الخطر الأول والعدو الحقيقي للشعب اليمني!!
بقلم/ صالح المنصوب
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 8 أيام
الأحد 07 أغسطس-آب 2016 04:01 م

أشعر بالقهر الشديد والألم بل الشعور بالحزن بسبب الحال الذي وصل اليه التعليم في اليمن ,وحزن الى مرحلة تتساقط فيه الدموع بطريقة تلفت شكل الواقع المؤلم الذي يشهده التعليم , والذي لم أجد طريقة للتعبير أو سيلة لإيصال رسالة سوى الدموع الذي لا تلحق الا الأنسان الميت فالتعليم والثقافة والنهضة باليمن أوشكت على الموت ,لكن الموت التعليمي يأتي ببطء, كان سبب التفاتي الى هذا الجانب المهم هو الجهل الذي اصبح مخيم على عقول اليمنيين , بفعل الغش والبراشيم الذي تحولت الى مادة تدرس ,لا أخفيكم سالت الدموع من عيني وأنا اتابع قناة صدى البلد المصرية في مقابلة مع الطفل العربي المصري المخترع وليد عبادي مع الصحفي مصطفى بكري , وليد عبادي كان يتكلم عن الاختراع ,ويقدم النصائح بطريقة بعثت بداخلي الشجن وأحييت بداخلي الشعور ان هناك ما تبقى من أمل في هذه الأمه , وليد لفت الى انه سيغادر مصر وقدم وصية أشبه بوصية العالم المصري الراحل أحمد زويل ا, ان يتم دفنه بمصر لأنه سيغادر للدراسة ,دارت في عقلي الذكريات , الذي تشتتت بفعل الواقع المر ,التفكير جعلني اتشرد في حال التعليم في اليمن , افكر بالجيل اليمني الذي قتل بداخله الطموح والامل وسحقت الارادة ,الجيل الذي اصبح لا يفكر الا بالبحث عن الوساطة للحصول على الوظيفة و البراشيم للحصول على النتيجة , الجيل الذي تدمر فعليا في مجتمع لا يفكر الا بالمال ويتسابق على شراء السلاح بطريقة تعكس حماقة هذا المجتمع وجهلة ,لا يفكر كيف يدعم العلم ويطمح الى التقدم والرقي ,لبناء اجيال علمية واخلاقية ,فبنظرهم من يمتلك السلاح اكثر هو القوي ولا يفكر سوى بالعنف والقتل والخراب ,ليس لشيء بل ليقول عنه الناس شجاعاً,

ففي الوقت الذي يتسابق فيه العالم على التعليم والاختراع والتقدم العلمي والبحثي ,الطفل العربي المصري وليد عبادي يبتكر «منظومة مضادات لمنع وصول الصواريخ الى الطائرات الحربية), هذا وليد فمن يطمح في اليمن ان يكون وليد عبادي؟؟ , لا اعتقد ان هناك طموح لذلك وان حدث بالبداية لكنه يتلاشى بفعل المنظومة القبلية القبيحة الذي لا تسند الطالب الطموح .

