إلى ضاحي خَرفان الصقور تمقت ذلة الكتاكيت..ولا ترضى إلا بالتحليق!
بقلم/ د. حسن شمسان
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 3 أيام
الثلاثاء 16 يوليو-تموز 2013 10:26 م

الله عز وجل في قرآنه الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) يصف اليهود بالجبن (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) فمن لم يكن له حصن حصين في قلبه؛،يلجأ إلى أن يحصن نفسه بالحصون والجدر؛ ولما كان اليهود على درجة كبيرة من الجبن والخور، كان لهم إرث وثقافة لصيقين مع الحصون سابقا والجدر حديثاً؛ والذي لا يمتلك البأس أو الحصن المعنوي لن تغني عنه الحصون والجدر المادية؛؛ (وظنوا أنهم مانعاتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) أي من حيث القلوب غير المحصنة (وقذف في قلوبهم الرعب) ؛؛ لهذا لما كان اليهود أغبياء إضافة إلى الجبن لجأوا في العصر الحديث إلى بناء الجدر؛؛ ليس الغباء من ألجأهم لكنه الخور الذي أذهب ويذهب التعقل؛؛ فهم يخبرون ماضي فشل الحصون ومع ذلك جبنهم لم يترك لهم فرصة التفكير فعملوا على بناء جدر متعددة الألوان أو الأجناس، فهناك جدر على الأرض وأخرى في أو تحت الأرض؛؛ أما التي على ظهر الأرض فثلاثة الأولى بشرية تمثلت في أنظمة قد أتى الربيع العربي على بعضها؛ مثل النظام المصري، والنظام السوري، وحزب الله، والنظام الأردني؛ والثانية إسمنتية والثالثة الكترونية شائكة أما باطن الأرض فالجدر الفولاذية..

هذه حقيقة دولة إسرائيل التي قامت على حصون في الماضي وسرعان ما أزالها المشروع الإسلامي؛ وجدر في الحاضر؛ قد كان زلزال الثورات -حسب وصف رئيس وزراء إسرائيل- على قاب قوس أو أدنى قربا من إزالة تلك الجدر؛ ومعها تزول إسرائيل التي تقوم عليها؛؛ إذ في حالة تداعي جدران إسرائيل إنما هو تداعٍ لإسرائيل نفسها .. ففي الآية القرآنية ما يدل الى ذلك إذ نقرأ في أسلوب الحصر أو القصر هذه الدلالة (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) فإذا سقطت الحصون والجدر لا يقاتلون بل لا يملكون إلا أن يسلمون لأن جبنهم يحول دونهم ودون مواجهة الرجال..

إذا هكذا صور لنا القرآن حقيقة اليهود وحقيقة جبنهم وذلهم .. لكن ضاحي خلفان يرى بغير رأي القرآن؛؛ فهو يرى -اقتباسا " أن إسرائيل قوية؛ ولأنها قوية لم تعد تشكل خطرا على العرب وكذلك إيران وسيباد الإخوان من الوطن العربي خلال خمس سنوات" هذه العبارة عندما تعرض على العقل والمنطق الأرسطي وحتى الرياضي .. لا يملك العقل إلا أن يقول هذه العبارة لا يمكن أن تصدر من ضاحي خلفان؛ بل من فاضي خَرفان؛؛ لأنها تشتمل تناقضا لا يقبله المنطق ولا العقل ولا العقلاء؛ حيث ينعت عدوا بالقوة العظمى التي لا تقهر وفي الوقت ذاته "لا تشكل خطرا على العرب" يختم عبارته إنه خرق واضح لقانون الدوال اللغوية؛ إذ لا تستقيم دلالة تلك العبارة في سياق النضال والرجال؛ بل تستقيم في سياق /الكتاكيت/ الذي جاء لسان خَرفان على ذكرها في المقابلة التلفزيونية في قناة دبي الفضائية؛ إذا فهناك عرب يقرؤون إيران وإسرائيل قراءة لا تنخلع على السياق العام؛ بل على سياق خاص؛

إن خلفان من وراء دلالة عبارته قد اعترف أنه قد ارتضى ودولته وضع الكتكوت تجاه قوتي إيران وإسرائيل، ومن هنا وفي هذا السياق انتفى ذلك التضاد؛ إذ القوي لا يمكن أن يواجه إلا قويا؛ فمن سابع المستحيلات أن يشهر فارسا -وإن كانت إسرائيل ليست فارسا- سيفه على كتكوت لضعفه المتناهي؛ لهذا وحسب منطق خلفان عش كتكوتا تسلم ولا تعش صقرا فقد يحاول آخر تنتيف ريشك فلا تطير بعدها؛ لم يفهم خلفان عيشة وفلسفة حياة الصقور التي خلاصتها إما أن أكون أو لا أكون؛ فالذي اعتاد على التحليق في جو السماء لن يرضى أن يعيش عيشة الكتاكيت التي رضيتها وبلدك؛ يكفي أن استبدلتم شموخ الرجال بشموخ الحجار؛؛ فشموخ برج خليفة يكفيك لأن تعش كتكوتا المهم انك تضمن غياب خطر إيران وإسرائيل عنك وعن بلدك؛ إسرائيل التي صورتها في صورة الإله الذي لا يستطيع أحد أن يكسر كبرياءها حتى لو اجتمع العرب بقضهم وقضيضهم فهم عاجزون أن يصدوا قوة إسرائيل؛

لهذا مطلوب من العرب -وتحديدا الإخوان-حسب تعبيره _ أن يضلوا /كتاكيت/ لإيران وإسرائيل وإذا لم؛ فإن الصحراء ستكون مقبرتهم.

