عن وفاء الرئيس ونزاهة الوزير!
بقلم/ طارق مصطفى سلام
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
الخميس 20 يونيو-حزيران 2013 05:13 م

وجدت نفسي ليلة الاثنين الموافق 17يونيو2013م ,مشدود إلى شاشة التلفاز أتابع بحرص واهتمام شديد كلمة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في افتتاح اللقاء الموسع لقادة القوات المسلحة والذي أنعقد تحت شعار(من أجل استكمال هيكلة القوات المسلحة وإعادة بناءها وتنظيمها وخلق البنية الأمنية المواتية لنجاح مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته) , والتي كانت تبث في نشرة التاسعة مساء من قناة اليمن .

ومع استرسال الرجل في الحديث وبحضور قوي في طرح القضايا الهامة القائمة اليوم في الوطن يزداد اهتمامي أكثر, فقد أحسست بحجم معاناة القائد الإنسان وصدق تلك الكلمات وفهمت ما ورائها من معاني وإشارات ,فوجدت نفسي في تلك اللحظات متوحدا في المواقف والرؤى مع هذا الرجل ,تماما كما توحد هو مع قضايا الوطن الكبرى وتفاعل مع هموم اليمن .

وأنا في غمرة هذا الاندماج لاحظت فجاءة أنني لست الوحيد في هذا المقام الذي تمتلكه تلك الحالة من الإعجاب ,فقد كان ابنائي (اكرم واشرف وهما لم يتجاوزا العشرين ربيعا بعد ,كما أنهما ايضا من شباب الثورة الغيورين والمتابعين لمسار الأحداث)أكثر مني حماسا لحديث الرئيس الشفاف والحريص , وعقب انتهاء خطاب الرئيس سارع ابني أكرم بتوجيه السؤال الحائر والمباشر :هل الرئيس بحديثه هذا عن الفساد يقصد اتهام صديقك الوزير صخر الوجيه ؟ ,فوجئت أنا بهذا السؤال المباغت ورديت عليه متعجبا ومستنكرا : لماذا تقول لي هذا الكلام ؟ فقال أنه قراء عن ذلك الاتهام(عصرا) في أحد المواقع الكترونية, فلما عرفت منه أسم الموقع الذي نشر فيه ذلك الخبر المريب ,قلت له : لا تصدق شيئا مما ينشر في هذا الموقع(الأجير) فرفيقي الثائر الوجيه موقفه ثابت كالصخر (تحكمه مبادى رفيعة وقيم نبيلة هو مخلص لها ومتمسك بها ,ولا يعود عنها أبدا ولـن يتزحـزح عنهـا قيـد أنملـة مهمـا كان الثمن),والرئيس هادي يعلم بهذا جيدا ,والأرجح أن الرئيس هادي بحديثه ذاك يستشهد بقول صخر وموقفه في هذا الجانب ويدعمه .

وعودا على بدء, فقد كان سر ذلك التفاعل والحماس الذي ظهر علينا جميعا ونحن نتابع ذلك الخطاب للرئيس هادي لا يكمن فقط في قوة الخطاب وروحه الوطنية المتدفقة ومواقفه الوفية والمخلصة للقضايا الوطنية الكبرى والمستجيبة لأماني الشعب, بل أيضا في معرفتنا بالسيرة الحسنة لهذا الرجل وسجاياه الحميدة وقناعتنا بصدق مواقفه ومشاعره الوطنية وقيمه النبيلة ,والأهم أننا نعرف حقا مدى حرصه على إنجاز عهودهِ والوفاء بمواثيقهِ ,فهو إذا قال فعل واذا وعد أنجز ,نعم هو الرجل الوفي والسوي منذُ البدء , بدء التجربة والنشأة , فهو كنشء لا يوجد مطلقا ما يشوب السيرة ,وكتجربة فقد خاض في درب صعب وشائك تحكمه تلك البيئة الفقيرة والقاسية التي تمخضت عن بناء صلب ومتين وصنعت الخبرة المتراكمة المجسدة بهادي الرجل القائد والإنسان ولا شيء غير ذلك ,نعم هادي رجل بسيط إلا أنهُ يستند بقوة للأخلاق الفاضلة والقيم الجميلة ولا شيء أكثر من ذلكَ أو أقل منهُ.