في الوقت الذي اصبح التعليم المدرسي والجامعي مدمراً ويتم القضاء عليه يوماً بعد آخر وكأنه مخطط له , بفعل السياسة الحمقاء الذي ألهتنا واعمت الجميع عن الهدف والمشروع الأول للنهضة وهو بناء الاجيال ,جعلت الشعب لا يفكر الا بالمكر والخداع , نسينا الأبناء والاجيال وتركناها تلهو في سياسة الجدل والتضليل , لم نهتم بهم لم نتابعهم لم نشغلهم بالهم التعليمي والعلمي ,حتى أثناء الامتحانات الأب الناجح هو من يجهز جيش من الغشاشين والمبرشمين لمساندة نجلة بطريقة مقززة ,وهذه الطريقة تدمر الطالب وتتجه به نحو الفشل , والمفجع ان المعيار للإنسان على اساس اجتماعي لا قيمة للمعيار العلمي ,الغش اصبح ملازماً لكل شيء وهو عدو خطير بل وعدو اليمنيين الأول دون ان يدركوا ,حتى التعليم الجامعي الزحف للغش بداء يزحف اليه وهذ مؤشر خطير والجميع لم يتنبه لهذا الخطر, فهل تسمعون حتى لفته للتوعية بالجانب التعليم والتنبيه على الأخطار الذي تلحق به , اعتقد الجميع شركاء بذلك , حتى القنوات الفضائية أعماها حب السياسية ومتابعة القتل والخراب وتغذية الصراعات فقط ,حتى الاعلاميين سقطوا في وحل مطابخ خس السياسيين وقبحهم ,على الجميع ان يدركوا ان الغش هو الجهل وهو أحد الاقانيم الثلاثة الذي يعاني منها الجميع دون ان يدركوا , الغش دمر مؤسسات وجعلها دون قيمة بلا اهتمام بلا مثابرة ,اصبح موسم الامتحانات بالنسبة للطلاب اليمنيين اشبه بكتابة الواجب المدرسي , حتى المعلمين اصبحوا شركاء اساسيين بل البعض منهم متخصص بمحاضرات الغش للطلاب وهذه الطامة الكبرى ,الغش يطال الهرم الاعلى بالمؤسسة التعليمية حتى افقدوه من قيمته ,واصبح لوبي في المؤسسة متجذر وانتشاله من الضروريات المقدمة على تغيير الحاكم ,والأدهى من ذلك أنهم يمنحوا البعض شهادات وهم في المنازل ويصعدونهم من مستوى الى آخر دون ان يعرفوا فصول المدرسة بل يصل الأمر الى الامتحان عنهم وحصولهم على الثانوية العامة والبعض منهم مهاجر, وما جعل المثابرون يحبطون ويشعرون بالحزن ان من هو بالمنزل يحصل على معدل اكثر من الطالب المجهد والذكي , ان من يسعون الى بقاء التعليم مدمراً واليمن متأخراً وحولوا التعليم الى مهزلة هم اولئك الذي لا هدف لهم ولاهم وطني ولا ضمير يمنعهم , في الأخير أتساءل كيف سيكون التعليم نقياً متقدماً ومن يديره من القمة الى القاعدة قد تلطخوا بالفساد وتحولوا الى سماسرة لمنح شهادات ووساطات وهم من يمارسون ابشع الاساليب الذي تشوه التعليم ويمارسون الغش والفوضى والتلاعب جهاراً ولم يقف احد بوجههم حتى تلك الأحزاب التي تتحدث عن الفساد وتتغنى بالوطنية هي نفسها شريك فاعل لما يجري ويغضبها النقاء التعليمي, حتى اصبحت الحرب في المؤسسات سياسية لا على اساس العمل الوطني, والأفظع من ذلك أن يلهو الأجيال بالسياسة والعمل التنظيمي والمراكز الدينية الذي لا يتخرج منها سوى التطرف والارهاب بفعل الشحن , لأنهم بذلك يستغلون ظروف الناس , فبدلاً من أن تدفع بهم الى المدارس النموذج تتجه للاستفادة منهم بمشاريع الجدل او العنف ,

أبكوا على حالكم أيه اليمنيين فالتعليم قد نخرة السرطان منذ سنيين ولن يستقيم أو يعود الا بعد زمن وسنيين لأن التلاعب قد تمكن منه بفعل السياسة القبيحة , أقسم أنني حزين ولن يتبدد الحزن حتى يتعافى التعليم ,فهو سبب عذابنا اليومي ,حتى الحرب اليوم والذهاب الى الجبهات اندفع اليها الشباب للحصول على رواتب هناء وهناك بعد أن فقدوا الأمل والكل يدفع تحت يافطة الجهاد والاستشهاد, أطلب من الجميع ان يغيروا هذا الموال وابنوا وطنكم وربوا ابنائكم على التعليم والاخلاق والمحبة والسلام , ليتجهوا الى الأمام ويكونوا قدوه , وصدقوني أن البراشيم والغش هما الجهل وهي عدوكم الأول والأخير ,فإن قضيتم عليه ستكون البلاد بخير.