أحسن ما قلته يا ضاحي خلفان -ودعني هنا أناديك باسمك- انك تعرف حقيقة الإخوان ورجوليتهم وبطوليتهم وصقوريتهم جيدا عندما شرعت تجعل من نفسك عزرائيل لتبيد تنظيما عظيما عالميا كتنظيم الإخوان خلال خمس سنوات وعجزت الأنظمة تغييب إخوان مصر في خمسين سنة- كم أنت واثق من نفسك وسعة صحرائك ولست ادري أي صحراء تقصد وأي إخوان تقصد هل الربع الخالي وهل تقصد بعد مصر صقور الإخوان فرع اليمن؟ لقد أدركت حقيقة الإخوان حقيقة الصقور التي اعتادت على التحليق فلسان حالهم التحليق أو باطن الأرض خير لنا من عيشة الكتاكيت على ظهرها والتي أنت وأمارتك قد رضيتها لترضى عنك إسرائيل لقد كان هذا أفضل ما نطقت به في حديثك عندما قرنت بين الإخوان والقبور فهذه حقيقة الإخوان لا تحتاج للتعبير عنها كثيرا من السطور فشتان بين حياة الكتاكيت والصقور .. لكن سريعا ما تنبهت يا خلفان لسقطتك واعترافك بصقورية الإخوان .. وهذه نقطة حصافة ثانية جعلتني أناديك بكنيتك.. وذلك عندما قلت أنك قد قبضت على الإخوان - ولست افهم عن أي إخوان تتكلم- وأنهم قد أعلنوا التوبة على يديك وأنهم قد رضوا أن يعيشوا كتاكيت مثلما تعيش وكأنك تريد أن تقنع العاقل أن الكتكوت قد قبض على الصقر وقد قبل الصقر أن يصير كتكوتا .. وأن صقور العالم كله قد صاروا كذلك كتاكيت ولم يعد هناك ما يسمى بتنظيم عالمي للإخوان فقد أتى على تنظيم الصقور خَرفان الإمارات وقد أعلن الصقر التوبة على يد الكتكوت .

يا خَرفان إن ما تسميه قوة لا تقهر قد قهرها الإخوان؛ ليس التنظيم العالمي وإنما نقطة من بحره تسمى حركة حماس، هي لا تتضلع بقوة إسرائيل ولا حتى مدها لكن الذي نفع الأولى بأسها ؛ البأس هو وحده الذي يتفوق في النزال وهذا لا تملكه الكتاكيت بل الصقور والرجال.

والثالثة التي صدقت بها يا خلفان هي وصفك للإخوان بأنهم وحدهم هم الخطر؛؛ صحيح ما قلت وقد أصبت كبد الحقيقة فهم الخطر الذي يهدد التسلط والتوسع الغربي والغطرسة الإسرائيلية وهذا ما خبره العالم في سنة واحدة تولها صقر من صقور الإخوان؛، سنة سبقها خمسون سنة مثل العالم العربي فيها كتاكيت؛ وفي سنة الصقور أعلنت غزة الانتصار وكسرت الحصار وتحول معبر رفح إلى معبر فرح.. وهذا الذي جعل الإخوان هم الخطر لكن ليس على العرب بل على إسرائيل والغرب؛ فأنت لا تخشى على نفسك من خطر وإرهاب الإخوان بل على إسرائيل القوية بقراءتك الكتكوتية ؛ وإلى فإن هذه القوة قد تعرت يوم سقط أهم جدار بالنسبة لإسرائيل نظام اللا مبارك الذي شرعت لتوكل بإعادته حتى ترضى عنكم إسرائيل وأمريكا؛؛ ولأجل هذا الرضا شرعت تحارب المشروع الإسلامي وكأن الآية الوحيدة التي فهمتها من كتاب الله هي الآية الكريمة (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وحتى تنال هذا الرضا حشرت نفسك وإمارتك ورضيت الخيانة لتنقلب على ثورة الكرامة ؛؛ حتى عزلت رئيساً شرعيا مسلما حافظا للقرآن والسيادة المصرية وكرامة المصريين والذي أعلن عزل الرئيس المسلم هو بابا المسيحيين (حتى تتبع ملتهم) فمبروك عليك وإمارتك الرضى الزائف والركون الزائل .. فعلا لقد أرضيتم اليهود وأنفقتم المليارات؛ لكن لن تطول فرحتكم بل قريبا تعقبها حسرتكم ثم غلبتكم؛ فالصقور التي تحلق في الفضاء لا تقبل إلا برضى رب السماء ؛، وهل لا تركن إلا إلى قوته ولا تصدق إلا وعده وقد وعد (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) (وإنا جندنا لهم الغالبون) لكنك يا خلفان ركنت قوة الله وركنت إلى قوة أمريكا وإسرائيل فتلكما القوتان هما من سيوفر لك الحماية من إيران لهذا قلت إيران تهدد ولا تستطيع أن تنفذ .. متى تفهم يا خَرفان أن مصلحة الروم مع الفرس وليست مع الإسلام !! يا خلفان إذا كنتم أعطيتم مصر والعراق والشام واليمن للفرس وجبة غداء فإن دولكم ستكون أشبه بقطع الحلوى وساعتها يعلن عن الخليج الفارسي .. ولكنكم قوم لا تفقهون وإلى الظلمة تركنون ومعهم على مشروعكم الإسلامي تتآمرون وأموالكم بسخاء تنفقون فإذا ركنتم إلى وعد الأعداء وبهم وثقتم فإن الصقور لا تثق إلا بوعد السماء (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ،، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون) فوعد الله صادق لكن "ثم"تدعونا للتريث واليقظة وإنا بواد خالقنا واثقون وله منتظرون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم