لكافة النخب السياسية لابد من خطوتان إلى الوراء
بقلم/ سعيد صالح ابو حربه
نشر منذ: 14 سنة و شهرين
الإثنين 25 أكتوبر-تشرين الأول 2010 07:48 م

المتبع للتاريخ السياسي اليمني منذ نهاية النصف الاول من القرن العشرين وحتى اليوم (أي لاكثر من ستون عاما) سيندهش من ملاحظة كم اننا نحن اليمنيون قياسا بكل دول الجوار الاقليمي ونسبتا الى زمن كل حدث , نعد اكثر تطرف ومزايده وفوضوية , وبالتالي اصبنا بانتكاسات وانكسارات وهزائم جمة رغم كل المقومات التي تتمتع بها بلادنا من تاريخ وجغرافيا وبحار وموقع استراتيجي وجزر وثروات . يكمل كل ذلك ويتوّجه ويرّصعه بالتياجين ..انسان يمني عظيم بكل معنى الكلمه في عمله وكفاحه وجهده لتأمين لقمة العيش الشريفة واخلاقه وامانته وحبه للاخرين .

ان هذا الاستنتاج كما اظن انما هو حقيقة ثابتة سأبينه بوقائع من الصعب انكارها ومن السهل كما اظن اقناع القراء بهذه النتيجة التي توصلنا اليها , الا ان ما هو مهم من وجهة نظري ولم استطع الوصول اليه بمقاربه معقوله ومقنعه هوا التشخيص الواقعي للاسباب الحقيقية لهذا السلوك النشاز الذي اصيبت به النخب السياسية اليمنيه في مجملها او على الاقل تلك التي مثلت هذه الاتجاهات واستطاعت ان تتغلب عمليا على أي نخب متزنه او عقلانيه او ما يمكن ان نقول عنها بالواقعية والموضوعيه .

وعودة الى موضوع التطرف والمزايده والفوضوية التي قلنا عنها في المقدمه فاننا يمكن ان نسرد وقائع هي في غاية الوضوح ونلخصها في الاتي :-

- بداءات في ثورة 1948م وهو التاريخ الذي يمثل مرور حوالي ثلاثون عاما على استقلال الشطر الشمالي من الحكم التركي وكان حكم الاستقلال قد ورث تركه كبيرة جدا جدا من اشكال التمزق والصراعات والتخلف والجهل والامية الا ان النظام نفسة ايضا قد عاش لاحقا في صراع داخلي اخر,ابرزه مع الزرانيق وخارجي مع الجارة السعودية والانجليز .وكل هذا في ضل زمن لازال العالم المجاور كافه يعيش فيما يشبة حياه القرون الوسطى وتنعدم به بصورة شبة مطلقة ابسط معالم التقدم الحضاري ان كان من حيث المواصلات والطرق واي شكل من اشكال البنية التحتية من مدارس ومرافق صحية او وسائل الانتاج الزارعي او الصناعي ..عالم يغط في اعماق اودية الجهل والبدوية والتخلف اللهم ما ندر من النادر في بعض المدن المقدسة او مواطن المستعمر ولكن باقل القليل.

في ظل وضع كهذا و بدلا من الدفع بالامام باي شكل من الاشكال لجعلة يتقبل افكارا ماء عن التغيير المناسب والمعقول لتعزيز روح الدولة وتطوير دواوين الوزاراة وادارا تها والتوسع في اعتماد مشاريع البنيه التحتية كتطوير مرافق التعليم والصحة والطرقات ...الخ .. في ظل هذا الوضع جاءت النخب المعارضة لتتبنئ مشروعا سياسيا متطرفا جدا قياسا بمن يحكم حينها في عموم الوطن العربي اللهم الا الدولة المصرية فقط , الا وهوا مشروع الملكية الدستورية وزاد من الفوضوية والتطرف ان جاء هذا من خلال العنف والثورة واستخدام الاغتيال السياسي في مجتمع متخلف قام جمهوره بغالبيتة بعيد فشل الثوره بقذف الثوار بكلمة يعتقد انها من كلمات الكفر بالقول لمن هو عدو للامام (( انته مدستر)) او انته (( دستوري)) وكان الفرد يقولها وفي يقينة بان هذه الكلمة مرادفة للكفر بالخالق جل وعلا .

