ضعوا حداً للانفلات الأمني في تعز !!
بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 3 أيام
الأحد 15 إبريل-نيسان 2012 07:55 م

يحز في نفسي تكريس المكائن الإعلامية للأطراف الناقمة من الثورة صورة ذهنية مقيتة عن ابناء شرعب في تعز واختزالهم بهيئة مسلح دموي قادم من الريف بكل توحشه لينقض على المدينة وأهلها، مستغلين عدداً من الحوادث المؤسفة التي شهدتها مدينة الاسابيع الماضية ،يتهم مسلحين من شرعب بالقيام بها ،وبالتالي ينطلق نافخو الكير القروي المعجون بالكيد السياسي في حملاتهم استبدلت تهمها لأطراف سياسية وقوى اجتماعية مؤيدة للثورة بوصم هذا العار بجهة جغرافية دون اكتراث بتبعات تكريس وتعميم هذه الصورة النمطية دون استثناء..

أحس بفداحة التحامل غير المبرر والتعميم المستفز على مديريات شرعب الذي يصور شرعب “بندقية” فاغرة تلتهم الأرواح والمضحك ابكاء البعض على اطلال تعز وكأنها كانت “مرسيليا” قبل الثورة، كانت الأوضاع الأمنية ـ حينها ـ منفلتة لكن ليس بهذا المستوى المخيف الذي تعيشه المدينة في هذه الايام..

الآن ولكي لا تسير القضية عن اللاعودة للأمن والإستقرار ،ينبغي توحيد الجهود لإخراج المحافظة من مستنقع الانفلات الأمني ،فالمشهد بات مخيفا ويضع حياة السكان في خطر ،ولو وجدت نخبة سياسية واجتماعية في المحافظة لما وصلت الأمور الى هذا الحد المفزع ،ولن تجد المكائن الإعلامية للثورة المضادة وثوار “لا تشلوني و لا تطرحوني“ سببا مقنعا لترديد اراجيفهم بالحق والباطل وجلها تصب في معركة النيل من الثورة ومكوناتها بهدف تلطيخ الصورة الذهنية الجميلة للثورة السلمية في تعز ،وابناء شرعب بالتحديد على ذمة مشاركته في مواجهة قوات النظام البائد...

وبشاعة التعميم في افساد القضايا التي خرجنا لوضع حد لها، فصالح ونظامه خطط لهذا المصير المفزع ،ويخطئ البعض في حملاتهم الهوجاء تحميل شرعب فقط وزر كارثة الانفلات الأمني بمدينة تعز ،على الرغم من معرفتنا بأن “مسلحي انصار الثورة“ من كافة مديريات المحافظة وليس من مديرتي شرعب “السلام، الرونه “ ،علاوة على ذلك ،تعج المدينة بمئات من مسلحي يتبعون شخصيات نافذة موالية للنظام السابق وهم من يقدمون على ممارسات مخلة بالأمن ويرتكبون جرائم تهدد حياة المواطنين ،وهذا ما تؤكده عدد من التقارير الأمنية والحقوقية الميدانية..

لهذا اتمنى أن يتم معالجة الظاهرة بعيداً عن التحامل السياسي او التحايل من مسؤوليتنا جميعا في مواجهة هذه الظاهرة المقرفة في مدينتنا العصية عن البلطجة والعسكرة وما يصاحبها من فوضى تخريبية لجمال المدينة التي نحب ونريد أن نعيش فيها ،ومن المؤسف أن تعيش مدينتنا هذه الأيام تحت رحمة البنادق وسطوة العصابات المنفلتة في ظل غياب الدولة وأجهزتها الأمنية..

وكلنا يعلم ضلوع النظام السابق في جريمة تغذية مئات من المسلحين يتبعون لنافذين وضباط ويعملون منذ بدايات انطلاق الثورة بداية العام الفائت بهدف الإخلال بالأمن بدرجة اساسية وما تسببت فيه التغذية لظاهرة حمل السلام بالمدينة ،وكنتيجة طبيعية لغياب سلطة الدولة انتشرت الظاهرة وتكاثر المسلحون بشكل مخيف وبدأت تتوالى جرائم ترويع السكان واستهداف ممتلكاتهم الخاصة والعامة ،وفقا لمخطط قذر ساري المفعول حد اللحظة..

