آخر الاخبار

هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية

صنعاء مقبرة الحوثيين
بقلم/ عبدالرحمن الراشد
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أيام
الثلاثاء 30 سبتمبر-أيلول 2014 08:21 ص

في عام 1948 طوقت القبائل العاصمة اليمنية مهددة باستباحتها، بعد جولات من الحروب بين الثوار والإمامة. وقد سارع عبد الله الوزير قائد ثورة الدستور اليمنية، بالسفر إلى جدة يطلب عون الملك عبد العزيز. الملك لام الوزير بأن الدم يورث الدم، وأنه، مع «الإخوان المسلمين»، غدروا بالإمام يحيى وقتلوه، وكيف للوزير أن ينصب نفسه إماما. الملك رفض دعم الثوار رغم أنه لم يكن على وفاق مع الإمام. وسقطت صنعاء في يد الإمام أحمد، لتبدأ جولة جديدة من الحروب اليمنية - اليمنية.

صنعاء شهدت وعانت كثيرا من المؤامرات والخيانات في العقود السبعة الماضية؛ اغتيل الإمام أحمد عام 1961، ليحاصر ابنه، البدر، العاصمة بعد استيلاء الثوار عليها، فيغررون بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي أرسل 70 ألف جندي في حرب دامت نحو 8 سنوات وفقد فيها نصف جيشه. وفي غفلة منه، ضربته إسرائيل في 1967 من الخلف وهو يقاتل القبائل اليمنية. وقد سبقهم البريطانيون والعثمانيون، وجميعهم فشلوا في تثبيت حكمهم في اليمن. هذه سيرة موجزة لتاريخ الدم والحكم في صنعاء، التي حيرت أحداثها الأخيرة الكثيرين. الحوثيون، فرع قبلي يمني ارتبط بالإيرانيين خلال التسعينات، بتشجيع من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي ظن أنه قادر على لعب الثلاث ورقات، فدعم الإصلاح الإخوانيين، والقبائل الموالية، والحوثيين، وفي نهاية اللعبة خسر الحكم.

وإيران التي خسرت في كل مكان هذه الأيام، تفاخر بانتصار حلفائها الحوثيين، ومنظروها على الفضائيات يعتبرونه أهم نصر لهم في الحرب الإقليمية الكبرى الجارية حاليا بين الأقطاب. لكن عند التمعن في سقوط صنعاء تحت سنابك خيل «أنصار الله» الحوثية، سنجد أنه لن يغير كثيرا في اللعبة الإقليمية، إنما، وبكل أسف، سيزيد من معاناة الإنسان اليمني الذي شبع من سوء الحكم لعقود.

متطرفو إيران، أي الحوثيين، لن يستطيعوا إدارة الدولة اليمنية حتى لو هرب الرئيس نفسه من قصره واحتلوه، فهي مصنفة دوليا منذ 3 سنوات بالدولة الفاشلة، أي غير صالحة للحكم. نفقات الحكومة السنوية 8 مليارات دولار، من أين للحوثيين الأموال ليدفعوها لموظفي الدولة، وللكهرباء، وللماء، والمستشفيات، حيث لا توجد مداخيل.

حتى منشآت النفط، التي احتلها الحوثيون قبل أيام، لن تمنحهم أموالها ما يكفي لدفع مرتبات الجيش والشرطة. وإذا كانت إيران تريد أن ترسل قواتها، كما تفعل اليوم في العراق وسوريا، عليها أن تتذكر أن اليمن مقبرة كل الغزاة على مر ألف عام. بلاد وعرة، لا يقدر عليها إلا أهلها، جبل النبي شعيب ارتفاعه 3670 مترا، أعلى من أي قمة في المنطقة. والمناطق الفاصلة مع السعودية هي سلسلة جبال شاهقة، ووديان سحيقة، يستحيل على الجيوش عبورها، إلا إذا كانت تستخدم طائرات النقل العملاقة « C130 ».

لن يحكم الحوثيون اليمن إلا برضا الشعب اليمني، الغاضب منهم ومن نهبهم للعاصمة واعتدائهم على شيوخ قبائلهم. ولن يحكموا اليمنيين بمنهجهم السياسي المنحرف وادعائهم الخلافة، وصرخاتهم الإيرانية المستوردة، لأنها لا علاقة لها باليمن وتطلعات اليمنيين.