أين غابت تعز اليمن ...؟؟
بقلم/ عبدالاله الاصبحي
نشر منذ: 15 سنة و أسبوع و يومين
الأحد 25 أكتوبر-تشرين الأول 2009 04:19 م

اسم حنين لا ينفك عن التردد يأبي الرحيل لذاكرة النسيان يرفض أن يغادر حياتي وأنا ايضا لا أملك القوة على مغادرة الحنين للإسم والمكان تعز وملايين هم ابناء تعز حالهم مثل حالي..نعيش غرباء فى الحاضر عيوننا وعقولنا مشدودة لماضي عريق لمدنية ومحافظة فالفارق بين الآن وكان لا يجهله ابناء تعز .وواضحاً ذلك في حنينهم لـ كان الثورة والعلم والمدنية والفكر .

وفى الآلم والحزن المرير من الآن التشرذم والخنوع والتبعية ..

وبين كان والآن أجيال تبحث تفبرك وتهندس أنتاج زمن كان حاضراً فى الآن!

فهل تستطيع تعز أستعادة ماضيها حاضراً أكثر أشراقاً كي تعود اليمن ؟؟ ـ لا يستطيع أحد أن ينكر فضل تعز وابناءها على اليمن عموماً شماله وجنوبه في شتى الميادين بدءاً من حركة التحرر وإنتهاءاً بتقديم ابسط الخدمات الحياتية .. فالثورة كانت تعز لها النوه وكانت لها الوقود والاكثر بذلاً وتضحية فقد مت الدماء والاموال وجادت بسخاء دون من أو انتظار مقابل .

وكانت الحالمة منار الثقافة والوعى الثوري التحرري والفكر المدني الحداثي مصدر التنوير ومنطلق حركات المقاومة الشعبية وكانت تعز أرض وملتقى حوار الفرقاء حول القضايا الوطنية الهامة ..

وكانت ولا تزال مصدر الاقتصاد ورأس المال الوطني الحقيقي الباني لأقتصاد الوطن ..

وكانت ...وكانت ..وكانت تعز حقاً تعز ولا تزال ثقة شعبنا فى تعز بأ نها قادرة على أن تظل تعز العز ..

لقد قدمت الحالمة وإبناءها لهذا الوطن مالم يقدمه غيرهم وبتضحياتهم وبذلهم سطر تاريخ اليمن الحديث ثورتي سبتمبر ..واكتوبر وكذلك انتصار الجمهورية فى حصار صنعاء السبعيني الذي رفع فيه أبناء الحالمة شعار ..الجمهورية أوالموت وإلى جانبهم كل ابناء هذا الوطن الشرفاء ..

كما أنه بفضل نضالاتهم وسعيهم الدؤوب ..تمكنت اليمن من تحقيق الوحدة السلمية عام 90 م .

إلا أنه وبرغم كل التضحيات التي قدمتها المحافظة وأجيالها كان المقابل لكل ذلك البذل النكران والنسيان لجميل ومعروف محافظة تعز وإبناءها لليمن فكان نصيبهم من دولة اليمن الحديث وخصوصاً بعد حرب صيف 94م الإقصاء والتهميش والانتقاص من حقوقهم واهمال مدينتهم ..وضرب راس مال ابناء المحافظة واقتصادهم الذي يعد الرافد الحقيقي للاقتصاد الوطني .

وصارت تعز الثقافة والعراقه خارج اسوار الحداثة تبتعد رويداً رويداً ..عن التنمية تفتقر لأبسط مقاومات الحياة الكريمة تلهث جاهدةٍ فى البحث عن قطرة ماء .. وإبناءها غرباء مشردين فى وطنهم الذي سقوا طرقه ودروبه بدماءهم وسطروا ثواراته بالحن الروح فداءً لليمن بنوا تقدمه بسواعدهم وبعقولهم نشروا العلم شعار للنور عم أرجاء الوطن .

وكانت تعز ولا تزال بمثابة القلب الحي والشريان النابض للوطن الذي يضخ العقول المستنيرة بالعلم والقلوب التي تتسع لكل شيء جميل ما عدا الحقد الاسود والظلم الأعمي والعصبية الهوجاء والمناطقية المتخلفة ..

وقد أسهم ابناء تعز إلى جانب كل ابناء هذا البلد فى عملية التنمية .ولمس كثيرون من ابناء الشعب اليمني ما حققتها اليمن فى مجالات البناء التنموي فى فترة من فترات البلد الزاهية والخطوات المتقدمة التي تم تحقيقها ..على طريق إنشاء مشروع بناء الدولة الحديثة وكذلك المكانة والحضور الدولي الذي حققته اليمن عندما كان إبناء الحالمة فى إماكنهم الطبيعية فى صدارة المشاريع التنموية ورسم استراتيجيات وسياسة الدولة وقيادتهم لها بما يحملون من علم ومفاهيم وقيم سامية ورؤى تقدمية طموحه .

وعلى عكس ذلك ما نلاحظه اليوم ..من تراجع مخيف للتنمية ووضع ومكانة اليمن الدولية والذي قد تكون من أحد إسبابها الرئيسية ..ما تعرضت له تعز من تهميش وأقصاء ممنهج ومقصود .وأنكفاء ابناءها وتراجعهم وترك الخطاب لمجموعة من الضعاف المتخاذلين .استغلواا انتماءهم إليها .وأدعوا تمثيلها مستغلين تراجع الوطنيين من ابناءها واستكانتهم . فمضوا بالمحافظة نحو أزمنة الارتهان .

وهل تدرك تعز انها بصمتها ..تزيد من معاناتها وتطيل ليل مأسي الوطن .

وهل يعي التعزيون ..أنه حان الوقت وصار عليهم أرتداء (ثوب العز التعزي) ..

وأن البلاد من اقصاها إلى اقصاها تنتظر تعز لتخرج عن صمتها معلنةٍ عن موقفها المنحاز ..للوطن بكل وضوح .

فالجميع يعلم أنه ليس من صالح الوطن ككل أن تبقى تعز على ما هو عليه حالها اليوم لان مصلحة اليمن تقتضي تعز قوية قادرة على خلق توازون يعمل على وقف العبث الذي يعاني منه البلد عموماً وتعز خصوصاً ..

ومن أجل منع هرولة البلاد نحو قعر الهاوية التي لا يمكن منع حدوثها إلا بتعز قوية واحدة موحدة قائده حامية تصون اليمن وتحمي وحدته .

فهل تعي الحالمة وإبناءها حاجة الوطن إلي تعز قوية قادرة ؟ .