منتصف العمر
بقلم/ حسناء محمد
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر و 26 يوماً
الخميس 08 فبراير-شباط 2018 09:10 م
 

حين تصل لمنتصف العمر, ترى وتدرك مالم تكن تراه وتدركه حين كنت في بداية حياتك.

حينها كانت تجاربك تمحوها أخرى وتعثرك يقيمه آخر وطاقتك تعيد بنيان ماهدم, وأملك يجدد دماء روحك لئلا تخور.

قد تعود من الطريق الذي سلكته لتسلك آخر ولو قطعت شوطا كبيرا.

إنما حين تصل لمنتصف العمر تبدأ قراراتك تعقد في فمك قبل أن تجول في الهواء!

وتجد حزمك غدا بين أعمدة طوال قد تصادمك أو تحبسك.

فلا مجال لخطأ ولا وقت لقطع طريق طويل تستبدله حين يتبدى لك خلاف ما كنت تظن .

يقطع جدها الهزل, ويفرض العمر فيها اتخاذ القرار الصائب الذي يكفل لك بقية حياة بلا أشواك .

حياة تقطف بها ثمارك من جنة لا يطوفها طائف الخراب .

حين يقدر عليك أن تبدأ حياتك من منتصف العمر, ستحتاج أن تجمع أنفاسك من كل شريان .

وتلملم شتات عقلك وقلبك ليكونا على أمر سواء!.

أن تكون رجلا يصنع بكلمة من حبر قرار يقود به امة تتعلق بما يريق ضميره ووجدانه وحساباته.

فأنت بذلك تربط الحبل على عنقك قبل أعناقهم فالله لا يضع أمر الناس بيد أحد إلا ويربطه بأقدارهم قبل أن يربط عليهم بقدره .

إن ما يهون الله به علينا مصائب هذه الدنيا وما نكابد, أنه جعلنا بها مثل من يشرب الدواء ولو كان في جزئية منه السم , لأن ما يغلب فيه أنه يقود للعافية .

فَغَالب نفسك بظن أن الأمر لا يستقر على مكروه ولا حسرة ولا مسرة وأن ما قد تسعى جل حياتك لتدركه قد يأتي إليك فتزهد فيه .

وان ما قد يأتيك بغير حسبان قد يكون الماء البارد الذي يغسل ألمك.

وأن حياتك قد يكتب أجملها واطيبها في آخر المطاف, فالتقط الحكمة من وسط أقدارك.

في أمان الله