الرئيس من الرياض يوجه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من الداخل ويؤكد على الوفاء بالالتزامات الاقتصادية والخدمية أمام الشعب
جيش الإحتلال ينسحب من محور نتساريم الإستراتيجي.. شاهد كيف أصبح
عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية
تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن''
مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة
اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان''
صبر القبائل قد نفد.. حشد كبير لقبائل حاشد وبكيل يعلن النفير ويدعو إلى توحيد الجبهات لإنهاء الإنقلاب
الاعتماد على امريكا لن ينفع.. دراسة بحثية تقول إن هزيمة الحوثيين لن تكون إلا عبر حرب تشنها الشرعية دون تدخل خارجي
بيان سعودي قوي رداً على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة
ترامب يتحدث مع بوتين بشأن إنهاء حرب أوكرانيا في مكالمة هاتفية ..تفاصيل
في تقديري الشخصي أن حركة كالحركة الناصرية يفترض أن تكون من أكثر الحركات تماسكا بين منتسبيها ناهيك عن قياداتها سواء الروحية أو الفعلية لما تحمله من تطلعات وأهداف في مجملها تدعوا إلى التوحد والاندماج في واحدية العرق والقومية..
الناصرية مدرسة تعلم منها الكثير من أبناء الوطن العربي لكنهم لم يحاولوا فهم كينونتها ولم يغوصوا في منعطفات مهمة جداً في تاريخها على الأقل في قطر اليمن كونها تعد من أقوى فروعها في الوطن العربي ككل كونها في أحايين كثيرة فاقت الحركة الأم في انفعالاتها وتفاعلاتها..
لهذا؛ يجد المتتبع لتاريخ الناصرية في اليمن نفسه في حيرة شديدة لما يلحظ من تناقض مريب في مواقف كثير من قياديي الحركة .. فعندما تشهد في أدبياتها روح القومية العالية وعمق التفلت من قبضة الملوك والسلاطين، تُفاجأ حين تلاحظ انصهار كثير من قيادتها في بوتقة الحاكم متناسين تلك القيم والمبادئ التي هي أساس التفاهم حولها.. بل والأغرب في الأمر كله هو ذوبان تلك القيادات في نسيج من اغتال الحركة وسحقها..
ولعل ما يدعونا اليوم للحديث عنها هي الذكرى الـ35 لاغتيال الأب الروحي للحركة الناصرية في اليمن الرئيس إبراهيم الحمدي.. لن أتحدث عن ملابسات اغتياله والتي مازالت لغزاً لم يستطع أحد إلى الآن فك شفراته بما فيهم الأخ الأكبر للحمدي في مقابلته الأخيرة لم يستطع هو أيضا.. لكني هنا سأكمل حديثي عن الحركة الناصرية وما آلت إليه..
ففي تقديري أن قائدا ملهما بحجم الرئيس الحمدي عندما يتم اغتياله وبتلك الصورة المخزية البشعة التي تقشعر منها الأبدان من المتوقع أن تقوم الدنيا ولا تقعد وكحركة ناصرية قيادة وقاعدة لا يتوقع منها أن تمر هذه الحادثة دون ردّات فعل مستمرة لاتهدأ حتى تنهض من جديد لتقتص ممن اغتالوا حلمهم.. لما يحملوه -أي قادة الحركة- من روح الفريق الواحد الذي يؤمن بالتجرد من أجل الفكرة والهدف..
لكن، ما يظهر للمتتبع في ثنايا الأحدث التي أعقبت اغتيال الرئيس الحمدي يجد أنها عبارة عن هبّات عاطفية لا ترقى أن تكون مشروع تحرر وقصاص، بل والأدهى من ذلك أن تتحول تلك العواطف إلى سلعة تتم المتاجرة بها في سوق نخاسة يكون للمملكة السعودية الحظ الأوفر منها..
لكنني شخصيا لا أتعجب هنا من تحول تلك القيادات إلى أدوات لنظام قتل زعيمها وملهمها كونني ومن خلال استنتاجي خلصت إلى أن تلك القيادة اكتشفت أن الرئيس الحمدي لا ينتمي إلى الناصرية التي يعرفونها، ووجدوا أنفسهم أمام مشروع مستقل لا يمت إلى ناصريتهم بشيء كونه لا يحمل انفعالات وعواطف فقط وإنما يحمل مشروعا جديدا شاملا يرتبط بالدولة الوطنية يتجدد بذاته بعيدا عن جمع الشعارات والتباكي عليها أو النحيب على زعامات لا تمت إلى الدولة الوطنية بصلة..
فما أجد لموقفهم بعد اغتيال الرئيس الحمدي إلا هكذا تفسيرا وهو في تقديري التفسير المنطقي لما حصل منذ اغتيال الحمدي إلى قيام ثورة الشباب السلمية كون أن الحمدي مشروع مستقل تماما عن الناصرية فهو حركة قائمة بذاتها بعيدة عن النشوة التي كانت في نفوس الناصريين آنذاك، لديها أولوية الفعل قبل القول.. تعتبر الدولة الوطنية هي المرجع...
لذا؛ لا تجد غرابة حين تسمع أن كثيرا من قادة الناصرية تم شرائهم بريالات سعودية.. أو أن بعضهم قبّل اليد التي اغتالت زعيمهم.. بل تجد في الفترة الأخيرة أن أكثر من انبرى في الدفاع عن علي صالح ونظامه هم قادة ناصريون!! لأنهم باختصار لم يكونوا ينتمون إلى \\\"القاضي حافظ القرآن\\\" ولعهم أيضا وجدوا أنفسهم تحت قيادة رجل لا ينتمون ليه لذا لم يجدوا غضاضة في بيع دمه، وليس بيع دمه فحسب بل العمل على طمس تاريخه، فلم نجد ناصريا واحدا وخاصة ممن حضروا أو اطلعوا على تفاصيل اغتيال الحمدي تكلم بمعلومة واحدة صريحة تحل هذا اللغز الذي بات أحجية يصعب فك رموزه..
رحم الله الحمدي الذي جسد حب الوطن بعيدا عن التبعية والتقليد، ولا رحم تلك القيادات البائسة التي شاركت في اغتيال الحلم اليمني وسكتت عن تلك الجريمة النكراء ولم تثبت الوفاء لذلك القائد الإنسان ولو حتى بإراحة هذا الجيل الشغوف بمعرفة اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس الشهيد..
لعلنا في قادم الأيام نشهد تأسيسا لحركة حمدية ونسمع من يقول \\\"أنا حمدي\\\" نسبة للرئيس الحمدي لكن بأفكاره وتصوراته للواقع بعيدا عن النشوة العارمة التي لا تكاد تبدأ حتى تنتهي.
أتمنى للناصريين أفعالا لا أقوالا ورحم الله زعيمهم عبدالناصر.