آخر الاخبار

شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟

تحالف الرئيس اليمني السابق مع الحوثيين لإسقاط العاصمة
بقلم/ بشير المصباحي
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 10 سبتمبر-أيلول 2014 10:31 ص

لم تكاد تستفيق صنعاء بعد فشل محاولة إسقاطها في معركة الكفرات التي تبعثرت أدواتها بفعل قرارات رئيس الجمهورية / عبدربه منصور هادي والتي كشفت أيضا عن مدى التحالف الذي وصل إليه الرئيس السابق مع جماعة الحوثيين لإسقاط الدوله والعملية السياسية في شهر مايو الماضي , لم تستعيد صنعاء أنفاسها بعد تلك العملية حتى أشتدت تحركات الحوثيين في عمران للسيطرة على البوابة الشمالية للعاصمة وكأنها الخطة البديلة المعدة سلفا في حال فشل الخطة الأولى في الإسقاط المباشر , وظهرت معها شخصيات جديدة أمثال أبو علي الحاكم الذي وصف بأنه بالقائد الميداني للجماعة شخص لم يسمع عنه أحد من قبل كنا نسمع عن الحمزي أو الرزامي أو المداني وفي الجانب السياسي والإعلامي محمد عبدالسلام وصالح هبره وأخيرا علي البخيتي , شخص مثل الحاكم تمت صناعته بسرعة البرق خصيصا لمعركة عمران وظهرت بعض التحليلات هنا وهناك مؤخراً نقلا عن بعض المصادر الغير معروفة أنه كان من اشد الناس قتالا في معارك الحوثي الأولى مع الدوله وأنه الوحيد الذي لم يفرج عنه من قبل أجهزة الإستخبارات بعد الحرب الأولى , هذه المعلومات ظهرت بمجرد إذاعة الصيت عن هذا الشخص المجهول قبل سيطرة ميليشيات الحوثي على محافظة عمران , ومؤخراً ظهرت صوره عند مداخل صنعاء وهو يشرف على حفر الخنادق حولها مع بداية تحركات الحوثيين لإسقاط العاصمه قبل إدانته من قبل مجلس الأمن الدولي.

و في الأيام الماضية تضاربت بعض الأنباء حول مصير الرجل الثاني في جماعة الحوثي أبو علي الحاكم بعد تعيينه نائبا للحوثي ,, سرت بعض التكهنات بأن اعلان الحوثي تعيين الحاكم نائبا له انما يحميه من الوقوع في أيدي خصومه الذين يتهموه بقتل أكثر من ثلاثمائة جندي في عمران على رأسهم قائد اللواء 310 فتم استدعاءه إلى صعده بعد صدور بيان مجلس الأمن الدولي بإدراج إسمه ضمن معرقلي التسوية السياسية في اليمن وإدانته بأعمال عنف.

لكن بعض المواقع من بينها تلك المحسوبة على الحوثيين نشرت أخبار لا يعلم أحد مدى صحتها تتحدث عن اعتقاله والبعض أشار إلى تصفيته وهو في طريقه إلى الجوف لإسناد مقاتلي الحوثي هناك بينما نسبت بعض المواقع لمصدر عسكري قوله أنه ومجموعة من القادة الميدانيين لجماعة الحوثي محاصرون من قبل القوات المسلحة , وأشار ذات المصدر الذي لم يتم تسميته إلى أن إشاعة خبر مقتل أبو علي يأتي للنيل من عزيمة الجيش وتثبيط معنوياته مثلما اعتادت جماعة الحوثي في حروبها السابقة نشر هذا النوع من الأخبار كجزء من حربها المعنوية ضد خصومها.

ومن هنا يُثار تساءل مهم عن الجهة التي ستستفيد من تصفية الرجل في هذا التوقيت إذا صح خبر مقتل الرجل أوحتى اعتقاله بالرغم من أن شئ لم يثبت حقيقة مؤكدة من هذا القبيل حتى الأن.

