آخر الاخبار

شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب طارق صالح يفسد فرحة الحوثيين بهذا الظهور بعد إتحاد غالبية القوى السياسية في اليمن.. المجلس الانتقالي يشذ عن الإجماع الوطني ويعلن عدم مشاركته في اجتماع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بعدن ..

قوة الجماعة الحوثية ووهن الشرعية اليمنية.. أسباب وعوامل
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 3 سنوات و 7 أشهر و 17 يوماً
الخميس 18 مارس - آذار 2021 10:58 م


على قناةِ الجزيرةِ ، في حلقتين من برنامجِ بلا حدود الأسبوعي ، كانَ ضيفُ الأولى وزيرَ خارجيةِ حكومة اليمن الشرعيةِ أحمدَ بنَ مبارك ، وفي الثانية كان الضيف محمد عبدالسلام المتحدث باسم حركة أنصار الله الحوثية اليمنية . ومن خلال طرح كليهما ، فقد تقيد ابنُ مبارك بكل أسلاك الحدود ، بينما تجاوز ابنُ عبدالسلام كلَ الحدود . وهنا يتبين الفارقُ الشاسعُ بين المنطلقِ جسارةً أو تهورا نحو غايته ، وبين المقيد استسلاما أو عجزا . كان متحدثُ الحوثي قويا في طرحِ مواقفه ، واضحا في مرادِ سياسته ، مجسدا أهداف جماعته . بينما كان وزيرُ الشرعيةِ غيرَ واضحِ معالم الطريق ، غير مدرك خطوات السير . حتى يُخيلَ للمتابع أنَّ وزيرَ الشرعية مجردُ متحدثٍ ، وأنَّ متحدثَ الحوثية وزيرٌ . فمن أين تولد هذا الطرحُ القويُ للمتحدث الحوثي ، وجاء الشرحُ الفنيُ للوزير ابن مبارك . أعتقدُ أنَّ أسبابَ ذلك تنبعُ من عوامل قوةٍ لدى الحوثي ، ومن مكامن ضعفٍ لدى الشرعية .. منها :
1 - الحوثيُ ينطلقُ حرا من موقعه على الأرض التي يحكمها سيطرةً وقيادةً .. فهو ليس لاجئا عند أحدٍ ، بل هو يملكُ المنطلقَ الجغرافيَ ، ويمتلكُ البعدَ السياسي ، دون عوائقَ تقيدُ منطلقَه العسكريَ وتوجهَه السياسي . بينما لا تملك حكومةُ الشرعية ذلك مطلقا .. ليس لها في أرضِ الوطن موقعا تمارس منه مهامَها وتنفذ فيه قراراتِها . فهي على الواقع تقبعُ في الرياض ، وهو أمرٔ لا يمنحُها حريةَ المنطلقِ وسرعةَ الانطلاقِ ، بل تجدُ نفسَها مقيدةً بحدود الرياض جغرافيا ورؤيتها سياسيا . وقد أثبتت أحداثُ المعاشيقِ الأخيرة أنَّ وجودَها في عدن مجردُ تزيينٍ سياسي فقط .
2 - الحوثيُ نقيُ الجسدِ سياسيا ، صافي الجوارح عسكريا ، لا يخالطه ولا ينازعه جناحٌ سياسي أو عسكري آخر . بينما الشرعية ليست كذلك ، في نياط قلبها السياسي خليطٌ متنازع الفكر ، غير متجانس الهدف ، وفي درع جسدها عسكريا جناحٌ متمردُ الولاء ، يعلن تبعيتَه لغير الحكومة الشرعية .
