سفير السعودية في لندن: لن يسمح بشرب الكحول خلال كأس العالم 2034 بريطانيا تناقش مع عضو في المجلس الرئاسي تداعيات تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية عاجل.. المبعوث الأممي يبلغ مجلس الأمن أن مليشيا الحوثي تحشد عسكريا من خمس محافظات يمنية ويعلن.. اليمن عند نقطة تحول حاسمة أول رد من الرئيس أردوغان على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الحزب الأشتراكي بتعز يُحيي ثورة 11 فبراير ويعلن ان الفاعل الرئيس في الثورة هو روحها المتدفقة في مختلف الميادين والشوارع الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم مركز الفلك الدولي يكشف موعد بداية شهر رمضان هذا العام ومتى ستكون رؤية الهلال ممكنة؟ قطر تُسير 15 طنا من الأدوية دعما لمرضى الكلى في اليمن حزب الإصلاح بسقطرى يوجه دعوة للمجلس الرئاسي ويدعو لتنظيم السياحة لتكون سياحة تحترم الموروث الثقافي والاخلاقي للمجتمع السقطري مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن اليمن
قام صراع خلال القرن الماضي بين تيارين، الأول : يدعو إلى التغريب ويتخذ الحضارة الغربية نموذجا له، وقد تجسد ذلك في أحزاب وشخصيات حملت الفكر القومي حينا، والعلمانية حينا اخر . و وصلت هذه الأحزاب والتيارات إلى الحكم، وأقامت دولا، ونفذت برامجها في مختلف المجالات، فلم تتفاعل مع التغريب ومفرداته فاثبتت فشلها في الوطن العربي " وتونس مثالاً " مما جعل كثيرا من رموزها ينقلبون على ماضيهم. الأرجح أن تلك المصطلحات الوضعية التي جاءت وليدة مجتمعات غربية و تطورات تاريخية غربية لا تتناسب مع مجتمعاتنا وهويتها رغم تميزها من نواحي عدة . والأرجح ايضا أن إنزالها على واقعنا الحالي لا يمكنه ان يعطي تفسيرا حقيقيا للواقع ومتطلباته .
التيار الثاني : يدعو إلى النموذج الإسلامي، ويحرص على ثوابت الدين، ويسعى إلى المحافظة على هوية الأمة، و إقامة حضارة " تُزاوج " بين الإرث الإسلامي و الحضارة العالمية .
يعتبر الصراع العلماني - الليبرالي ضد التيار الإسلامي قد تجاوز حدوده . فلم يعد صراعاً سياسياً وحسب، بل انتقل الى صراع مع الإسلام ذاته " كدين "، فإي مظهر إسلامي ديني يواجهوه بالنقد، وإي بروز لتفاعل إسلامي " ديني كان ام إجتماعي " بين الناس وليس بين الساسة، ايضا يواجه بنفس النقد. وليس ذلك النقد متوقف عند صيغة الكلام، بل تطور الى قرارات سياسة واعتراضات حزبية ومحاولات للتدخل في شؤون دستورية وتشريعية لمنع صياغة دستور إسلامي، كما هو الحال في مصر .
وبناء على ذلك، نجد ان تفسيرات القوى العلمانية والليبرالية على وجة الخصوص لمفهوم " الحريات " اصبحت تُبنى على قاعدة من المعادة للظواهر الدينية و الإسلامية، حتى تم إختزال مفهوم الحرية في ( حرية خلع النقاب ، حرية خلع الحجاب ، حرية زواج المسلم بمسيحية او العكس، و حرية التعري وما الى ذلك .. ) هذه التفسيرات لا تشبع رغبة الإنسان العربي في إدراك ماهية الحرية و تصوراتها الإجتماعية والشخصية والدينية . فنحن في حالة عطش وحاجة كأمة عربية الى تفسير مفهوم الحريات على مستوى إنساني وإجتماعي رفيع ومتكامل ومنظم، وليس مستوى سطحي " شخصي " مجرد من الأخلاقيات والإعتبارات الدينية والإجتماعية . مستوى يجعل من الشذوذ "حرية" ومن الحجاب "رجعية" .
هؤلاء يعانون من ضياع فكري، يصور لهم الدين كأفيون، ويعمي يصائرهم من إدراك أن الإسلام رسالة حرية إنسانية سامية، حررت قبائل العرب من العبودية والتمييز والتعصب، ورفعت من شأنه "كإنسان حر" .
يقول الله تعالى ( فَمَنْ شاءَ فَلْـيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْـيَكْفُرْ ) الا تحمل هذه الاية اسمى معاني الحرية التي تعبر عن التخيير الديني للإنسان بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، فكون الله تعالى قد جعل في الدنيا الخير و الشر ( والشر من انفسنا ) فهو بهذا قد أسس لنا مبداء الحرية الأول والاهم وهو " التخيير " بلا فرض ولا سلطة .
ما يمكننا قوله، أنه كما مثلت قوى التغريب وفي مقدمتها العلمانية بكل ألوانها ودرجات علاقتها بالمسيحية - حتى بدت أحياناً مسيحية متنكرة، كما أكذ ذلك الفيلسوف الالماني "كارل شميت"، فإن السبيل للمسلمين إلى ذلك هو الإسلام وليس غيره، بسبب جمعه لضمير الإنسان ونظامه الإجتماعي، والمادي والروحي - والدنيوي والأخروي في منظومة واحدة متماسكة. وبسبب عمق قيمه في الوجدان والثقافة. وهذا ما يفسر أن تهميش الإسلام من قبل النخب العلمانية او غيرها التي حكمت المنطقة في العقود الماضية، مثل العامل الرئيسي في فشل التجارب التنموية على كل الأصعدة. وكيف ترتجى تنمية على أي صعيد مع إستبعاد الروح الجامع والوقود المحرك للجماهير، وخصوصا ، الجماهير الإسلامية ؟