نعم هو باختصار أخونا هادي ذلك الرجل السوي المعروف بديدنه الطيب ومعدنه الاصيل فهو إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ وَفَّى , فهل لأحد أخر منا أن ينبئنا بغير ذلك؟ ,أذا هنا يكمن سر حماسنا للرجل وحقيقة أعجابنا بنهجه ومواقفه ,والأهم من هذا وذاك هو تفاؤلنا الواثق بوفائه لعهوده المعلنة وانجازه للمهام الجسام الملقية على عاتقه .

وبعد ما سبق من الديباجة والتوضيح الذي كان لا بد منه ومنها, فقد أظهر الرجل في خطابه ذاك حرصا جليا على إشاعة الوعي الجمعي والمجتمعي وتماسك اللحمة والوحدة الوطنية من خلال إنجاح التسوية السياسية على اساس مواد المبادرة الخليجية وبنود البرنامج التنفيذي لآليتها المزمنة .

نعم كان خطاب أكثر من رائع ومفيد وبكل المعايير والمقاييس ,بل كان حديث يرتفع إلى مستوى التحديات الكبيرة التي يواجها الوطن .. إلا أننا نوجز أهم ما جاء فيه بالنقاط التالية : -

1-التصالح والتسامح وإغلاق صفحة الماضي وطيها نهائيا . 2- ضمان وحدة الجيش وعدم اقتتاله مجددا. 3- الحفاظ على اللحمة والوحدة الوطنية وتعزيزها. 4 - محاربة الفساد بتوجه منهجي وبرنامج عمل مؤسسي وارادة وطنية صلبة وراسخة.

أما عن التفاصيل المفيدة فهي كثيرة وعديدة ,لامس فيها جوهر القضايا الصعبة والمعقدة التي تمس حياة الناس ومعاناتهم الراهنة والتي تلبي المطالب العادلة والعاجلة, بل أنني لاحظت كيف أنه عندما يصل إلى جوهر القضايا الصعبة ويخوض فيها صادقا تجده ينفعل إحساسا بها وتفاعلا معها ويتوهج صوته وتتغير نبرته ويتحول إلى لكنته المحلية في لهجة شعبية محببة دون شعور أو تعمد منه .

ولنخوض في التفاصيل المهمة لحديث الأخ الرئيس :-

الرئيس : أغلقوا صفحة الماضي وابنوا الجيش على أساس أن المؤسسة العسكرية من الشعب وإلى الشعب ,وبدء صفحة جديدة لليمن الجديد بعد مرحلة من الانقسامات بين الأخ وأخيه وفي اللواء والسلاح وبين القوات المسلحة التي كانت منقسمة على نفسها واستطعنا بعون الله إيقاف هذا الجانب قبل أن يتطور وينتقل إلى باقي وحدات القوات المسلحة .. مضيفا : القوات المسلحة أساس وعنوان الوحدة الوطنية في أي بلد متى ما وجدت الوحدة الوطنية في القوات المسلحة ستوجد في باقي مؤسسات الدولة ,مشدداً على القادة بضرورة رعاية مرؤوسيهم بكل أمانة وإخلاص.

الرئيس : الكليات العسكرية والامنية كلها ستبدأ في استقبال الطلبة المتقدمين اليها وفقاً للهيكل الجديد وبالشروط المحددة من اجل ان تعطى كل محافظة نسبتها وفقاً لعدد سكانها .

الرئيس : محاربة الفساد بجدية وارادة وطنية صلبة وراسخة . (إذا كان الفساد المالي والإداري القائم سيستمر لا يمكن أبداً أن ينبني اليمن الجديد إذ يجب العمل بدقة لاستئصال الفساد).

الرئيس : (على الحكومة العمل لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وجهاز الدولة وبما يتوافق مع الاستعداد لمخرجات الحوار الوطني الشامل.)

الرئيس : إن القوات المسلحة لن تتواجه بعد اليوم بالسلاح في الشوارع بعد أن تم إعادة هيكلتها وتوحيد صفوفها وبعد أن أخرجنا المتاريس من العاصمة وإلى الأبد، وقسمنا مسرح العمليات إلى سبع مناطق عسكرية إلى جانب قوات الاحتياط .

