رونالدو: البرتغال تعيش لحظة توتر قبل مواجهة الدنمرك بدوري الأمم
وفاة أسطورة الملاكمة الأميركية
بيان عاجل من حركة حماس للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بخصوص الجرائم الإسرائيلية في القطاع
عاجل: غارات امريكية تستهدف مواقع الحوثيين في مأرب والجوف
السفارة الأمريكية بإسرائيل توجه تحذيرا خاصا لرعاياها
تقرير: الحوثيون يرتكبون 1900 انتهاك بحق الصحفيين في اليمن وحجبوا مئات المواقع الإلكترونية
تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟
عاجل: غارات عنيفة على مطار الحديدة
العميد طارق صالح: ''محافظة البيضاء على موعد قريب من التحرير وستكون أول من تلفظ المشروع الحوثي''
الإدارة الأميركية توافق على بيع أسلحة متطورة وفتاكة للسعودية لمواجهة المسيرات المفخخة
نقل الحروب إلى العالم أسماء قرى ومدن صغيرة، لم يكن يعرفها حتى أبناء المناطق القريبة منها، وتصبح قرى هامشية عناوين بارزة في نشرات الأخبار وعناوين الصحف، ويصبح سكان تلك القرى مجرّد أرقام في كشوفات النازحين، وبيانات منظمات الإغاثة التي تتاجر بأوجاع المعذبين الذين كانوا قبل أن تصل الحروب إلى مناطقهم بالكاد يعيشون ويتنفسون، ويتطلعون، بشغف كبير، إلى ما خلف الجبال التي تحتضن قراهم.
الحرب الانتقامية التي أعلنها الحوثيون، وحليفهم علي عبدالله صالح على اليمنيين، لم تبق مدينة ولا قرية أو عزلة أو بيتاً في طول البلاد وعرضها من دون أن تدخله بوجعها وآلامها، صارت مشاهد التشييع اليوم للضحايا روتينا اعتياديا.
نتائج المقامرة التي قاد أمراء الحروب اليمن إليها، فاجعة، وآثارها قاسية، ويصعب معالجتها على المديين، المتوسط والبعيد، وحجم الدمار يفوق ما يمكن إحصاؤه، وإعادة الإعمار تصبح فكرة غير واردة على البال، وصعبة التحقيق، فالعالم لن يهتم بإعادة بناء ما تدمره الحروب. وبمجرد اشتعال الحرائق، لن يبادر إلا لإطفاء ما يتوافق مع مصالحة، وما يسمح له بالاستفادة من نتائج الخراب، وتحويله لصالح شركات الإعمار.
بلد كان يتكحل بالأمل عقب ثورة فبراير 2011، داعبته حينها أحلام المستقبل الوردية فرحا بالتخلص من حكم استمر جاثما على صدورهم أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما، لكنهم لم يتخيلوا لحظة واحدة ما كان يضمره لهم، وهو يوقع على مضض على اتفاق نقل السلطة، برعاية خليجية أواخر عام 2011.
الدمار الأكبر للحرب الكارثية هو ما يتعرّض له المجتمع ونسيجه الاجتماعي ومستقبل التعايش، وهي الجريمة التي بدأها الحوثيون، منذ طرد اليهود من منطقة آل سالم في صعدة مطلع عام 2004، وبعد ذلك تهجير السلفيين من منطقة دماج مطلع عام 2013، إلى ما تلى ذلك من محاولة تطييف الصراع الذي لم يكن إلا في سياق الصراع على السلطة، والاستئثار بموارد البلاد، واحتكار الثروة والسلطة، وتجريف مؤسسات الدولة.
نجح الحوثي وعفاش (علي عبدالله صالح) في وصم البلاد بالإرهاب، وتصوير اليمنيين إرهابيين امام العالم، من خلال ترويج، في وسائل إعلامه، ووسائل إعلام إيران، وناشطيه في المؤسسات الغربية ووسائل الإعلام أنه يخوض صراعا ضد مجتمع تكفيري داعشي، وهو يستخدم تلك المصطلحات لدغدغة مشاعر صانع القرار الأميركي، ويقدم نفسه شريكا له في حربٍ مزعومة وكاذبة، بينما هو يستمر في التغرير بالآلاف من أتباعه بشعار معاداة أميركا، وهو يقدم نفسه لها غليظا لقمع معارضيه، وتدمير مساكن اليمنيين وقراهم، ممن لم يسمعوا يوما غير أصوات أمعائهم الخاوية.
لم يجن اليمنيون من حركة الحوثي الإرهابية غير الموت، وتحولهم إلى أهداف سهلة للجوع والمرض والأوبئة، وقبل ذلك لصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والدبابات والألغام التي حصدت أرواحهم قبل أقدامهم.
يحتاج ما ارتكبته مليشيا الحوثي وصالح في حق اليمنيين من جرائم إلى تدخل جاد ومسؤول من العالم، لتسمية الأمور والأشياء بمسمياتها الحقيقية، وتصنيف تلك الحركة وقياداتها وحلفائها حركة إرهابية، تهدّد الأمن والسلام في العالم، ولا أدل على ذلك من زرعها الألغام، واستهدافها حرية الملاحة في المنافذ الدولية، وإرسال مقاتليها إلى سورية والعراق خلال الفترات الماضية، وتواصلها مع المنظمات الإرهابية في العراق وسورية وإيران، وتبادل الخبرات والأسلحة، والعمل على تحويل اليمن ساحة صراع إقليمي ودولي بالوكالة.
نقلا عن العربي الجديد