من أمام منزل السنوار… حماس تطلق سراح 3 أسرى مفاجأة كبيرة..الكشف عن راتب نيمار في سانتوس البرازيلي أول زعيم عربي يصل سوريا بعد سقوط الأسد قرارات ثورية جديدة في سوريا ... منها حل البرلمان والجيش والأجهزة الأمنية وإلغاء العمل بدستور2012 الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين تكسر القيد خلال ساعات الشرع رئيساً انتقالياً لسوريا... وإلغاء الدستور وحل مجلس الشعب السفير السعودي يناقش مع سفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن جهود السلام الحوثيون يخضعون مشايخ آل مسعود بقوة الحديد والنار لحضور دورات طائفية قسرية في صنعاء لماذا تصر المنظمات الأممية على العمل في مناطق الحوثي؟. عاجل الحكومة اليمنية تطالب واشنطن بأمرين دعمها عسكريا لتحرير الحديدة واستهداف القيادات الحوثية .. تفاصيل
لا أحد يستطيع أن ينكر أن فيكم خلاصة من الرجال والنساء على درجة عالية من الوعي والمعرفة، وأن القيادة السياسية قد أوكلت إليكم النظر في أهم القضايا التي تؤرق الوطن والمواطنين ومنحتكم حق اقتراح الحلول العاجلة لوضع حد للتردي السياسي والاقتصادي. وكان عليكم، منذ أول يوم تحملتم فيه هذه المسئولية الوطنية أن تتفقوا على تفسير الواقع بموضوعية تامة حتى لا يبقي الواقع –ومنه يبدأ المنطلق إلى التغيير- خارج الرؤية الصحيحة، ويذهب كل فريق في هذا البلد، إلى تصور واقعه الخاص لا واقع الوطن الذي يعاني ويواصل النزيف، ولم يعد بحاجة إلى الثرثرة وإطلاق الوعود والكتابة على مياه البحر الهائج والمتقلب.
إن الاتفاق على تحديد ملامح هذا الواقع كما هو، ومن وجهة نظر موضوعية ووطنية محايدة هو الخطوة الأولى على طريق الحلول المطلوبة، وهو ما يشكل المدخل إلى فهم حقيقي لما نراه ونعيشه ولما نريده أيضاً. ولا أريد أن أصدق ما يقوله البعض همساً وأحياناً علناً، من أن جلسات المؤتمر بعد تأجيل النظر في قضيتي الجنوب وصعدة قد بدأت تدور في حلقة مفرغة لا جديد فيها فالقضيتان كانتا هما أول بندين في جدول أعمال المؤتمر، أو كان الواجب يفرضهما كذلك لما يشكلانه في الواقع من قلق ضاغط لأعصاب المواطنين جميعاً، ولما يتركانه في حياة الناس من شعور بعدم الاستقرار وغياب الإحساس بالأمن والطمأنينة.
وكان واضحاً منذ بدء المؤتمر لأعماله أن الواقع المرئي والمعاش لا يحتمل الخلاف سواء في التوصيف أو في اقتراح الحلول، وأن الفريق الذي سيسعى إلى تجاهل ما يفرضه الواقع ويقتضيه من حلول لن يكون الخاسر الوحيد، بل كل الفرقاء، إن لم يكن الخاسر الأكبر في كل الأحوال هو الوطن. وإذا لم تكونوا أنتم، يا أعضاء المؤتمر من يلتقط الملامح الحقيقية للواقع فمن يلتقطها، والصورة واضحة للعيان: بوادر انقسام في جنوب الجنوب، وبوادر انقسام في شمال الشمال لأسباب لم تعد خافيه. يضاف إلى ذلك الاقتحام المتواصل على قطع الطرقات واستمرار الاعتداء على أبراج الكهرباء، وتدمير أنابيب البترول والغاز وترويع المواطنين في هذه المدينة أو تلك بالتفجيرات وقتل الأبرياء من المواطنين والجنود والضباط.
لن أبالغ فأقول أن في أيديكم –يا أعضاء المؤتمر- مفتاح حل جميع المشكلات التي تعاني منها البلاد، ولكني أقول إن المسئولية التي أنيطت بكم سوف نتمكن على الأقل- من تحديد ملامح هذه المشكلات بوضوح تام وأمانة مطلقة ووضع التصورات الكاملة المؤدية للخروج من حالات التوتر والإحباط التي يضيق معها الأفق السياسي. ويعجز عن الانتقال بالواقع الراهن من حالة السلب إلى حالة الإيجاب، ومن حالة التحفّز والاستعداد للتفكك والصراع إلى حالة التآلف والوئام. والاستفادة القصوى من هذا الإجماع العربي والدولي على الأخذ بالبلاد من مستنقع المواجهات التي غرقت فيه أقطار عربية شقيقة كانت مضرب المثل في التجانس وفي المشاركة في بناء الحياة التي تستحق أن تُعاش.