آخر الاخبار
لا مشكلة بين الاصلاح والامارات..
بقلم/ عبدالكريم الخياطي
نشر منذ: 6 سنوات و 10 أشهر و 28 يوماً
السبت 29 إبريل-نيسان 2017 04:46 م
 

 لا يمكن لاحد ان ينكر ما قدمته وتقدمه دولة الامارات العربية المتحدة حكومة وشعبا لليمنيين شمالا وجنوبا في مساندة الشرعية الا الجاحدين..

لكن ليس من مصلحة الامارات ابدا ان يقدمها بعض الصحفيين اليمنيين والاماراتيين على أنها تحاول القيام بدور شركة الهند الشرقية البريطانية التي اصبحت وصية على سواحل جنوب اليمن و باب المندب يوما ما..

 وليس من مصلحة الشرعية ولا اليمنيين تغافل الكثير ومنهم بعض الناشطين الاصلاحيين عن ان المشاكل التي طفت على السطح سببها اختلاف في الرؤية لطريقة اصلاح الوضع في الجنوب بين الاماراتيين من جهة و الرئيس هادي و الاشقاء في المملكة العربية السعودية من جهة اخرى ، ومحاولات اظهار الامر على انه فقط مجرد صراع يدور بين حزب التجمع اليمني للاصلاح مع دولة الامارات امر فيه نوع من المغالطات التي ستضر بالجميع ، فالاصلاح كما يبدو من خطابات وتصريحات قياداته يحرص دوما على الإشادة بدور الامارات ، وعلى النأي بنفسه عن ان يشارك في اي شيئ حتى اعلاميا ، و يضر بعلاقة الامارات مع اليمن ..و آخر ذلك تصريحات نائب رئيس دائرة الاعلام في الحزب وقبله رئيس الحزب ..

ان تقديم بعض الاعلاميين لتلك الفكرة و ترسيخها في الذهنية الخليجية التي تتلقى كل معلوماتها هذه الايام من تغريدات ناشطين وهواة دخلاء على الاعلام و السياسة دون رؤية وطنية ، لن يضر حزب الاصلاح وحده .. بل سيضر باليمن بشكل عام فالاصلاح شريك اساسي في الحرب مع الامارات والسعودية و افراده في كل قرية ولايمكن ببساطة تجاوزه في اي مرحلة و الاشقاء يفهمون ذلك ويعلمون انه لايمكن استبدال الحزب بطريقة الالغاء او التجاهل ، ان الحرب في ليبيا اكبر دليل و حفتر الذي تم تقديمه كسند للامارات ، قد تسبب كل ذلك في استمرار معاناة ليبيا وشعبها والعيش تحت وطأة حرب عبثية غير مفهومة الجدوى و النتائج ..و اضر ذلك بمصالح الاشقاء في الامارات الذين كانوا يرون ان مصلحة ليبيا مع حفتر الذي قدم نفسه كرجل عسكري وطني و مكافح للارهاب ..وهو بعيد عن ذلك تماما ..

يجب ان يستوعب الجميع ان المحافظات الجنوبية قد تغيرت المعادلة السياسية فيها ، فلا حزب الاصلاح يستطيع ادارة مجتمعه ضد مساندة الامارات ، و لا الحراك يستطيع القول انه يمثل الجنوب في ظل ظهور قوى اجتماعية وسياسية و مناطقية ترفض الحديث باسمها من قبل اي طرف لايمثل مجتمعات الجنوب المحلية والدليل مؤتمر حضرموت ..

على القيادة السياسية في الشرعية مع جميع الاحزاب بما فيها الاصلاح الوصول الى توافق مع الاشقاء في الامارات ، يضمن لهم حماية مصالحهم في الخطوط البحرية و الوصول الى شراكة مقنعة تؤكد سيادة اليمنيين شمالا وجنوبا على سواحلهم ، و الحصول على شراكة اقتصادية عادلة تضمن تحقيق افضل استغلال لموانئ عدن والمنطقة الحرة و موانئ المكلا و المخا والحديدة وميدي ، بالتوافق مع المملكة السعودية ، واي دول عربية وخليجية تريد الشراكة ..كما عملت جيبوتي وارتريا ، كون ذلك عمل اقتصادي مشروع يعود بالنفع على الجميع و يحقق السيادة الوطنية اليمنية على موانئ البلد ..

بشروط منها تفعيل تلك الموانئ بشكل حقيقي لايضر بموانئ دبي و لايغمط عدن اهليتها و احقيتها بأن تكون احدى اهم الموانئ البحرية في العالم ..و شروط بناء جيش وطني حقيقي يحمي سيادة البلد ، و شروط احقية اليمنيين بعقد اي اتفاقيات اقتصادية وسياسية لصالح اليمن مع ايا كان ..

بعد الوصول لذلك التوافق ، يمكننا ان نحصل على فرصة حقيقة بعودة الدولة ، و انتصار الجمهورية و تحرير بقية المناطق اليمنية ، وغير ذلك سيدخل اليمن والمنطقة وامن الخليجيين في متاهة لن تنتهي ابدا في السنوات القليلة القادمة .