دراسة جديدة تناقش انهيار الأذرع الإيرانية وانحسار الوهم الإمبراطوري الهلال السعودي يوجه صدمة إلى أحد أبرز نجومه عاجل قائد القوات المركزية الأمريكية يلتقي بالرياض برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه وبحضور رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق بن عزيز الحوثيون يحولون جامعة صنعاء إلى معسكر إرهابي ويجبرون الطلاب على حضور دورات طائفية مقابل الدرجات هل حقا حرائق كاليفورنيا تحاصر شركة ميتا فيسبوك وهل ستتوقف خدمات وتساب وانستجرام؟ الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تعقد اجتماعًا استثنائيًا بمأرب وتنتخب الرمال رئيسًا وزير الأوقاف يطالب بزيادة حصة اليمن من الحجاج ويوقع مع مع نظيره السعودي اتفاقية ترتيبات حج 1446هـ تعليمات حول اصدار تأشيرة خروج نهائي للمقيمين في السعودية ومدة صلاحية الهوية قرارات لمجلس القضاء الأعلى وحركة تنقلات واسعة في المحاكم والنيابات.. تفاصيل تطورات السودان.. حميدتي يعترف بالخسارة والبرهان يتعهد باستعادة كامل البلاد
عشت الغربة وكتبت عنها مرارا فهي " حرق للعمر ، جربتها سنوات ووجدتها أمر من العلقم ، مهما حققت فيها من أهداف وصنعت انجازات وحولت الكثير من الأحلام والطموحات إلى واقع تظل في روحك غربة مخيفة وتظل في قلبك وحشة قاتلة وفي حياتك أشياء ناقصة وتظل في نفسك شيئا من الذل والانكسار ..
البقاء في الغربة يعني أن تموت ببطء كل يوم ، وأن تظل تكابد رياح الشوق إلى وطنك مهما كانت أحواله ومهما تنكر لك فيه الأهل والأقارب . بعيدا عن وطنك أنت فريسة الغربة ، وحتى لو كنت في سويسرا أو في السويد والنرويج ستظل متعب وسيظل يغمرك الشوق والحنين لبلدك ومع وصولك أرض المطار أو رصيف الميناء في بلدك ستتنفس الصعداء وتشعر بعودة الروح .. كتبت ما سبق مؤخرا ورويت جانبا من رحلتي إلى مصر وبقائي فيها لأكثر من عامين ، وبالأمس قرأت للمبدع حميد الرقيمي مقالا عن الغربة هزني من الأعماق ووجدته نصا أدبيا كتبه مبدع يعيش الغربة ويحتسي مرارتها ويتجرع عذابها ، وبرأيي فإن مثل هذا النص يستحق أن يدرس كنموذج لأدب الغربة وكتحذير تلزم مصلحة الهجرة والجوازات كل من قرر الغربة أن يقرأه لعله يعدل عن قراره ويرجع بصره كرتين فيما قرر أن يقدم عليه من الاحتراق الممنهج والموت البطيء في الشتات والأصقاع البعيدة عن الوطن .
قد يقول البعض : أنتم تعلمون وضعنا والظروف الصعبة التي نعيشها في ظل الحرب والحصار وغياب الدولة ووو ألخ وكل هذا صحيح ولكن صدقوني وخذوها نصيحة من صاحب تجربة :
كل المعاناة التي يمكن ان تعانيها في وطنك وبين أهلك وأقاربك تهون أمام محرقة الغربة وذلها ومعاناتها . أنا مع السفر للتعليم أو السياحة والتجارة والعلاج والمهام المؤقتة ولكني ضد الغربة التي تطول لسنوات ..
لن أطيل عليكم هاهو مقال الرقيمي : ( قد يتصوّر من هم في اليمن، بأن حياة من هم في الخارج مليئة بالبهجة والسعادة، وهذا في غالبه تصوّر خاطئ، الكثير هنا يقضي يومه في لملمت شتاته، لا يجد من يرافقه في لحظاته القاتمة، يفقد الدفء الأسري الذي لا يمكن أن تعوّضه الشوارع المزدحمة والرفقة الشاردة في همومها الخاصة، مهما كانت البلد التي تحمل جسده، يبقى في داخله شيء مفقود، أشياء كثيرة تموت كل يوم، قد نبالغ كثيراً في اظهار صوراً غير واقعية، لكن هذا أيضاً نتاج الخواء الذي تفرضه الغربة، نجد فيه أحياناً تعويضاً من خلال التعليقات والرسائل والإشادات الجميلة، ومع ذلك يبقى الواقع مختلف، الضمور الذي يتلبّس القلب مع كل صباح يتسع في الأعماق، وحالة التيه التي تستحضرها أوقات خوفك وحنينك وحزنك وحتى فرحك عندما لا تجد من يشاركك إياه مفزعة جداً، لا يمكن أن تطالك وأنت بين أهلك، تصحو كل صباح على صوت والديك وأقربائك، هذا لا يعوّض، مهما حزت من الأموال والوظائف والحياة الرغيدة، سيبقى في العمق شيء مفقود، أشياء تأكلك دون رحمة، تفاصيل تراقبك بين الحين والآخر، وحالما تظن بأنك نجوت، تخرج لك مكشّرة بأنياب حادة، وهذا لا يحدث كثيراً وأنت في بلدك، في بيتك، تعمل بعرق جبينك دون أن تخشى الترحيل أو التفوه أو حتى ممارسة طقوس الحياة العادية بحرية وراحة وسكينة.
الغربة لعنة حقيقية، تعيش فيها مودّعاً لكل من تصادف، لا تعطيك أمل اللقاء من جديد، حتى عمرك تشعر به وهو يتسرّب من بين يديك دون قدرة على الإمساك به، تخاف كل لحظة من فقدان من تحب وأنت في منأى عنهم، تتخشّب مشاعرك في كثيرٍ من الأوقات، وحالما تستدعيها تجد نفسك متبلّداً فاقد الحيلة التي تمنح الآخر مواساة واجبة عليك، تموت ألف مرّة وأعين الآخرين تصفعك بالشفقة، لسانهم الذي لا يتوقف حديثه عن بلادك وعن كونك لاجئ وهارب ونازح في الوقت الذي يريدون مواساتك وجبر خاطرك، كل شيء فيها منهك للإنسان، موت بطيء، تستنزف حياتك دون أن تأخذ منها حقك المشروع كإنسان، لا أحد بطبيعته وهو في هذه الأحوال الثقيلة، صدقوني لا أحد، مهما فرشت لك الحياة من بساط ومدّتك، لن تقف على قديمك، مثلما تفعل في صباحات بلادك الأولى وأنت محاطاً بدفء أهلك، بصوت بلادك، بأهلها، بكل مافيها من بياض وسواد، ستجد أشياء كثيرة تدفعك للبقاء،
لن تشعر بأن روحك منهكة، ولن تشعر بصيحات قلبك المبتور والموزع على الشتات. ومع كل هذا، لابد أن نقاوم، أن نعيش الحياة ونأخذ منها مثلما تفعل معنا، أن نتمسك بالأشياء الجميلة، ونستمد منها البقاء حتى الأبد، وهذه سنّتها الثابتة، مع السابقين واللاحقين).