انه سلوك متطرف قياسا بالزمن واكثر من ذلك قياسا بمن حولنا .

-وفي عام 1962م .. وبينما كان الامام البدر , وهو القريب جدا من صف عريض في النخب الواعية والتحرريه .. نعم وبينما الساحة ربما قد نضجت للمجي بالملكية الدستورية . وهنا اقصد بالساحة الداخلية رغم انها لم تنضج خارجيا ..وجاءت لتعلن الجمهورية في محيط من حولة المملكة العربية السعودية ذات الحكم المطلق للاسره وفي ظل جيران اخرون لازالت دوله مستعمره واقصد دول الخليج وفي ظل الاستعمار الانجليزي للشطر الجنوبي .بل وفي ظل وضع داخلي لازال الكثير من الناس تحكمهم العاطفة تجاه الاسره المالكة, وهنا نعرف ماذا جرى للبلاد جراء وصول رياح الثورات الى هذا الجزء من الجزيرة العربية .

- وفي عام 63-67م وذلك في جنوب الوطن قامت الثورة ولكن قبلها ناضل رجال مخلصون وصادقون بالعمل السياسي واوصلوا القضية الجنوبية الى الامم المتحده , التي اقرت جمعيتها العامه الزام الحكومة البريطانيه منح حق تقرير المصير لشعب الجنوب اليمني .

 ورغم اعلان الاستعمار الانجليزي موافقته على منح الشعب حق الاستقلال وهو ما كان يحتم على الجنوبيين بعده من خوض نقاشات وحوارات بينهم للوصول الى طريق مثلى.لاستلام السلطة وبالتالي اعلان دولتهم او اعلان الوحده فانهم قد ذهبوا الى القتال لايسع الانسان الا ان يقول بكل اسف الاّ انه قتال من اجل السلطة وسنظل نزايد كلما رفضنا هذا القول اذ ان المنطق يقول بان ما كان يفترض على النخب هوا التفاوض اولا فيما بينها , ثم الذهاب الى المحتل بوفد مشترك او متفق عليه من الغالبيه للتفاوض معه على طريقة استلام السلطه ومناقشة كل القضايا التي ترتبط بالتزامات المستعمر تجاه الشعوب المستعمره وفقا للمواثيق الدوليه .

نعم بينما كان المفترض هذا فاننا قاتلنا الانجليز كمزايدة على بعضنا البعض ثم تقاتلنا مع بعض وكل ذلك في الحقيقه من اجل الانفراد بالسلطه وفي هذا الامر تساوى الجميع مع الاسف الا القليل .

- وفي عام 1967م وبدلا من اعلان قيام دوله تتناسب وظروف البلد وتتناسب والوضع الاقليمي وقبل ذلك الوضع في الشمال فانه قد اعلن عن جمهورية ثم بعد حين اردف الى اسمها الديمقراطية الشعبيه واخذت بالنهج الاشتراكي , ان كلمت الاشتراكي حينها تساوي عند الجمهور – وبسبب المحيط والدعايه الغربية وبسبب التخلف والجهل والاميه نعم تساوي الكفر والالحاد وهذا كان قبل حوالي اربعون عاما ولنا ان نتصور فداحة الامر عندما الامر هذا لازال حتى اليوم عند طائفه من بعض النخب الفاعله بالمجتمع .

لقد كان من المفروض ان تقام دولة الجنوب اليمني التي اول ما تعلن التزامها نهج الاعتدال وتعزيز الروابط مع الشمال والمملكة السعودية ذات الحدود الواسعه مع الدولة الوليده

- وهكذا في عام 1990م وهو عام الوحده وتوحيد الشعبين وكل طاقاتهما وثرواتهما ونعرف ماذا يعني قيام هذه الوحدة لكل المؤثرين من حولنا .

