المبعوث الدولي يستكمل مشروع تمديد الحرب في اليمن
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 6 سنوات و 3 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 06 يوليو-تموز 2018 08:44 م

في أول تعليق له بعد لقائه مع السيء "عبدالملك الحوثي قال المبعوث الدولي "الثالث" إلى اليمن "مارتين غريفيت" إنه ممتن له وبشكل خاص, مثنيا على دعمه ومشيدا بالمناقشة التي جرت بينها ووصفها "بالمثمرة " مجاملة وإطراء لم يحظ بها أي مسئول في الشرعية مرورا بالرئيس هادي وانعطافا بكبار مسئولي الشرعية الذين التقوا به مرارا وأكدوا دعمهم لجهوده ومساعيه.

يبدو أن " مارتن " لم يكن يتوقع أن يخرج قائد المليشيات الحوثية من أعماق الكهف ليلتقي به في أحد الأماكن السرية في العاصمة صنعاء , ويسمعه أحضانا من عبارات "التقيه" والنفاق السلالي , متجاهلا عشرات الخطاب التلفزيونية التي كان يشتم فيها كل مساعي الأمم المتحدة , ويصف مارتن بأنه عميل وأحد أدوات "الصهيو أمريكة" حسب وصفه.

السيد مارتين لا يعلم أن قادة هذه العصابات الحوثية قد تمرنوا كثيرا ونالوا تدريبات خاصة في التعامل مع الوفود الدولية , مما مكنهم من إجادته اللغة المطاطية , والوعود المفتوحة , والتأكيدات المستمرة , على الرغبة في خيارات السلام , والقبول بالآخر , والدخول في مفاوضات سياسية .

على السيد مارتين أن يصحو من "سكرته" التي يظن أنه سيحقق ما عجز عنه جمال بن عمر أو ولد الشيخ , إن كان لهم مهمات شريفه وصادقة في إغلاق ملف الحرب في اليمن , مالم فالتصريح المقتضب الذي أدلى به بُعيد أول لقاء له مع سيئ اليمن والجزيرة العربية "عبد الملك الحوثي" الذي حمل إطراء وأشاده وامتنانا خاصا منه يؤكد أنه يقوم بإتمام الجزء الثالث من خطة اطالة أمد الحرب في اليمن بعد نجاح مشروع الانقلاب, وإبقاء اليمن "بقرة حلوب" تصب مكاسبها في جيوب الهوامير الكبار ممن يتحكمون في تجارة السلاح الدولية, وسدنة التهريب والممنوعات , عبر مناطق النزاع التي يقومون بإشعالها وتأجيج صراعها من الأبواب الخلفية , ثم يأتون إلينا كملائكة الرحمة , يقدمون أنفسهم كمنقذين ووسطاء.

ثمة تقارير دولية غربية تؤكد أن بقاء الصراع في اليمن والمنطقة بشكل عام يمثل فرصة إثراء فاحشة لبعض الشركات الغربية وحكومات دولها, عن طريق تجارة السلاح أو "حلب الدول" حسب المصطلح الجديد الذي أطلقه ترامب عبر صفقات شراء الأسلحة وسباق التسلح.

هناك مراكز دراسات استراتيجية عريقة تصدر من أوروبا والولايات المتحدة الامريكية تؤكد أن غالبية الحروب التي في الشرق الأوسط والقارة الافريقية وآسيا , سواء كانت حروبا أهلية أو حروبا بين دول الجوار, هي حروب مشاريع استرزاق تقوم بتمويلها "غرف مغلقة " عليا تتحكم في اللعبة الدولية بشكل عام .

وعلى الجانب الاخر حتى اللحظة يمكن الإشادة وبقوة بمواقف الشرعية وفي مقدمتهم الرئيس هادي الذي أعلنها صراحة للمبعوث الأممي أنه لا يمكن الدخول في أي مفاوضات سياسية مع الحوثيين ما لم يسبقها إجراءات أمنية وعسكرية تتمثل في انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة ومينائها , إضافة إلى مواقف وزير الخارجية اليمني الأستاذ خالد اليماني, ومندوب اليمن في الأمم المتحدة " احمد بن مبارك" التي كانت كلها مواقف صريحة وحاسمة.

الحوثيون يسعون اليوم إلى كسب المزيد من الوقت لوقف الشرعية من التقدم إلى ميناء الحديدة , لأنهم خلال فترة " التهدئة" سيحولون الحديدة ومينائها إلى ساحة موت وجسد مفخخ , في كل شبر منها , وتلك أهم طرقهم القذرة في التعامل مع أي زحف أو أي انتصار للشرعية .

على الجميع ان يعي أن الحوثيين مسيرة موت لا يمكن أن تخضع لأي عملية سلام أو المضي في أي مباحثات سياسية صادقة.

على الجميع أن يعي أننا نتعامل مع عصابات متوحشة فقدت من قاموسها  كل قيم الحياة ,وكل معاني السلام , ولم يعد خيارهم الوحيد لأنفسهم أو لغيرهم الا خيار الموت .

لا يمكن أن يخضع الحوثيون لأي عملية سلام حتى لو تم تحرير الحديدة وتعز والبيضاء وإب ,وغيرها وستظل هذه المليشيات توغل في تصدير الموت لطابور المخدوعين والإماميين الجدد , تحت مسميات ولافتات متعدة , ولن تتوقف هذه الحركة المتوحشة والدموية عن منهجها الاجرامي حتى يتم استئصال رموزها ورؤوسها الكبار ممن يغذون خطاب الكراهية , ويقدسون لغة الموت .

على المجتمع الدولي ان يعي اننا نتعامل مع جماعة أشد خطورة من داعش والقاعدة والنازية وغيرها من جماعات الموت, وعليه أن يعي ان الخيار الأفضل للشعب اليمني وللحوثيين أنفسهم هو المضي في الخيار العسكري , ففي ذلك السبيل لإنقاذ ما يمكن أنفاذه من طابور المغفلين والحمقى وأنصار الامامة الجدد , وانقاذ اليمن بشكل عام .

 
مشاهدة المزيد