3 - الحوثيُ واضحُ الهدفِ والغاية ، قوي الفكر والمعتقد ، بغض النظر عن سموه أو ضلاله .. وهذا وَلَّدَ لديه قوةً وجسارةً ، استمدها من وحدة قرار مكتبه ، ومن عزم تنفيذ قوات لجانه . بينما في الشرعية لا نجدُ هذا صراحةً . هناك فكرٌ إسلامي ، ونهجٌ علماني ، وتوجهٌ ليبرالي ، وفي هذا الخليط قد لا تجد صدقَ الولاءِ ، ووضوحَ الهدف ، وعزمَ المسير ، بل قد تجدُ لدى البعض تواصلا تشاوريا خفيا مع جهاتٍ داخلية ترتبط بها فكريا ، ومع دولٍ خارجية تتلاقى معها توجها ، لتحقيق عجز الشرعية ، بتنفيذ كل ما يعرقل سيرها نحو الهدف المعلن عنه .
4 - الداعمُ الذي يقف مع الحوثي موحدُ الصفِ سياسيا ، وجليُ الهدف فكريا ، وطويل اليد عسكريا . دولةٌ واحدةٌ لا ينازعها أحدٌ في قرارموقفها ، ولا يغدر بها كيانٔ في مسير دعمها . كما إنَّ هدفَها فكريٌ عقائديٌ واضح ، ومصالحَها لدى أنصار الله - أعتقدها - لا تتعلقُ بنهبِ ثروةٍ ولا بترسيم حدود . بينما في الشرعية لا نجد الداعمَ موحدا في هدف نهجه سياسيا ، وفي غاية وجوده عسكريا . فالسعودية والامارات تتنازعان سلطة قرار الشرعية السياسي ، وولاء الموقف العسكري الشرعي والانتقالي . وعلى الواقع فكل تحركات الدولتين تتجه نحو السيطرة على الثروة ، وعلى مواقعَ استراتيجيةٍ ومنافذ بحرية هامةٍ .. دون نيةٍ للتحرك نحو صنعاءَ لتحريرها .
5 - الحوثيُ يملكُ القرارَ الخاص داخليا ، وما دور إيران إلا في تعديل الصورة الشاملة سياسيا ، وتقويم الصف المترابط عسكريا . ولذا مَلَكَ قوةَ الردِ بصواريخه خارج حدوده ، وفاعليةَ التصريحِ بسياسته علنا دون مواراةٍ . فهو أمام كل خططِ التقارب معه ، ومشاريع التودد إليه لا يتردد أن يعلنَها صرخةً صادمةً ، صافعا بها وجهَ الجميع : " كل ذلك نضعه تحت أقدامنا " ، دون أدنى اعتبار عنده لمجلس الأمن وقراراته ، وأمريكا وعقوباتها ، والتحالف وتفاوضه . بينما الشرعية لا تملك ذلك ، فقد جاءت أحداثٌ جسامٌ تمسُ قدسيةَ السيادة ، وتجرح سموَ القيادةِ ، ولم نسمعْ لها موقفا سياسيا قويا فاعلا ، ولم نلمسْ لها تحركا سياسيا حازما جازما . يقصف طرفٌ في التحالف جيشَها ، ويتحكم في جزرها وموانئها ، ويستحدث قواعدَ عسكرية له فيها ، وينشئ قواتٍ تعارض سلطتَها وإدارتها ، وينهب ثروات الماء وخيرات البر ، ملغيا قرارها السياسي وتمثيلها السيادي . وأمام هذا وغيره ، تعلن الشرعيةُ برومانسية : " ونحن نثمن دورَ التحالف في دعم الشرعية ، ونقدر موقفَها في الدفاع عن حرية الوطن " .