نعم في هذا العام وبدلا من ان نتجة الى المملكة لنعقد معها أي معاهدات وضمانات واتفاقيات فاننا قد مارسنا اصناف التطرف والمزايده باعلاننا انتهاج الديمقراطية الكاملة والتداول السلمي بينما لاالواقع الداخلي يسمح بذلك مطلقا لانعدام اغلب شروط مثل هذا النهج ولا من الناحية الاقليمية حيث لازالت كل دول الاقليم في الجزيرة والخليج من حولنا وهي الدول المؤثرة والتي يعيش في ارجائها ملايين من شعبنا يكدحون للبحث عن لقمة العيش فاذا بنا نزايد على هؤلاء بضجيج اعلامي لا نظير له واكملناها مزايد ه ان طمرت اليمن فوق مجلس التعاون لتقوم بتأسيس مجلس التعاون العربي مع الدولة العراقيه التي تنظر لها دول الخليج بتوجس وريبه منذو زمن بعيد والى اليوم

واليوم ونحن نعيش في اسواؤ حالاتنا مع الاسف ببروز الازمات الداخلية التي لا تخفي على كل قارئ وخاصه القارئ اليمني .

 نعم ونحن في حالة اوضاع صعبه اقتصادية نعقد المؤتمرات المتلاحقه للمطالبه بانقاذنا ودعمنا من دول الجوار .. ترانا نذهب كل يوم الى المحافل العربية لتقد يم المبادرات تلو المبادرات لتطوير الجامعة العربية والعمل العربي المشترك في عمل ينظر اليه من قبل اكثر الدول تاثيرا بانه مزايدة على مواقفها من دوله لازالت تعتمدعلى مساعدات الاخرين

كذلك يشاهدوننا نقحم انفسنا في مسائل فوق طاقاتنا وامكانياتنا من الدعوات للتوسط بين بعض الاطراف الاقليميه او الحديث عن استخدام الطاقة النوويه ووو....الخ من المسائل التي ينظر لها الاخرون بانها اما مزايد ه او الجنون بعينه .

وتجاه هذه النقطه دعونا نوضحها ونقول بان كل عاقل انما يقول باحقية هولا في الغضب علينا لان الواقع في كل السياسه الدوليه هوا الاقتصاد ولو لم تكن امريكا باقتصادها وتكنلوجيتها العالميه وحصتها في ميزانية الامم المتحده وحصتها في برنا مج المساعدات الدوليه لما كانت تستخدم الفيتو وقس على ذلك كل الدول الاخرى وانني ادعوا الى ملاحظة مدى تاثير المملكة السعوديه على دول اكثر قوة منا ونفوذا من الدول العربيه وكل هذا بسبب تاثيرها المالي الاقتصادي .

ان كل ذلك مع الاسف انما لربما زاد اخواننا قناعة باننا مع الاسف والى الان رغم كل هذه السنين لم ننضج ولم نعي واقعنا وظروفنا وحياتنا واننا لازلنا في غواية الشعارات والمزايدات ..فهل هذا صحيح ؟؟

انني اكتب هذا وكلي امل ان تصل افكاري الى كل ذو عقل لبيب من قيادات كل الاحزاب والقوى السياسية بل والشخصيات الاجتماعية حتي نصل الى سؤال هام وجوهري لابد منه .

نعم انه سؤال لابد منه.. اذ ان استطعنا ان نعيه لانفسنا والافان الزمن والاحداث ستفرضه ه علينا قسرا 

اما السؤال فانه ببساطة .. هو .. ماهو الحل ؟؟

وكإسهام من جانب كاتب بسيط ولايدعي المعرفه الكاملة ولكنها مساهمة تندرج ضمن اراء اخري لتشكل راي واحد وسليم فاني اعتقد باننا باشد الحاجة ان نفكر بعقول صافية وان نعمل على نقطة نظام او انضباظ ونقول لانفسنا :-

خطوتان الى الوراء

نعم ما احوجنا لعقول ناضجه بكل معنى الكلمه

ما احوجنا ان يتفق القوم على استراحه للمحارب ومن ثم مراجعة النفس والهوا والبحث عن العله .. اننا بحاجه الى المراجعة الشامله وان جاءت النتيجه بالوصول الى ماكنا سميناه عبثا بالمحرمات . نعم الى المحرمات البيزنطيه التي رسمناها نحن لانفسنا فقط وما انزل الله بها من سلطان

وهذا امر ادعوا الجميع للمساهمة فيه بجد وحق وحقيقه .