فاذا كان ولاء ابو علي الحاكم فعلا للحوثي فماذا ستستفيد جماعته في الوقت الراهن من إخفاء رجلها الذي أصبح فجأة أحد أبرز قياداتها الميدانيين , و لمع نجمه فجأة في حرب الحوثيين الأخيرة لإسقاط عمران حتى وان صدر قرار دولي بإدانته فمصيره في النهاية من مصير قائده الأول ,,,

فالحوثي يعلن الحرب جهارا على المحافظات التي يغزوها أنصاره ويزودهم بالعتاد والمال فماذا سيخسر من عواقب معرفة بعض التفاصيل التي تحدث بينه وبين احد قياداته الميدانية ليقوم بتصفية نائبه أو إخفاءه تحت هذه الذريعة.

أمر غير منطقي البتة ويحمل الكثير من التساؤلات وراء محاولة إخفاء ذلك الشخص عن الأنظارمع تعاقب الأحداث بسرعة بعد صدور بيان مجلس الأمن وصولا إلى هذه الأخبار الأقرب عقليا للإشاعة منها للواقع.

وكأن الهدف من وراءها منها حماية جهة أو شخصية سياسية أخرى دخلت في شراكة واسعة مع الحوثيين لإسقاط عمران ,,,

ومثل الحاكم حلقة الوصل الأبرز فيها وأصبحت تلك الجهة المستفيدة من سقوط عمران تخشى من معرفة الإسرار التي بجعبة الرجل بعد إدانته من قبل مجلس الأمن في حال وقوعه تحت طائلة التحقيق من قبل لجنة العقوبات الدولية

فتم الإسراع بإخفائه عن الأنظار بطريقة أو بأخرى واستغلت المعارك الدائرة بين الحوثيين والجيش في الجوف لإثارة تلك الشائعات بمبرر نزوله لقيادة المعركة هناك بينما لا يبدوا منطقيا أن تضحي الجماعة بشخص أخلص في عمله معها بالذات بعد أن أصبح مستهدفا دوليا.

وإنما قد يبدوا التحليل الأقرب للتصديق حدوث ذلك لحماية الجهة الحقيقية التي كان يتلقى منها التعليمات والأوامر وكذلك تفاصيل اللحظات الأخيرة للمعركة وكيف تمت عملية تصفية أبرز قيادات الجيش هناك وفي مقدمتها قائد اللواء 310العميد / حميد القشيبي.

لا يمكننا تصور الحوثي وهو ذلك المراهق المتباهي بقتله وتشريده للناس هو أو جماعته أن يكونوا أصحاب مصلحة في إخفاء ذلك الشخص من المشهد ,, بل من المفترض ان شخص يفكر بطريقة الحوثي سيكون أكثر الناس حرصا على حياة ابرز قياداته وتباهيا بانتصاراته التي حققها مثلما علق الناطق الرسمي للحوثيين في حسابه على الفيس بوك أنه يتمنى أن يكون هو الشخص التالي الذي يدرج إسمه دوليا كنوع من الفخر الذي يستغل جهل أصدقاءه ومناصري سيده وما يمثله ذلك من مكسب بحسب إعتقاده لجماعة تسعى من خلال العنف السيطرة على اليمن بأكمله.

وبالتالي فان كان ابو علي شخص محل ثقة لدى الحوثي ويعمل لحسابه منفردا فمن المستبعد جدا ان يكافئ شخص كهذا بهذه الطريقة ليضعف معنويات مقاتليه التي يحتاج إليها بقوة وهو ما زال في خضم غزواته ومعاركه باسم الحق الالهي المزعوم,,,,

إلا في حالة واحدة قد تبدوا معها مثل هذه الإشاعة خادمة للحوثيين في هذا التوقيت الذي تواجه فيه تلك الجماعة الدولة .. سلطة وشعب .. وهي إن تكون هي من رتبت لتلك الشائعات حتى تؤمن وصول نائب الحوثي إلى منطقة اخرى وباسم مستعار اخر!!!

قراءة المعطيات على الساحة تشير جميعها إلى أن إثارة مثل هذه الأخبار في هذا التوقيت تخدم فقط الرئيس اليمني السابق بصورة كاملة وربما يكون المستفيد الأول فالرجل لم يدخر جهدا لتمهيد الطريق أمام ولده الذي قطعت ثورة فبراير الطريق أمامه لوراثة الكرسي عن والده بحسب ما كان مخططا له من قبل أركان حكمه.

