لعبنا الغميضة وركضنا هنا وهناك ومرحنا وارتحنا ثم عاودنا لهونا ونسينا أننا فقراء وان أمنا كادحة بائسة وان أبانا ضعيف كسير لسنا أيتاماً بل أبناء اليمن اليتيمة ...

أُمّنا هي اليمن الثكلى المضرجة بدماء أبنائها الذين ما تورعوا عن سفك دماء إخوتهم ثم همّوا بأمهم فاخذتهم الصيحة بالحق ، أسترقنا استراحة من عالمكم القاسي الظالم ولذنا باحلامنا الصغيرة منكم يا ذوي الأطماع والشهوات والذخائر لكن الجوع لا يفرق بين طفل وراشد ولا حالم وواعٍ ، بعثر ألعابنا وفرق رفاقنا وقال لا امضِ إلا بعد إسكاتي وارضائي وسألبث هاهنا الى ان يأت الزاد واكتفي فامضي فتذكرنا ان لا طعام في الدار وأننا من عليه جلب الطعام فنفضنا عنا تلك الأفكار والأحلام الوردية الفارغة وهرعنا الى برميل القمامة الأقرب الى بيتنا علنا نجد ما يسد الرمق مما استغنى عنه (النخبة ) وفاض عن حاجة ( المناضلين والثوار ) وهانحن هنا نبحث فيما تنهون انتم حواركم الوطني وتصيغون اتفاقات السلم والمشاركة والمقاسمة ، لن نبتعد كثيرا فالبراميل هنا ممتلئة دوما ولا يحرسها خفر ولا حرس حدودي تجود وتمنع ولكنها أبدا لا تتركنا نهبا للجوع والحاجة ....

نحن لا نفنى أبدا ولا نموت نحن ابناء السعيدة الحاضرة الغائبة هي اليمن امنا الرؤوم تغفو وتصحو تثري وتفتقر ولكنها أبدا لا تموت