مازال تجمع الإصلاح اليمني يتعرض لهجوم إعلامي متعدد الوسائل وشرس الأساليب , يقوده تحالف الحوثي وصالح , يتبعهم سرا وعلنا أفراد من مكونات تمكن جناح " صالح " وداعموه من اختراقها . ولهذا العمل تفرغت خلايا فيروسية تتابع ما ينشر عن الإصلاح , فتقوم بتوظيف الخبر أو الصورة نحو ما يشوه هدفه ورجاله . بينما لا تتعامل بهذا التوجه مع حدث أخر لغيره . ونتج عن تناقض تقييمهم عدمُ فهمٍ لحقيقة أهدافهم . ولذا وضعت تساؤلي عن دلالة الفعل والحال لا عن المواقف والرجال ! وطرحت سؤالي حول الغايات لا الشخصيات . فليقصر صائدُ الوعل بمقلاع عني .
ـ إنها مذمومة وتستهين بجرح الوطن ودم الشهداء !. كان هذا تقييمهم لصورة قيادي إصلاحي جنوبي وهو يمرح راكبا دراجة شاطئ . بينما قرروا أن صورة قيادي جنوبي غير إصلاحي وهو يلهو مدفونا برمال الشاطئ محمودة . وتدل على استراحة مستحقة . والحدثان ليسا بمحظورين شرعا ولا بعيب عرفا , والشخصيتان لهما اعتبار ومكانة .
ولكن فهموني لماذا ذموا فعل الأول وأعذروا الفعل الثاني , ولما لم يساووا بينهما توظيفا ودلالة ؟ .
ـ هذا عار وإذلال . هكذا وظفوا ذهاب الإصلاح إلى معقل الحوثي ليفاوضه سياسيا بما يجنب البلاد الحرب وسفك الدماء . بينما لقاء الحراك في شبوة مع الحوثي وتوافقهم على تسلم قيادتها منه سلميا تجنبا للدمار والقتل , يعتبر بطولة .
فهموني ! كيف لا يتساوى الحدثان في التمجيد , أو يتساويان في المهانة ؟. وهما قد تساويا في الهدف والغاية .
ـ كيف يكون اقتحام الحوثة لمنزل شيخ شمالي مذلة . بينما هدم منزل شيخ جنوبي مكرمة ؟. والحدثان متساويان في غاية عدوهم نحوهم , وفي تفوقه عسكريا عليهم , ولا فرق بين النجاة بوجه السيد حضوريا أو بدون وجهه غيابيا .
فقط فهموني !. لماذا جعلوا احدهما مجدا والأخر مهانة ؟. ولما لم يتساوى الحدثان في التقييم والنتيجة ؟ .
ـ بعمل دقيق حولوا تضحيات أبناء الإصلاح في الدفاع عن الوطن إلى خذلان . بينما سكت بوقهم الإعلامي أمام موقف السلطة بمحافظة شبوة , وهي تغض الطرف عن مرور قاطرات الإمداد والتموين والتهريب لصالح قوات العدو بمديرية بيحان عبر العاصمة "عتق" , والتي تمسك زمام حكمها سياسيا وعسكريا وأمنيا قيادة حراكية دون منافس ولا شريك .
فهموني !. بأي مقياس ! من يدفع ثمن مواقفه غاليا من رجاله وبنيانه , جعلوه متهاونا ؟. والمداهن مع المحتل وطنيا .
ـ هذا مؤكد وصحيح . هكذا سريعا تفاعلوا إعلاميا وبدون دليل ولا تحقيق , مع تصريح مسئول تطوعي بأن الإصلاح يسرق الإغاثة المقدمة من دولته . وحين قامت جهات من المقاومة بمصادرة إيرادات حكومية وجعلها ثمنا مستحقا مقابل دورهم في حماية الوطن والشعب !. عندها خرست ألسنتهم عن بيان الحق وجفت أقلامهم عن نشر الحقيقة .
ـ فهموني !. لصالح من ؟. بشك ظني حكموا على المتهم بالخيانة . ومرتكب الجرم اليقيني جعلوه صاحب حق مشروع .
ـ والآن خذوا مني الفهم . الإصلاح ليس هو المحتل , ولا بالذي لشعبه قتل , ولا برفاقه غدر , ولا بخصومه فجر . الإصلاح لا ينفذ الاغتيالات والتفجيرات ولا يذبح أسراه , ولا يقطع طرق المسافرين ولا يمنع الخدمات عن المواطنين . الإصلاح لم يضع يده في جيب المحتلين ولم يشاركهم أعمالهم الإدارية ولم يمدهم بدعم ولا بمعلومات سرية . من فعل ذلك خفية وعلانية معروفون . ولهم أن يتقولوا ما يشاءون عنا , وأن يفعلوا ما يشاءون ضدنا . ولكن أن يقولوا إن ذلك دفاعا عن الوطن المنهوب وحفظا لحقوق الشعب المغلوب , فتلك كذبة لم تعد تنطلي على أحد . الوطن مازال منهوبا . والمواطن مازال مغلوبا . فقط !. فهمونا وصارحونا ! . حقوق من تحمون ؟ . وعن أي وطن تدافعون ؟ .