قبيلة مراد في ميزان النضال
بقلم/ وليد الراجحي
نشر منذ: 6 سنوات و شهرين و 30 يوماً
الإثنين 06 أغسطس-آب 2018 03:45 م

مراد قبيلة عريقة قاومت الكهنوت أنذاك ولم تجد الإمامة إليها سبيلا إلا بالغدر.
غدر إمام الكهنوت بالشهيد القردعي حينما أودعه السجن وحينها بدات طلائع عسكر الامامة تصل مراد ،لكنها اي مراد لم تستكين بل نكلت بهم ودوخت إمامهم،وفجرت رصاصة القردعي رأس الإمامة خلال ثورة 1948م.
وهاهي اليوم تقدم كوكبة من الشهداء امتدادا لتلك التضحيات.
في كل المحطات كانت قبيلة مراد حاضرة ولاتزال تقدم التضحيات،ففي العام 2011م حينما كانت مليشيات الحوثي تحاول التهام محافظة الجوف كان علي محمد المرادي من أوائل الشهداء في مواجهة مليشيات الكهنوت على أطراف محافظة الجوف،وهو استشعار مبكر لابناء مأرب وبينها أبناء قبيلة مراد خطر تلك المليشيات التي تكشفت للجميع مؤخرا.
حينما كانت القبيلة المأربية تدفع بأبنائها الى جبهة الجوف،لمواجهة ذلك الخطر كان في مقدمتهم الشهيد منصور هندروس ولاتزال كلماته خالدة "نقاتل في الجوف دفاعا عن مأرب،وسيدرك المتشفون ذلك مستقبلا".
ولم يكن المرادي أو هندروس طفرة بل كانت مراد ولادة بالمناضلين.
وقف الشهيد تركي نمران مقارعا تلك المليشيات في العام 2014م وروى بدمه تراب الوطن في وادي الجفره بمجزر وعلى درب من سبق ارتقت روح الشيخ مرسل القبلي في جبال صرواح وهو يقارع الكهنوت والاستبداد ويذوذ عن حمى الوطن.
قدمت مراد ولازالت قوافل من الشهداء لا يمكن ذكرهم عبر هذه السطور القليلة لكنهم كتبوا صفحات التاريخ بأحرف من نور،كغيرهم من قبائل المحافظة.
اليوم قوافل التضحيات التي تقدمها من خيرة رجالها،تؤكد استمرار الروح النضالية للشهيد القردعي والزبيري وعلي عبدالمغني.
تنتصر مراد بدماء أبطالها الزكية للجمهورية التي ضحى في سبيلها الشيخ الشهيد القردعي في مهد مقاومة الإمامة.
هي قبيلة مراد التي أنجبت الشهيد عبدالرب الشدادي،والقبيسي،والقردعي وعشرات الشهداء الابطال الذين خاضوا معركتهم الوطنية وارتقت ارواحهم في سبيلها.
لن ينسى التاريخ الوقوف الشامخ للشيخ عبدالواحد القبلي في جبل البلق وخوض معركة السد،ولا يمكن ان يغيب التاريخ أو تنسى مطارح نخلا موقف الشيخ عبداللطيف القبلي وعامر العجي والشيخ المسن على القبلي الذي قدم في لحظات الشدة إلى نخلا معلنا السند ومناصرة أبناء مأرب في المطارح دفاع عن المحافظة والوطن .
لن تنسى شبوة القائد البطل اللواء مفرح بحيبح،ونحو سبعين شهيدا من ابناء مراد في معركة تحرير بيحان.
 وكما هي قبيلة مراد التي لازال ابطالها يقارعون الامامة والكهنوت في الخطوط الامامية،في صرواح،والبيضاء،وفي البقع هناك يتوجه العميد ذياب القبلي وسالم القبيسي ورفاق دربهم نحو معقل زعيم الكهنوت في صعدة يسطرون البطولات والانتصارات.
تلك هي قبيلة مراد لا تلتفت إلا إلى المجد ولا تنتصر إلا للقيم والكرامة والشهامة والوطن في مجموعها،بغض النظر عن أولئك الذين يسلكون مسالك تخالف التاريخ العريق والرصيد النضالي للقبيلة.
ودعت مراد قبل شهورقليلة 8 من الشهداء،في موقف واحد بينهم الشهيد العميد محمد العقال القردعي قضوا نحبهم دفاعا عن الوطن في جبل هيلان بعد أن قارعوا الكهنوت في محاور جبهات مأرب.
وهاهي كوكبة من شهداء مراد يقدمون ارواحهم رخيصة في سبيل الوطن في جبهة فضحة محافظة البيضاء،ومعهم ابطال شبوة،جمعوا شتات الوطن شماله وجنوبه في مترس واحد وميدان واحد يجسدون روح الوحدة واللحمة الوطنية.
نتحدث اليوم عن مراد كنموذج لأبناء القبيلة الذين انخرطوا في صفوف الجيش الوطني في معركة دفاعهم عن الوطن ولا يعني هذا إغفال تضحيات الآخرين لكننا في هذا الموطن نتحدث عن مراد.
رحم الله شهداء مراد وكل شهداء الوطن.
#وليد_الراجحي.