بلا شك فالمشكلة الآن صارت امنية بامتياز كون اسباب اي تواجد مسلح لأي طرف على حساب هيبة الدولة يفترض حزم الدولة وأجهزتها الأمنية غير القامعة للحريات ،وأي غياب لهذا الدور الأمني في خدمة المجتمع سيزيد الحوادث وتتسع حالة الانفلات الأمني بعدها سيكون ثمن اعادة الاستقرار باهظا وعلى اية حال يجب أن يتحد ابناء تعز لمواجهة هذا التداعي الأمني المخيف ،ولو وجدت ارادة حازمة تضرب بيد من حديد اي تواجد لأي عصابات مسلحة وارتفاع مخلة بالأمن دون استثناء أو مجاملة لأي طرف...

ولكي لا تنزلق الأوضاع الى مرحلة الاقتتال العبثي بين المسلحين انفسهم او بين المسلحين والمتضررين من الانفلات الأمني في اية لحظة في ظل توفر اسباب هذا الاقتتال التي تؤججه تبعات التغيير في المحافظة والبلاد بشكل عام.. وهناك حوادث وممارسات مخلة يتهم فيها “انصار الثورة“ ،وهذا فعلا مرفوض ومشين بحق الثورة السلمية التي يجب انصارها افرادا وجماعات أن يكونوا قدوة طيبة وليس نسخة كربونية من بلاطجة النظام السابق ،كما يصورهم البعض في وسائل الإعلام ،ومهما كانت اية حوادث صغيرة أو كبيرة ،فأي فعل مشين ومخل برسالة الثورة السلمية وصورتها في اذهان الناس، سيمثل استمرار تلك الممارسات لعنة تلطخ تأريخ اصحابها.. فالتأريخ لن يرحم بلطجياً ولا يجامل ثورياً!!

 لن ازيد الطين بله، بالتحامل على “انصار الثورة“ اكثر ،فالوضع يقتضي منا معالجة المشكلة بعقلانية، لذا اتمنى من “انصار الثورة“ أن يفكروا جدياً بالتهم التي تطالهم ،وادعو قادتهم الى مباشرة ازالة اسباب تلك الممارسات من قبل بعض المسلحين المحسوبين على الثورة التي تجلب عليهم تهما في حوادث مختلفة ،واعتقد أنهم حريصون على أمن المحافظة اكثر من غيرهم ،كما يفترض بهم تحديد موقف جاد من الانفلات الأمني بشكل عام ،وهذا ما لمسناه في تصريحات صحفية وتحركات اجتماعية يجب ان تتحول الى واقع عملي..

 من مصلحة “انصار الثورة“ الاستجابة العملية لدعوات وحملات رفع المظاهر المسلحة من المدينة لو وجدت ،بدلا من مجاراة بقايا النظام في مخططهم الانتقامي الذي يستهدف المحافظة حد قولهم ،كون البحث عن تبريرات لأي تواجد لهم بالمدينة يفتح شهية الطرف الآخر للانتقام واستهداف الناس وتحميل الثورة افعال وممارسات “بلاطجة“ النظام السابق ،وعوضا عن النفي المتواصل ،بات من مصلحة الثورة خروج “انصارها“ من المدينة ،لكي يدرك ابناء المحافظة من يقف وراء معظم الحوادث المشينة والدخيلة على مدينة تعز والتي تتنافى مع اخلاق ابناء المحافظة..

الآن صار لزاما على كافة الأطراف السياسية والقبلية في المحافظة التوحد لمواجهة مسلسل العبث بحياة وممتلكات المواطنين ،وأن يساعدوا الدولة في اعادة بسط سيطرتها على الوضع ،لكي يتسنى لأجهزة الأمن وضع حد للانفلات الأمني المستفحل بالمحافظة والمدينة على وجه التحديد، وتهرب من قبل اي طرف من مسؤوليته الأخلاقية من هذا الوضع المخيف، او التسويف في وقف اية ممارسة مخلة بالأمن والاستقرار تعد انتكاسة سياسية لمن يتمرد من قبل اي طرف يتمرد عن التزاماته امام ابناء المحافظة..

وفي نهاية الأمر يجب على قيادة المجلس المحلي بقيادة المحافظ شوقي أحمد هائل وإدارة الأمن التنسيق مع كافة الأطراف لوضع حد للانفلات الأمني بالمحافظة ،ومن الضروري إلزام كل طرف بتقديم مصلحة ابناء المحافظة بالأمن والاستقرار على خلافاتهم ومصالحهم الآنية ،كي يتسنى للعقلاء اخراج محافظتنا المغدورة من هذا المستنقع، ومن تسول له نفسه بتأجيج الوضع لأهداف شخصية أو سياسية ،يجب كشف حقيقته للرأي العام ،كما يفترض بإدارة ترتيب اوضاع لإعادة الاستقرار الى المحافظة لكي لا تحل على تعز لعنة الاقتتال القروي المقيت.