وأجمل ما قاله الأخ الرئيس في خطابه الخير والأثير الذي فاجئنا جميعا ,وأثبت فيه أنه الأب الحنون والراعي الأمين والقائد المسؤول والرجل الإنسان الذي يترفع عن الصغائر ويسموا بمواقفه الوطنية الراسخة عاليا بحجم القضايا العظيمة التي يتصدى لها وتجعله يفكر في كبائر الأمور وفي مسؤوليته الكبيرة عن الوطن ومواطنيه, (فكبائر الأمور هي التي تعيق تقدمنا وتمكن الطواغيت من رقابنا ,وهي التي تجعل محصلة قوانا ضعيفة وواهنة) ,كان ذلك حينما انتفضت القاعة عن بكرة ابيها بالتصفيق والإشادة امتنانا وعرفانا للأخ الرئيس لإيثاره رفاقه الآخرين وتسامحه وتساميه معهم ,في ذكره لأسم السفير العميد احمد علي عبدالله صالح وتكريمه بالشكر والتقدير وإعطائه حقه من الثناء والعرفان لعملا أتقنه وواجب أنجزه , حيث قال الرئيس : معبراً عن الشكر والامتنان وموجه التحية لكل من أسهم في تنفيذ قرارات الهيكلة وفي مقدمتهم اللواء الركن علي محسن صالح والعميد الركن أحمد علي عبدالله صالح اللذين غلبوا إرادة الشعب والمصلحة الوطنية العليا على مصلحة مناصبهم العسكرية .

الرئيس : أن الكليات العسكرية والأمنية كلها ستبدأ في استقبال الطلبة المتقدمين اليها وفقاً للهيكل الجديد وبالشروط المحددة من أجل ان تعطى كل محافظة نسبتها وفقاً لعدد سكانها , حيث ستنزل لجان إلى المحافظات وستفحص الطلبة الذين تنطبق عليهم الشروط كما سيبقى عدد احتياطي في كل محافظة سيتم استبدالهم بدلاً عن الطالب الذي سيمرض أو يفشل من نفس المحافظة .

كما أستطرد الأخ الرئيس بالقول : إن هذا الاسلوب هو احدث الأساليب من اجل تجسيد الوحدة الوطنية وإعطاء كل ذي حق حقه ,منوها إلى أن الجيش يعاني من تضخم كبير في الترقيات وغدا الهرم معكوس وكذلك في الجهاز المدني لدينا تضخم في القيادات الإدارية وهذا ما يتطلب إعادة الهيكلة ليس للقوات المسلحة والأمن فحسب بل لجهاز الدولة المدني أيضاً .

وقال: نحن بحمد الله نجحنا اليوم وبدأنا مرحلة جديدة في القوات المسلحة حيث سحبنا القوات المسلحة حتى لا تذهب إلى حرب أهلية وارتأينا أن تكون القوات المسلحة ثلاث صنوف فقط هي البرية والبحرية والجوية والذي ندشن اليوم الزي العسكري الموحد للقوات البرية, والأسماء والتسميات السابقة نغلق صفحتها ونبدأ صفحة جديدة ومطلوب من القيادات عكس ما هو فوق في واقع الوحدات الدنيا .

الرئيس : إذا كان الفساد المالي والإداري القائم سيستمر لا يمكن أبداً أن ينبني اليمن الجديد إذ يجب العمل بدقة لاستئصال الفساد ,منوهاً إلى أن المانحين أعطوا اليمن ما يقارب ثمانية مليار دولار وتأخر موضوع تشكيل الهيئات وهذا التأخير عكس نفسه على كل المشاريع التي كان يفترض أن يتم البدء فيها من بداية العام 2013م , وشدد الأخ الرئيس على الحكومة العمل لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وجهاز الدولة وبما يتوافق مع الاستعداد لمخرجات الحوار الوطني الشامل.

الرئيس : يجب صيانة ممتلكات القوات المسلحة والحفاظ عليها , ويجب على كل قائد في وحدته أن يرعى هذه الوحدة وممتلكاتها بصورة نظامية وقانونية وفقا لما هو متعارف عليه عسكريا حتى لا يعتبرها ملكا له .