6 - قوةُ الحوثي استمدها من معرفته بأبعاد استراتيجية مراد أمريكا وغيرها على المدى البعيد سياسيا ، فأحسنَ مع داعمه استغلالَ ذلك بما يزيده طاقة ميدانية وقوة سياسية . فأمريكا مازالت لم تتفقْ مع ايرانَ في الملف النووي ، الذي يشكل تهديدا لإسرائيل ، فجاء رفعُ اسم الحوثي من قائمة الإرهاب تجسيدا لفهمه الجيد لأطوار اللعبة وأدوارها . بينما الشرعية وتحالفها قد وضعت كلَ أوراقِها في درج المكتب البيضاوي ، وربما لم يعدْ هناك ما لم يتحقق لأمريكا وغيرها منهم ، من جبايةِ مالٍ ، ودعم اقتصاد ، وتسويق سلاح ، ونفوذٍ على الأرض .. حتى أنَّ السعوديةَ والشرعيةَ نحو التطبيع أقربُ للسندانِ من المطرقة . ومن هنا جاءت تصريحاتُ أمريكا مؤخرا باللين نحو عقاب أيران والحوثي ، وبالعسر نحو دعم المملكة .
7 - المكتبُ السياسي الحوثي وقواته الأمنية والعسكرية لا تستلم راتبا من جهة أخرى ، رواتبهم بالريال اليمني وليست بالريال الإيراني ، وأعتقدُ أنَّهم لا يتلقون هبة شيعية من المرشد الأعلى . وهذا أوجد لديهم إنتماء قويا وولاء متجردا . بينما الشرعية وجندها يستلمون راتبا بالريال السعودي والدرهم الإماراتي .. ويصطفون طوابيرَ لاستلام الهِبَة الملكية . وهذا أوجد ضعفا في الانضباط القيادي ، وخللا في التوجه الميداني .. فسارع كثيرون نحو الحد الجنوبي السعودي دفاعا عنه ، في وقت تحتاجهم جبهاتُ المناطق المحررةِ .
8 - حافظَ الحوثيُ على رسم شكل الدولة الحقيقية ، القادرة على إدارة شؤونها ، بأمنٍ حازمٍ وقرار جازم ، هيبة دولة وقوة إدارة . ويبين ذلك وحدةُ قرارها السياسي ، وترابطُ صفها العسكري ، وتناقصُ جرائم العنف الاجتماعي وتقطعُ الطرقات ، واستقرارُ سعر صرف العملة ... وغيرها . حتى مسألة الوحدة فقد بين موقفَهم جليا منها .. لا جدال فيها ولا فصال . بينما لم تستطعْ الشرعيةُ أن تجسدَ شكلَ الدولةِ في المحافظات المحررة ، فعدن والمكلا لا تخضعان لسلطتها ولا تتقيدان بسياستها ، وتشهد محافظاتٌ عملياتِ نهبٍ وبسط وترهيب وتخويف أمني دون ضبط ولا عقاب . ويشهد صرفُ العملة وأسعارُ المواد بكافة أنواعها واستخداماتها ارتفاعا كبيرا . ولا يخفى أنَّ الانتقاليَ المطالب بالانفصال يشغلُ أربعَ حقائبَ وزارية في حكومتها .
ومما سبق فيجب على الشرعية أن تراجعَ نهجَها السياسي الحالي ، وتغيرَ سلوكَها القيادي ، وتخلعَ جلدَ الخروفِ المنقاد التابع ، وتلتحفَ لبادةَ الأسدِ القائد الشاجع .. وبذا ستثبتُ جدارتَها بقيادة هذا الوطن ، وتؤكد شرفَ استحقاقِها بالدفاع عن هذا الشعب .. ولتتخذ خطواتٍ ومواقفَ حاسمةً قوية شجاعة ، يحقق لها سمو الموقف وصدق المنطلق وجدية السير ، ويجعل الشعبَ ملتفا حول قراراتها ، واثقا من قوتها ، داعما سلطتها ، داعيا لقيادتها ، واثقا من فاعلية قراراتها . وكلُ ذلك لن يتحققَ إلا بتنقية الحَبِ ، وتخليةِ الجُب ، وتصفيةِ القلبِ . فليرَ الجميعُ - حلفاء وأعداء - منكم قوةً وصدقا وتجردا وعزما .. تجدوا منهم تقديرا ومهابة وتوددا واستجابةً .