خواطر عن حفل وداع بريطاني لكادر قيادي يمني
بقلم/ عبدالله مسعد الشعيبي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و يوم واحد
الأحد 04 مارس - آذار 2007 09:24 م

مأرب برس – لندن – خاص

لحظة الوداع تعتبر من اقسي اللحظات التي يعيشها الإنسان...

 .. كأن تودع صديق او رفيق او زميل او عشيقه وحبيبه او ماهو اكبر من كل شيء هو وداع الوطن وداع ذكريات الصبا والتكوين والتشكل … من هنا تتولد الأحاسيس الحزينة التي لا يمكن وصفها على سطور عابره

 والعبد لله كان ضيفاً ومشاركاً في حفل وداع من نوع خاص لم يعهده في حياته...

كان حفل وداع خاص إقامته مدينة شفيلد بقيادة عمدة المدينة 

لمواطن بريطاني من أصل يمني حمل هموم ناسه في كل الأوقات مواطن عمل بدأب وسخاء لخدمة أبناء الجالية اليمنية في شفيلد وبريطانيا.. انجازات ماديه محسوسة ستظل محفورة في ذاكرة تاريخ ألهجره اليمنية فاكتسب حبهم وثقتهم واحترامهم كما اكتسب احترام وتقدير المؤسسات البريطانية الرسمية ... شاب قاوم الصعاب ورسم لنفسه خطه في التفوق العلمي فحقق شهادة الدكتوراه وبامتياز من جامعة شفيلد .. أنه الشاب الدكتور عبدا لجليل شائف رئيس الجالية اليمنية في شفيلد وبريطانيا .. 25 سنه قضاها في خدمة الناس وأخيراً قرر ان يرتاح ويعود للوطن الذي غادره طفلا ومرغماً .. قرر ان يرتاح بعد ان وضع بصماته بثبات في العمل الخيري وفي حياة المغترب اليمني بهذا البلد العظيم ... وبصراحة غلبتني مشاعري الجياشة رغم محاولتي للسيطرة عليها وهي في المهد ... غلبتني بسبب هيبة وقائع الحفل ومستوى الاهتمام البريطاني الرسمي بكوادرها المتميزة من دون تمييز .

القيت كلمات معبره ومؤثره مترافقه بالتمنيات لرفيقه وزميلهم في انطلاقه جديدة ناجحه له في موطنه الأصلي لو ان القائمين على الوطن أحسنوا استغلال مثل هذه الإمكانيات التي يتمتع بها أبناء الوطن ومنهم الدكتور شائف .

هذا الحفل الذي لم يعهده العبدلله اعتبره نادراً في هذا الزمن الذي يكاد يخلوا من قيم الوفاء والصدق والتقدير لكوني لم أشاهد في حياتي حفل تكريمي بهذا الشكل لكادر وقائد قرر ان يترجل من السفينة ... سفينة الأضواء والشهرة والسلطة ... فقلت لنفسي : أيعقل ان تكرم بريطانيا كادر من المهاجرين إليها بينما الأوطان الأصلية تصبح طارده لها وان وجد تكريم لمبدعيها ونوابغها وكوادرها وشرفائها فًيكون إلى التقاعد الإجباري المبكر أو المعتقلات أو المقابر ..

 وهنا هنا فقط ... فقط انتابني الخوف من ان لايلقى د. شائف الرعاية والاهتمام المطلوب من موطنه الأصلي في محاوله لاستغلال خبراته ومؤهلاته لصالح البلد والشعب . أتمنى ان أكون غير موفق في خوفي ياااااا رب .

زاملت الدكتور خلال سنوات طويلة واكتشفت انه يشعر بالسعادة والراحة كلما هب لتقديم لإنسان استنجد به ... فهو لا يتأخر عن تلبية نداءات الاستغاثة وفي اي وقت حتى لو كان بعد منتصف الليل او الفجر .. كنت أراه دائماً مبتسماً ومتوهجاً في تلبية النداءات الإنسانية وكنت نادراً ما أجده مكدر المزاج وفي حالة انه تأخر عن مساعدة من يستنجد به لأسباب خارجه عن إرادته ... هذه الصفة أكسبته حب واحترام الجميع .

والخاطرة التي أفزعتني هي عندما حاولت تخيل شفيلد والجالية اليمنية من دون الدكتور شائف ..من دون الدينامو الفاعل والقلب المتسامح والكريم والمتعاون مع الجميع ومن دون تمييز او تخاذل .. فغيابه سيترك فراغاً كبيراً قد يقلب كل الموازين كونه كان يحاول احتواء الجميع وغضبهم ولو كان الغضب موجهاً لشخصه وإدارته للجالية .ومع كل ذلك نتمنى ان لا يكون الفراغ مؤلماً ومشتتاً للجالية اليمنية ونعتقد ان الجميع مطالب بالتمثل بالأسس التي خلفها الدكتور في وحدة وتناغم أعضاء الجالية وتطورها .

نعم سنفتقد الدكتور ولن نعرف قيمته الا مع الأيام وبعد غيابه الجسدي عن شفيلد وبريطانيا .. وسنظل نحتفظ له باجمل الذكريات والمواقف الانسانيه كون بصماته ستظل حيه وفاعله في حياة الجالية اليمنية وبالتأكيد سترافقك دعواتنا المخلصة لك بدوام الصحة والسعادة والتوفيق في حياتك القادمة بوطنك الأصلي مع مناشدتنا لك وبحق السماء ان لا تتأخر بالتواصل معنا مع اننا نعاهدك بالتواصل ...

دكتور شائف عوده سالمه وموفقه ونتمنى ان يفكر القائمون على الوطن بحسن استغلال جهودكم وخبراتكم ومؤهلاتكم لصالح الوطن والشعب.

عبدالله مسعد الشعيبي

كاتب وباحث بريطاني –يمني