عاجل.. غارات أمريكية تدك اهدافا حساسة لمليشيا الحوثي وتخرج شبكات الاتصالات عن الخدمة
دراسة تناقش فشل مجلس الرئاسة.. هناك تيار شعبي متزايد يدعو لسحب التفويض من المجلس وعودة نائب الرئيس السابق الفريق علي محسن لقيادة المرحلة
أردوغان يهدد : لن تتحقق أهداف إسرائيل برسم خريطة جديدة للمنطقة
إصابة الركبة تنهي موسم المدافع شلوتربيك مع دورتموند
تعرف على الخسائر الضخمة للاقتصاد الإسرائيلي بسبب الرسوم الأمريكية
وزير الخارجية السعودي يصل أمريكا في زيارة رسمية .. الاهداف والغايات
تصريحات مدرب منتخب اليمن للناشئين بعد الخسارة من اندونيسيا وقبل لقاء كوريا الجنوبية
لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
مباحثات أمريكية سعودية على أعلى مستوى تناقش ''تقويض قدرات الحوثيين'' وتعزير أمن المنطقة
عاجل.. الرئيس العليمي يبحث عن تأمين دعم دولي لمعركة الخلاص من الانقلابيين ويؤكد أن المرحلة باتت الآن حاسمة
سألوني مراراً إن كنتُ ألمّح في عنوان كتابي: "جوهرة في يد فحّام" إلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وكنت أجيب دائماً بأن العنوان هو جزء من عبارة عبدالعزيز الثعالبي الزعيم الديني والسياسي التونسي قالها عن اليمن، لكن هذا لا يعني أن اليمن ليست جوهرة ولا أن الرئيس اليمني لم يكن فحّاماً، وإن لم يكن هو الفحام الوحيد، وهو يحكم اليمن منذ أربعة عقود. المفارقة أن فكرة "الفحم والتفحم" ارتبطت باليمن، حتى إن الرئيس نفسه احترق، ومن دون شماتة فقد بدا قبل أمس متفحّماً، وكأن "التفحم" قدر اليمن واليمنيين، وربما احترق بعض الفحّامين بفحمهم!
أتعاطف مع الرئيس إنسانياً، وقد كان منظره يؤكد حجم الإصابات البالغة التي اقتضت ثمان عمليات تجميل، لكنه بات أشبه بما حدث مع الشاعر اليمني الشهير عبدالله البردوني، عندما شارك في مهرجان أدبي عربي، فسألوه عن وضع اليمن فقال: انظروا إلى شكلي لتعرفوا حال اليمن، وكان رحمه الله غائر العينين، مصابا بالجدري، وكان منظر الرئيس يذكر بقصة البردوني.
حال اليمن لا يسر، وهو بلاداً وشعباً وثقافة وعراقة يستحق أفضل بمراحل من هذا الواقع المؤلم، وتكالب الحمولة السلبية للقبيلة والفساد والفقر، يرسخ واقع كونه جوهرة في يد فحّام!
الخطابات التي ألقاها الرئيس اليمني خلال هذه السنة كثيرة جداً، بعضها ينقض البعض الآخر، خطابه أول من أمس جاء هزيلاً لأنه خطاب من دون سلطة، فالفعل اليمني الآن يتحرك من خلال أجواء التأزم الذي ساهم به الرئيس، ولن يتمكن اليمنيون من إجراء حوارات حقيقية حول مستقبلهم الذي يريدون مع تشبث كل ذي رأي برأيه، وكل ذي سلطة بسلطته!
كان عالم الآثار المصري: أحمد فخري، يتحدث إلى أحمد الشامي كما يروي الأخير في كتابه "رياح التغيير في اليمن"، فيقول له: "يا سيد أحمد كل شيء عندكم يحتاج إلى إصلاح، اليمن تعبانة". إنها بالفعل "تعبانة" تحتاج إلى نظام سياسي يمنحها الديموقراطية والعدالة، ليخرجها من أدواء التناحر القبلي، والفساد المالي، والعراك الدموي، والتقهقر التنموي، إن اليمن تعبت طويلاً وآن أوان راحتها.
قال أبو عبدالله غفر الله له: الجوهرة اليمنية يمكن للنظام السياسي التوافقي ولحكومة وفاق وطني، أن تمسح التفحم عنها، ويحتاج صقلها وإعادة لمعانها التاريخي إلى وقت، فاليمن بئر الآثار وعبق التاريخ تحتاج إلى سنواتٍ طويلةٍ من التغيير المستمر والإصلاح الدائم.. أيها اليمنيون إن الجوهرة التي بيد الفحّامين عصية على الكسر.. ونبذ الفرقة والشتات والبدء بمشاريع الحوار والمصالحة بوابة الدخول نحو مستقبل يمني عظيم!
*عن جريدة "الوطن" السعودية.