حرب تقرير المصير
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 21 يوماً
الخميس 13 أغسطس-آب 2009 07:56 م

حرب أولى وثانية وثالثة ورابعة وخامسة خرج منها المتمردون منتصرون وزاد نفوذهم وقوية شوكتهم واصحبوا أصحاب قرار خاصة في محافظة صعدة يأمرون وينهون، وها هم اليوم يتوعدون بتلقين الحكومة اليمنية درسا اقسي من ذي قبل -حسب تصريحاتهم- ويذكرون السلطة بما وجدته منهم في الحروب السابقة..محذرين السلطة من فتح جبهات غير متوقعة وتوعدوها كذلك بمفاجآت.

الحكومة اليمنية بدأت حملة عسكرية واسعة ضد المتمردين نرى فيها ربما جدية غير مسبوقة من في إنهاء التمرد ولكنها طرحت رغم تلك الحملة شروط ستة هي الانسحاب من جميع المديريات ورفع كافة النقاط المعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق والنزول من الجبال والمواقع المتمترسين فيها وإنهاء التقطع وأعمال التخريب وثالث هذه الشروط تسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها من مدنية وعسكرية وغيرها أما رابعها فيتعلق بمصير أجانب مختطفين وهو يطالب بال كشف عن مصيرهم وهم (أسرة ألمانية وبريطاني واحد ) كون المعلومات تؤكد بان عناصر التمرد وراء عملية الاختطاف  ، فيما يقول الشرط الخامس على المتمردين تسليم المختطفين من أبناء محافظة صعد ة، إما الشرط السادس فكان مفاده عدم تدخل المتمردين في شئون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال .

 نستشف من خلال هذه الشروط أن هناك عملية تفاوض وحوار مع هؤلاء المتمردين ستكون عقب هذه الحملة، ولكن بعد ضحايا كثر ، وذلك بعد قرار لربما يفاجئنا في لحظة ما تتخذه رئاسة الجمهورية قرارا مفاجئا بوقف الحرب وليس الإعلان عن القضاء على المتمردين بشكل نهائي، فهذه الشروط نستشف منها أن الحكومة ربما جعلت لنفسها خط رجعة في حال عجزت عن الحسم العسكري كما ظهر ذلك العجز في الحروب السابقة، ولكن على الحكومة أن تدرك أن هذه الحرب غير سابقاتها وانه يترتب عليها تقرير مصير هذه الحكومة بل وتقرير مصير رئيس الجمهورية نفسه، حيث أن عدم الحسم وبشكل نهائي سيعزز من الانشقاقات والدعوات الانفصالية وسيشجع كل من رأي في نفسه شئ من القوة والسلاح على مناصبة الدولة ومحاربتها، وذلك بعد أن ظهرت عاجزة أمام مجموعة من المتمردين في محافظة صعدة، في حين أن عملية الحسم والقضاء على التمرد سيفرض هيبة الدولة لدى كل من سولت له نفسه أن يقطع طريق أو يرفع شعار انفصال أو يختطف سائح، ولن نرى لا فضلي ولا شنفرة ولا نوبة ولا خبجي يهتف بأي شعار انفصالي، وستعيد الدولة هيبتها إلى نفوس مواطنيها، بل ستعيد لنفسها ولو قليل من الاحترام والثقة بعد أن فقدتهما لدى مواطنيها.

هذه خطوة تجاه الحلول والخروج من المأزق والفوضى التي نعيشها في اليمن أو الدخول في أتون صراعات ليس لها نهاية، فالدولة مخيرة بين إحلال الأمن والاستقرار والمحافظة على يمن موحد امن مستقر أو يمن مجزأ بين رئيس شرعي ومنتخب عجز عن أداء مهامه وفشل في قيادته لبلد اسمه الجمهورية اليمنية، وزعيم عصابة استولى على جزء من هذه الجمهورية شمالا ليحكمها بطريقته الخاصة والعودة بجزء من شمال البلاد إلى الحكم الأمامي يحكم مولاهم عبدالملك الحوثي، ويمن آخر فقد من هذه الجمهورية اسمه جمهورية الخبجي والشنفرة والنوبة ، وسلطنة أعلنت استقلالها عن الجمهورية اليمنية بقيادة السلطان طارق الفضلي.

نعم هكذا سيكون اليمن لا قدر الله وفشلت الحكومة في حربها السادسة ضد المتمردين بل وأسوء مما نتوقع، وهنا يجدر بنا أن نقول للقاء المشترك أين أنت من هذا وماذا تنتظر و ما هو الهدف الذي تطمح إليه بهذا السكوت المريب، والى أي جمهورية أو مملكة أو سلطنة ستنتمون أم أنكم ستحصلون على تأشيرات دخول كسواح إلى أي من هذه الدويلات تشاءون، ولكن لعلمكم أن بياناتكم ستكون غير مقبولة حينها ولا حوار ولا غيره، فمن يحاور من وقد أصبحنا سلطنات ومملكات وجمهوريات فإلى متى ستتفرجون ؟ وما هو الذي نعمله نستنهضكم به هل تنتظرون ما هو أسوء مما هو حاصل فهذه حرب تقرير مصير اليمن وشعب اليمن بما فيه انتم ايه المشتركون.