تؤكد تلك التخمينات تصريحات اعلامية نشرت على لسان صالح قرأتها في صفحة احد الإعلاميين المقربين منه تسرد تصريحه ان ابو علي الحاكم سيكون بمثابة كبش فداء لقوى أخرى قد لا تجد غيره للتضحية به كونه العنصر الأضعف في المعادلة.

وهذا بحد ذاته وبعيدا عن الدخول في عمق التفاصيل التي أوردها الإعلامي في قناة اليمن اليوم نبيل الصوفي عقب صدور قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة أبو علي الحاكم فإنه يؤكد أن ارتباط ذلك الشخص لا يقتصر بالحوثيين وحسب.

قبلها بفترة نفس الإعلامي أيضا و بالتحديد بعد تغيير المحافظ الإصلاحي في عمران بأخر مؤتمري أنزل الصوفي منشورا على صفحته في الفيس بوك يقول فيه أن المحامي / نزيه العماد (المقرب من عائلة صالح ومن الحوثيين على حد سواء) أخبره قبل فترة أن المؤتمر سيستلم عمران من الحوثيين وليس من الإصلاح.

وفي كل الأحوال فإن الأمر سيتضح بصورة أدق بعد تأكيد نبأ مقتل الشخص المدان دوليا بأعمال عنف أو إخفاءه أو أنه ما زال على قيد الحياة.

لكن المؤكد الذي لا يختلف حوله اثنان ولم يعد خافيا على أحد داخل صنعاء أن معظم المشاركين في مخيمات الحوثي ينتمون للمؤتمر من أنصار الرئيس السابق وتحركاتهم أصبحت بصورة معلنة وبدعم من قبل قيادات مؤتمرية مقربة من صالح , يعلم الجميع هنا أن شبكة المحسوبية حول صالح إبان حكمه تشارك بقوة في تظاهرات الحوثيين وتدفع بأنصارها وتشارك معهم شخصيات قيادية معروفة بإنتماءها للمؤتمر وعدم مغادرتها للحزب إبان ثورة فبراير.

شواهد كثيرة هنا تبرهن أن التنسيق بين علي صالح والحوثيين قد بلغ مبلغه الأعلى لإسقاط أمانة العاصمة وبعض المحافظات الأخرى يعتقد صالح من خلال دعمه و مشاركة أنصاره في تظاهرات ومعارك الحوثيين أنه في اللحظة الأخيرة سيمسك بزمام المبادرة ويسحب نقاط القوة من تحت بساط الحوثي بهدوء ليصعد ولده كمنقذ للوضع ,,,, بينما يدرك الحوثيين تلك الحقيقة بحسب ما تحدث به معي أحد الاصدقاء الصحفيين لكنهم بحسب قوله يراهنون على أن صالح لن يتمكن من جني ثمار خططه وتحالفه معهم لأن موازين القوة ستكون حينها قد تغيرت لصالحهم و سوف يكونون قد تجاوزوه حضورا وقوة خاصة مع الامتداد الإيراني للجماعة ومشروعها وبالتالي ستكون الطريق ممهدة لهم دون غيرهم وبمساندة ودعم جهات إقليمية لإقامة مملكتهم الأسرية وفق ما يعتقدونه كحق إلاهي حصري بعد التخلص من جميع العقبات التي قد تقف في طريقهم وفي مقدمتها حليفهم الذي ساعدهم للوصول إلى هذه النقطة مستغلين السخط الشعبي من الفاسدين وتقاعس الحكومة عن القيام بواجباتها السيادية لفرض الأمن والإستقرار وفرض هيبة الدولة وإحلالها في ربوع البلاد بدلا عن الجماعات المسلحة التي تنافس الدولة سيادتها وتهدد الجمهورية ومبادئ التعايش والسلام التي ظلت لألاف السنين تسود حياة اليمنيين على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم وانتماءاتهم.