أزال وخيارات الإصطفاف
بقلم/ د. عبده سعيد مغلس
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 9 أيام
السبت 08 أغسطس-آب 2015 03:43 م
عندما هيمن الحوثي وميليشياته على صعدة أول عمل قاموابه هو طرد المشايخ الرافضين لوجودهم ونسف بيوتهم وإعادة القبائل الى قيودهم التاريخية بأن يكونوا عبيداً للسيد وعكفة له - بالطاعة المطلقه له حراساً للنظرية وسيفهاالمُسَلّط على كل معارض للنظرية وخارجاً عنها- وهذا هو ما فعله الحوثي وميليشياته في كل المناطق التي هيمن عليها وخاصة شمال الشمال ، مستغلاً ثقافة الفيد والإخضاع والهيمنة - إطلاق العكفة ليستبيحوا الأخر ويتفيدوه ويُخضعوه- هذه الثقافة التي مازالت جذورها موجودة لغياب مشروع دولة المواطنة الواحدة .
فما أن ظهر السيد مدعوماً بقوة المشروع الإيراني في المنطقة أستيقضت جذور هذه الثقافة عند البعض حتى عند الذين ذاقوا السلطة وهيمنتها- الرئيس السابق ومن معه- فعاد جميعهم الى بيت طاعة السيد، والبعض أيده خوفا أو طمعاً.
لقد اختاروا الإصطفاف مع المذهب والمنطقة،وأيدوا الإنقلابيين ومشروعهم.
وللإنصاف هناك من رفض العودة الى هذه الثقافة ودفع ثمن موقفه، ومَثَّل هذا الرفض رموز مشيخية وسياسية وثقافية ومناطق قبلية ومن مختلف المناطق، وأختاروا الإصطفاف مع دين الإسلام لا دين المذهب ومع الوطن لا المنطقة ومع الشعب لا القبيلة.
ونحن اليوم أمام متغيرات جديدة حيث بداء الجيش الوطني للشرعية والمقاومة مدعوماً بقوى التحالف يستعيدون المناطق من تحالف الإنقلابيين وبداء الزحف نحو استعادة كامل الوطن منهم.
هذه المتغيرات تُسقط الخوف عن الخائفين والتردد عن المترددين كما أنها برهان واضح على سقوط مشروع الإنقلابيين يستبين منه مؤيدي مليشيات الإنقلابيين معالم طريق المستقبل ليبدأو مراجعة خياراتهم وليدركوا أنه آن أوان الإختيارات الصحيحة.
على أزال اليوم أن تختار بين الإصطفاف مع الدين أو المذهب مع الوطن أو المنطقة مع الشعب أو القبيلة. 
وعلى الجميع اليوم الخائف والمتردد والمؤيد من إخوتنا في أزال أن يختاروا الوطن لا المنطقة،الشعب لا القبيلة، الدين لا المذهب.عليهم أن يسجلوا اليوم موقفاً تاريخيا يحقن المزيد من سفك الدماء، ويوقف مد الكراهية والطائفية والمذهبية التي حملوها معهم تحت راية السيد الى كل ربوع الوطن والذي أوهمهم أنه ولي الله ووصيه، بينما هو ولي مشروع تقسيم أمة الإسلام ووصي الفيد والهيمنة والإخضاع، ولن يمكنه الله لأنه جعل من نفسه شريكاً لله حين أدعى أنه قائد المسيرة القرآنية ولا مُسَيَّر لها غير الله.
خذوا موقف إختيار التعايش والوطن فما زالت لحظة الإختيار مؤاتية.