إلى الشيخ حميد الأحمر بعد قراءة الأسباب التي اوردتها لعدم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني قراءة داخلية وخارجية مع تقديري لما جاء في طرحك من أسباب قد تكون تحتمل الصواب في قراءتك الخاصة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من حيث الرؤية في كيفية التعامل مع النص وحضور ممثلي الطرف السياسي الأخـر ممن يتم الإعتراض على حضورها لأسباب جنائية وأخرى .؟
نعتقدهنا بأن الجناح السياسي للثورة التغيـــير والذي أنت واحد منهم وإن لم تبصم على ورق المبادرة قد قبل بتلك النصوص كمنظومة متكاملة وهذا يعني قبــول الطرف الأخر والجلوس معه على طاولة الحوار حيث أن المبادرة الخليجية جاءت كوثيقة إقليمية ومشروع دولي لحل ما يسمــونه هم بالأزمة اليمنية والخروج بتوافق بين طرفي الصراع السياسي سلطة أنذاك ومعارضة.
أيها الشيخ ..رغم إحترامنا لقرارك بعدم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وما اوردته من مسببات إلا أننا نقول لك وبحس وطني بأن قرارك عدم المشاركة في الحوار لم يكن موفق من حيث التوقيت الزمني والفعل الوطني ..!! دعنا هنا نتسأل ألم تكن ثورة التغيير الشبابية الشعبية هدفها الأساس هو التغيير الجذري في جسم النظام ومؤسساته العارقة بالفوضى والفساد والمحسوبية والوساطة والرشوة وغيرها من الأمراض السياسية . ؟
بلى أيها الشيخ وأكد هنا بأن كل تلك الدماء الطاهرة والأروح الزكية التي قدمها الشباب لم تكن من أجل مصالح شخصية أو أجندة حزبية بل كان تضحيات أسطورية من اجل اليمن والحفاظ على مشروعه الوحدوي وبناء وتفعيل هيبة الدولة والقانون والمواطنة المتساوية وبناء لبنات الدولة المدنية الحديثة المعاصرة إذاً من قدموا التضحيات لم يكونوا لينتظروا مكافاءت مالية أو تمثيل رفاقهم في مؤتمر الحوار الوطني للكسب المادي أو الظهور على شاشات التلفزة ببطاقة المؤتمر .. نتفق معك في رعاية أسرهم وتوفير العيش الكريم لهاوهذا ما سوف يطرح وبقوة على طاولة الحوار بل هو أمر قانوني ومشروع على الدولة تنفيذه كإستحقاق وطني الأمر الأخر.
أيها الشيخ .. دعنا من المبادرة الخليجية ونصوصها الوضعية والتي لا تخدم الوطن في الحد الأدنى بل هى مشروع يجسد ويحاكي بالدرجة الأولى الأمن الإقليمي والمصالح الغربية والأمريكية وهذا ليس إستنتاج وإنما حقيقة تدركها أنت وتقرأها قراءة رصينة .
أيها الشيخ ليكن اليمن هو المبادرة الوطنية التي نعمل جميعنا على تنفيذها والخروج بالوطن من دائرة الصراع والتخنــدق خلف الأحزاب وادعي القبيـــلة وممارسة ثقافة العِصاء والجـزرة نعلم جيداً أن هناك تجاوزات وإقصاء وتمرير أجندة طائفية وسياسية ومناطقية وحزبية بل حتى فردية تعدت كل مفاهيم أبجديات الحوار وتجاوزت حدود الموضوعية ونصوص المبادرة الإقليمية ولكنه الوطن أيها الشيخ وما يحاك ضده من مؤامرات داخلية طائفية وتجزيئيه وخارجية أقليمية ودولية تجسد حضورها في ساحة الوطن وتمارس تصفية حساباتها السياسية على حساب أمن وإستقرار وسيادة اليمن ولعلك تدرك هذا جيداً ولست بحاجة إلى من يلفت إنتباهك كرجل سياسي وشخصية وطنية ومن أجل اليمن لن نلتفت إلى تلك المزاعم التي تقول بأنك شخصياً تمارس الضغوط على الرئيس هادي في طرح بعض الأسماء ضمن حصته إلى مؤتمر الحوار وغيرها من الضغوط ليكن اليمن همنا الأكبر اليمن والخروج به من نفق الصراعات والممحاة الشخصية والحقد السياسي الذي لن يثمر إلا الشر على الجميع أيها الشيخ ,, إن الوطن يمر بمرحلة خطيرة تتطلب من كل القوى والفعاليات تقديم التنازلات والجلوس على طاولة الحوار فبالحوار نجسد ثقافة وطنية تلبي متطلبات الوطن وتحقق أهداف التغيير وتضمن الحقوق والوجبات وقدسية القرار السياسي الوطني أن كل هذا يجب أن يكون فوق كل الإعتبارات الفردية والغايات الأنانية.
بحق أيها الشيخ لسنا مع قرارك المفاجئ والذي يعبر من وجهة نظري تسرع ولن اقول توقيت يعبر عن الانتهازية فالرجال الوطنيين الحقيقيين هم من يقدموا التنازلات من أجل المشاريع الكبيرة التي تؤدي إلى بوابة التأريخ الوطني والصغار هم من يناقشوا الأحداث برؤية قصيرة وتفكير آني .
أيها الشيخ نرجوا أن لا تلفت إلى تلك المطالب والتي قد تكون موضوعية ولكنها تعالج في الحوار فعدم المشاركة يعني من وجهة نظر الكثيرين عملية إنتهازية في توقيت غير مناسب ولا يعني بنفس الوقت تعطيل مشروع الحوار الوطني أو توقف مساره بسسب المقاطعة لسين من الناس او صاد من المسميات .. أيها الشيخ ها أنا أخاطبك أدبياً بصفة الشيخ أي الرجُل الذي يقدم مصالح الوطن على مصالحة الخاصة إياً كانت ..!؟ فليكن حضورك مؤتمر الحوار شاهذاً عليك بالإلتزام المدنية والتخلي عن كومة المرافقين والحرس ومحاربة المظاهر المسلحة والوقوف بحزم كمواطن يمني بوجهة كل تلك القوى الإرهابية ذات الفكر التطرفي وتلك المظاهر المسلحة الغير حضارية والتي تسيئ لثقافة مجتمعنا اليمني وتعبر عن السلوك العدواني ونهج التخلف الإنساني بإعتبار هذه الظواهر الشاذة أحد اهم مطالب التغيير والذي من مؤيديه ومناصريه فلتكن سباق إلى التغيير الحقيقي وتوجيه وتوجيه الوعي الوطني . نأمل بأن تكون رؤية الشيخ بحجم الوطن وبصيرته الثاقبة عن بعد في قراءة الأحداث الهامة مع تقديرنا لموافقك الوطنية كغيرك من الشخصيات التي يختزل الوطن الكثير والكثير منها فاليمن بلد الإيمان وموطن الحكمة ومهد الحضارة وأهل الحوار ورجالاته صانعي فجر التأريخ العربي ..