تثبت تعز بأنها أكبر منجل يغربل مواقف الأحزاب، وأبنائها السفلة والأوغاد، وكل يوم يظهر المأجورين مواقف ذميمة وتفسيرات مخزية تبرر جرائم حرب تطال مدينتهم.
وفي ظل تعاظم ويلات الحرب والحصار تنكشف أقنعة جديدة، في مقدمتهم غالبية من يتشدقوا بمدنية تعز، ودور أبنائها في بناء دولة يمنية حديثة طيلة نصف قرن من الزمن.
يثير قرفي تأكيد شقاة الهضبة إعتزازهم ببطولات مليشياتهم في الحدود، وفي ذات الوقت يسخروا من رفض أبناء تعز الركوع للإنقلابيين، واللافت في عهر موقفهم تحميل المقاومة مسؤولية الحرب والحصار.
لم تعد تنطلي كذبة انتصاراتهم بالحدود على أحد، ويسقط في الوحل من يحمل المقاومة تبعات جرائم حرب الحوافيش في تعز، وأغرب من يتساقطوا وسط هذا الوحل شقاة كانوا يزعموا إنحيازهم للمدينة.
وينعت المنبطحين للهضبة مقاومة تعز بالمناطقية، ويعتبروا الدفاع عن كرامة أبناء المحافظة من حقد الحوافيش خيانة (!!!).. خيانة لمن؟؟
لا يمكن لمن خانوا وطنهم، وقتلوا الأبرياء، ودمروا المدن، الحديث بأسم الوطن المذبوح بمؤامراتهم، وتوزيع صكوك الوطنية على من يقاوم غطرستهم.
يتحاملوا على أحرار تعز على ذمة رفضهم للإنقلاب، ومقاومتهم مليشيا الحوافيش، وكلما زاد صمود رجال المقاومة يدافع الشقاة عن عبوديتهم بالهجوم على من يدافعوا عن كرامة أبناء المحافظة.
يتناسى أصحاب هذا المنطق الساذج بأنهم حملة مباخر عصابة آفلة، وأبواق مليشيا مأجورة تخون الوطن، وأشعلت حرب طائفية ضد الشعب خدمة لأوهام المشروع الفارسي.
فرضت الحرب على تعز، ولم يذهب إليها أحد، وتؤكد جرائم حرب المليشيات منذ البداية مشروعية دفاع التعزيين عن أنفسهم، والدفاع عن النفس حق وليس جرم.
بعد مقتل وجرح عشرات من المتظاهرين في جولة القصر، واقتحام مليشيات الحوثي وصالح مقر قيادة اللواء 35 مدرع، لم يكن أمام أبناء تعز سوى الكفاح المسلح لمواجهة مخطط إستباحة المدينة.
إنتقام التحالف العفاشي الحوثي من تعز يظهر عظيم حقدهم المبيت على قلب ثورة 11 فبراير، ويوميات عدوانهم الغاشم تدفع أحرار الحالمة إلى إنهاء تبعية المحافظة لسلطة إنقلاب الهضبة .
ويخطئ من يعتقدوا بأن عدوان جحافل الهضبة سيمر دون عقاب الجناة، ويقع في مهالك تقديرات المرحلة من يتوهموا عدم تحرر تعز من ماض سلطة الإحتلال الحوثي العفاشي .
من وسط سعير حربهم القذرة، ومآسي الحصار الفاشي انبثقت القضية التعزية، وبإرادة الأحرار تسطر تعز ملاحم الصمود، وبالدم الزكي تخط بيان الإستقلال.