الرئيس : أمامنا أعمال كبيرة وهناك متغيرات في القوات المسلحة ونحن مستمرون في تنفيذ المبادرة الخليجية وقطعنا شوطاً مهما في القوات المسلحة وأنجزنا الهيكلة في الرأس القيادي وسنستمر في انجاز عملية الهيكلة كما هو مخطط ومرسوم .

الرئيس : لابد من استقدام خبراء لإعادة هيكلة الاقتصاد حتى نستطيع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ,معبرا عن ارتياحه لما تم التوصل إليه على طريق بناء وتنظيم القوات المسلحة خلال أقل من عام .

الرئيس : على جميع اعضاء الحكومة بكامل حقائبها ان يدركوا ان العمل هو من اجل اخراج اليمن من محنته وازمته وذلك لن يتأتى الا بالعمل من اجل مصلحة الوطن العليا وليس من اجل حزب او جماعة او فئة .

الرئيس :أن اليمن قد أحرز نجاحات باهرة في ضوء ترجمه المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ,معبرا في هذا الصدد عن تقديره البالغ لكل الذين بذلوا جهودا وكانوا حريصين على مصلحة اليمن وامنه واستقراراه ووحدته على المستوى الدولي والإقليمي .

الرئيس : ندشن في هذه اللحظات الزي الجديد للقوات المسلحة .

الرئيس : يعقد اجتماع مصغر برئاسته ضم الأخوين وزير المالية ووزير الكهرباء وكانت مخرجات الاجتماع توفير مائة وأربعة ميجا وآت خلال شهر من تاريخه لمحافظة عدن .

عن فتوى المحطوري ألاثمة في قتل الرئيس :

*أثارت فتوى الجهاد ضد سلطات الدولة الشرعية التي اصدرها د .المرتضى ابن زيد المحطوري القيادي في جماعة الحوثي استياءً شعبيا واسعا ،حيث هي فتوى تثير الفتنة وتدعوا لسفك الدماء ,إلا أن الأهم في ما جاء بهذه الفتوى وحديث المحطوري الذي جاء متشنجا ورمى بالتهم جزافا هو تحريضه العلني على هدر دم الرئيس هادي واباحته للمتطرفين !؟ في سلوك همجي وقبيح هو انقلاب مفضوح ومدان على الشرعية الدستورية والشعبية واتفاق التسوية السياسية القائم ,وهو ما تجاهله الإعلام الحكومي والحزبي والأهلي وكذا منظمات المجتمع المدني المعنية بالحقوق والحريات ,حيث قال المحطوري بالحرف الواحد في خطابه (يوم الخميس 13/6/2013م في موكب تشييع الشهداء الذين شاركوا في مسيرة انصار الله إلى جهاز الامن القومي) في ساحة التغيير (لن يكفينا رأس الرئيس هادي في دم الشهداء !؟) و يا لهُ من منحى تأمري مغامر وخطير .

*أخي الرئيس : نحن معكم طالما كنتم أنتم مع الشعب وراعيين لمصالحه وخداما لهُ لا رؤساء وطغاة عليه وسوف نسندكم ونثني عليكم أن أحسنتم القيادة والعمل , وسوف ننقدكم ونقومكم أن قصرتم أو أسئتم .

*خاتمة : أمَّا بعد, فأنني لا أجد ما أقولهُ لكم ختاماً (أخي الرئيس هادي) خيرا مما قاله الخليفة أبوبكر الصديق للأنصار والمهاجرين في اجتماعهم المشهور في سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة للمسلمين .. مع شيء من التحوير : *( أيُّها الأخ الرئيس ، فأعلم أنكَ قَدْ وُليت علينا ولست بِأخيرنا، فإنْ أحسنت أعناك ، وإنْ أسات قومناك ، الصِّدقُ أمانةٌ ، والكذبُ خيانةٌ ، ولابد أن يكون الضَّعيف فينا قويّ عندك حتى تريح عليه حقَّه إنْ شاء الُله ، والقويّ فينا ضعيفٌ عندك حتَّى تأخذ الحق منه إن شاء الله , لا يدع أحدٌ منا الجهاد في سبيل الله ،فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذُّلِّ ،ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمَّهم الله بالبلاء , نطيعك ما أطعت اللهَ ورسوله ،فإنْ عصيت الله ورسوله فلا طاعة لك منا ,والسلام ختام) .