سامي ونقلت له الرسالة بحذافيرها.. كان هذا في العام 2004م، والبارحة وصلتني رسائل عديدة عبر واتساب محملة بمنشور الصديق العزيز "سامي غالب" حول هذه القضية.
عاد بي منشوره إلى قرابة عشرين عاما، لكنني أذكر الكثير من تفاصيل القضية، والخلاصة أنني حضرت مقيلا سياسيا وكان فيه عدد من الأصدقاء والخبراء الدوليين، وعدد من الصحفيين والباحثين الدوليين، إضافة إلى بعض الأصدقاء وقادة الأحزاب والشخصيات. في هذا المقيل تحدث شخص لا أعرفه خارج موضوع المقيل السياسي، واتهم حزب الإصلاح بأنه كان وراء إغلاق صحيفة "النداء"، وهو ما حفّز بعض الشخصيات للتحدث في السياق نفسه، لا سيما تلك الشخصيات السياسية التي عادة ما كانت تأتي إلى اللقاءات وهي محملة بهموم "مظلومية حرب صعدة" على حد تعبيرها في حينها؛ وهو ما دفعني للرد على تلك الأحاديث نافيا هذه التهمة عن حزب الإصلاح، معتبراً الحديث عن هكذا موضوع لا يعدو تحريضا على الإصلاح ومحاولة لتشويه سمعته في لقاء يحضره سياسيون من اليمن وخارجها، ونوعا من زرع الشكوك بين أحزاب اللقاء المشترك، وشعرت حينها بأن هناك اهتماما من قبل بعض الأصدقاء الدوليين بهذا الموضوع إلى الحد الذي انفرد بي بعضهم لتوضيح هذا الموضوع أكثر.
في اليوم التالي، تكلمت مع الأخ محمد قحطان -فك الله قيده- بشأن ما قاله بعض الحاضرين في ذلك اللقاء، وما انطوى عليه من كيد للتجربة السياسية ورغبة في التحريض على الإصلاح، فقال: المهم الآن هو كيف نسعى لإعادة الصحيفة، وكيف نقف معها وندعمها!؟ وأثنى على الأخ سامي غالب ووصفه بأنه رجل يستحق الدعم والإسناد، مشيدا بعقليته ونباهته وتوازنه، ثم طلب مني التحدث مع الأستاذ اليدومي بضرورة مساعدته في إعادة الصحيفة ودعمها ماديا ومعنويا.
ذهبت في اليوم التالي إلى مقر الأمانة العامة لحزب الإصلاح لمقابلة الأستاذ اليدومي فوجدت الأخ محمد قحطان ومعه الفقيد حميد شحرة رئيس مؤسسة الناس للصحافة هناك، وكانوا قد تحدثوا مع الأستاذ اليدومي حول الموضوع.. كان الإصلاح بتلك الفترة في ذروة نضاله السلمي لاستعادة الحقوق والحريات ضمن احتشاد واسع لتكتل اللقاء المشترك والمنظمات المدنية والحقوقية والنقابية ومؤسسات الصحافة والاعلام، وهو ما يعني بان الإصلاح كان في إطار ذلك المسار النضالي متضررا من إغلاق الصحيفة، كما أن مجمل الإصلاحيين من دعاة النضال السلمي كانوا ينظرون إلى الصحيفة بأنها تشكل إضافة مهمة في مجال الحريات، وقلة قليلة ينظرون الى أهمية استعادة الصحيفة من زاوية المكاسب الحزبية؛ كون الصحيفة تمثل حالة انسلاخ ناصرية في الكيان الناصري وينبغي دعمها، وهكذا كان كلٌّ يرى أهمية الصحيفة من منظوره، وكلها في المحصلة تشكل حالة إجماع على أهمية عودة الصحيفة على النحو الذي ينفي أي إمكانية في ان يتقدم الحزب بطلب الى رئيس الجمهورية بإغلاقها، فضلا عن أن علاقة الرئيس صالح بالإصلاح حينها وبالأستاذ اليدومي لم تكن على ما يرام في إطار ذلك الحراك النضالي، وهو وضع يختلف كليا عن مرحلة الثمانينات!! الخلاصة في الأمر، أن الأستاذ اليدومي في ذلك اللقاء طلب منا جميعاً السعي الجاد في إطلاق الصحيفة بكل وسائل الاتصال والمتابعة، وأبدى استعداده لدعمها. وبالنظر إلى الظرف الذي صدرت فيه الصحيفة وتزامنها مع الحرب الأولى في صعدة، يبدو أن الأجهزة الأمنية تعاملت مع الصحيفة باعتبارها إحدى الروافع الإعلامية للحوثيين؛ وبموجب ذلك تم إغلاقها وسحب تصريحها، وبالتالي لم أعد أتذكر هل أمر الإغلاق كان بموجب اتصال من الرئيس صالح إلى وزير الاعلام على حد قول الأخ سامي، أم أن الجهات الأمنية هي التي أطلقت إشارة أمنية تم بموجبها إغلاق الصحيفة؟ وأظن أن الاحتمال الثاني هو الأقرب كون الجيش والأمن والمخابرات في حالة حرب في صعدة وبفعل هذه الأجواء يكون الصوت الأمني هو الغالب وذا صلاحيات مطلقة ولا يحتاج العودة إلى الرئيس، ويبدو أن الجهات الأمنية التي أغلقت الصحيفة هي نفسها الجهات التي سحبت إشارتها الأمنية ومن ثم أصبح المجال مفتوحاً لعودة الصحيفة، ولا أستبعد أن هناك مساعي ومتابعات من الأخ قحطان وغيره هي التي أوصلت إلى هذه النتيجة. في هذا الوضع، كنت قد علمت مبكرا بأن القيود التي كانت تحول دون عودة الصحيفة قد زالت، ولكنني لم أتحدث مع أي أحد بما في ذلك الأخ سامي الذي كان يتابع أمر صحيفته بكل التفاصيل، أما بالنسبة للأستاذ اليدومي فقد أخبرته بأن الصحيفة في طريقها للعودة، فأسعده ذلك، وسألني: هل صدرت أوامر من الرئيس بعودتها؟ أجبته: ربما لم يكن الرئيس وراء إغلاقها، ولعل الجهات الأمنية هي التي سحبت إشارتها، وبالتالي وافقت على عودة الصحيفة دون البحث عن أسباب إغلاقها، ولعل هناك مساعي بذلت للوصول إلى هذه النتيجة.
فقال لي أبلغ تحياتي للأخ سامي ومباركتي له بعودة صحيفته، واعتذاري له عن أي تقصير، وانصحه أن يستفيد من عودة الصحيفة وينشغل بإصدارها ولا داعي للبحث عن أسباب إغلاقها، وأشعره بأنني معه على الدوام ومستعد لدعم الصحيفة بالمستطاع، فقلت له لا أظنه يبحث عن دعم مالي ولا يمكن أن يقبل ذلك حتى لا يؤثر هذا الدعم على توجه صحيفته ولكن بالإمكان مساعدته لدى بعض المعلنين من الجهات التجارية، وتوجهت مباشرة إلى الأخ سامي ونقلت له الرسالة بحذافيرها..
مع خالص تحياتي ومودتي للصديق العزيز سامي ..