خامنئي يتوعد بـسحق قواعد أميركا في سوريا بعد ان ظلت تلك القواعد تتمتع بكافة الامتيازات والحركة طوال 12 عاما من سيطرة إيران على سوريا عاجل مقتل وجرح 25 مسلحا حوثيا في حادث سير غرب اليمن أوكرانيا توجه ضربة قاتلة للاقتصاد الروسي وتمنع تدفق غاز روسيا إلى أوروبا النمسا توجه صفعة للغاز الروسي وأوكرانيا تسقط جيشا من المسيرات الروسية استطلاع عالمي يمنح زعيم عربي لقب الأكثر فساداً لعام 2024 تعديلات على المناهج الدراسية في سوريا لجميع المراحل التعليمية .. تغيير جذري حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة عاجل وزارة الداخلية السعودية تعلن إعدام 6 أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية الأمم المتحدة تعلن عودة مطار صنعاء الدولي لإستئناف رحلات الإغاثة الجوية تدشن برنامج الحملة الوطنية التعبوية لمنتسبي شرطة محافظة مأرب
فقر وانفجار سكاني، حكومة مركزية ضعيفة، سيطرة للقبائل المسلحة في مناخ من التشدد الديني تترافق مع حرب تخوضها الحكومة ضد تمرد مسلح امتدت شراراتها لحدودها الشمالية مع جارتها المملكة العربية السعودية، وحركة انفصال في الجنوب لا زالت جمرتها مشتعلة، كل ذلك يشكل بيئة مثالية لتنظيم "القاعدة" وغيره من حركات التشدد الديني لترسي قواعدها وتؤسس مدرستها لتصدير الإرهاب العابر للقارات بخلاياه الناشطة والنائمة، مشاكل ليست فقط معقدة بل وخطيرة ستمتد انعكاساتها على الجوار الإقليمي والدولي، فاليمن أصبح قاعدة الإطلاق الجديدة بعد أفغانستان والعراق لانطلاق إرهاب "القاعدة" لمهاجمة الغرب وحلفائه في المنطقة.
لقد أصبح اليمن في بؤرة الاهتمام الدولي والإقليمي، فعشية عيد الميلاد حاول شاب نيجيري تفجير طائرة كانت متجهة إلى ديترويت، واعترف بأنه تلقى تدريبه على يد تنظيم "القاعدة" في اليمن، كما أن تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" أعلن مسؤوليته عنه، وبادرت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى عقد مؤتمر دولي يهدف لحشد الدعم الدولي لمساعدة اليمن. وقد أسفر اجتماع المانحين في لندن عن تخصيص نحو خمسة مليارات دولار لتنمية اليمن وتطوير قدراته، كما وقعت الولايات المتحدة معه على اتفاقية مدتها ثلاث سنوات ترتكز على حل قضايا الأمن والتنمية فيه، وبادرت إلى رفع سقف مساعداتها له من 67 مليون دولار إلى 106 ملايين دولار.
صحيح أن الإرهاب واحد من أهم مشاكل اليمن، لكنه بالتأكيد ليس أهمها، فاليوم يعاني اليمن جملة مشاكل كبرى تتساوى في وزنها، أولاها مشكلة الحرب مع الحوثيين الدائرة في صعدة منذ عام 2004، التي كانت حرباً هادئة إلا أن نيرانها سرعان ما اشتعلت في اشتباكات ومعارك امتدت للجارة الكبرى. والمتمردون الحوثيون شيعة زيديون في وسط أغلبية سنية. واليوم ومع استفحال الاشتباكات وتفاقم الوضع الإنساني في شمال البلاد أصبح طرفا الصراع يحمل كل منهما الآخر مسؤولية اندلاع الحرب السادسة والدائرة اليوم. وبالنسبة للمراقبين تبدو توجهات الحكومة اليمنية غير واضحة تجاه الحوثيين، والعكس صحيح، فيخلصون لنتيجة أن التوصل إلى سلام قريب ودائم أمر غير وارد، إلا أن الخطورة التي ينطوي عليها النزاع في صعدة هي في البعد المذهبي في تمرد الحوثيين في محيط إقليمي يتجاذبه الصراع المذهبي والفتن الطائفية التي تلقى تشجيعاً ودعماً من أطراف إقليمية تلعب على الاختلاف وتغذي الحرائق في المنطقة بوقود المذهبية.
وتأتي محاولات الانفصال والحراك السياسي في الجنوب كمشكلة رئيسية تواجهها الحكومة، فمنذ الوحدة بين الشمال والجنوب في عام 1990 وبصورة خاصة منذ الحرب الأهلية التي وقعت في عام 1994، عملت حكومة صنعاء على تهميش الجنوب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فيما تركزت السلطة السياسية في أيدي قبائل الشمال. كل ذلك أدى إلى تزايد عمق الخلافات بين شطري اليمن السابقين وانعكس في حركة سياسية جنوبية تطالب بالانفصال.
أخيراً وليس آخراً يعاني اليمن من أزمة اقتصادية خانقة تتجسد في فقر وندرة الموارد إذ يتجاوز النمو السكاني في اليمن النمو الاقتصادي، كما تتفاقم مشكلة شح المياه باستمرار مهددة القطاع الزراعي، إضافة إلى أن قطاع السياحة تعرض لضربات متتالية نتيجة لاستهداف السياح مما يعني في المحصلة اقتصاد أزمة.
إرهاب "القاعدة" لا يشكل مشكلة رئيسية للحكومة اليمنية على الأقل في الوقت الراهن، لكن إرهاب "القاعدة" شكل فرصة لتدفق المساعدات الدولية على اليمن، وفي المقابل فإن معالجة المشاكل السياسية للحكومة اليمنية لا تعني للمجتمع الدولي إلا تمكن الحكومة اليمنية من إرساء المصالحة الداخلية وقبول صنعاء بتقاسم السلطة سواء مع الجنوب أو مع الشمال وتلك المعضلة اليمنية.
* نقلاً عن "الاتحاد" الإماراتية