آخر الاخبار

هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية

ماذا يقصد الإرياني بالحضور الذهني القوي؟
بقلم/ الحسن الجلال
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 30 يوماً
الإثنين 04 يوليو-تموز 2011 08:01 م

من الغرابة أن الدكتور عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس علي عبدالله صالح، يعود من الرياض إلى صنعاء عبر مطار دبي الدولي، فللوهلة الأولى التي التقيته فيها على ظهر طيران الخطوط الجوية الإماراتية المتوجهة من دبي إلى صنعاء ظننته عائداً من إحدى دول شرق آسيا أو من الإمارات نفسها، ولم يخطر في بالي أبداً أنه عائد من الرياض بعد زيارته للرئيس صالح في المستشفى العسكري هناك ..!!.

*فكرت في استغلال تواجدي مع الدكتور على ظهر طائرة واحدة لإجراء حوار صحفي سريع معه، أو على الأقل الخروج منه بتصريح خاص، وشرعت في تنفيذ الفكرة، حيث كتبت له على بطاقة اسمي ومهنتي، وطلبت من المضيفة إيصال البطاقة إليه، كل ذلك وأنا أتتبع الأمر بعيني، فرأيته يقرأ البطاقة ثم يقول للمضيفة: »أخبريه أنني نائم« لم يتردد لحظة في ادعاء ذلك بطريقة روتينية أشعرتني أنه لا يفعل ذلك للمرة الأولى.. وطبعاً كان من المستحيل أن أكرر المحاولة لأن رسالته وصلتني بوضوح كامل..

*لم يكن الرجل يرغب في قول شيء، ربما كان في تلك اللحظات بالذات يعد في مخيلته تفاصيل الأخبار التي سيدلي بها للصحف الرسمية اليمنية، التي طالعتني في اليوم  التالي لوصولنا إلى صنعاء بتصريحاته فعلاً عن الحالة الصحية للرئيس .

منذ سنوات طويلة وأنا أحرص كل الحرص على متابعة كل ما يصدر عن الدكتور الإرياني من تصريحات وأحاديث ولقاءات إعلامية سواء كان ذلك في الصحف المحلية أو في الصحف العربية، حتى أصبحت أرى نفسي خبيراً بلغة الرجل وإشاراته وما وراءها، لهذا استوقفتني عبارة في تصريحه لصحيفة »الثورة« المنشور في عددها (٠٣٠٧١) الصادر يوم الثلاثاء ١٢ يونيو ١١٠٢م، والذي استهله بالتأكيد على أن رئيس الجمهورية يتمتع بصحة جيدة، وحضور ذهني قوي..

*العبارة التي لفتت انتباهي واستوقفتني أمامها كثيراً هي عبارة »حضور ذهني قوي« التي تظهر لأول مرة في كل الأحاديث الرسمية التي تناولت حالة الرئيس الصحية، وتساءلت: ما الذي دفع الدكتور الإرياني لذكر الحضور الذهني القوي للرئيس؟!.. وما الذي قصد نفيه بهذه العبارة؟!.. ومن الذي شكك أصلاً في حضوره الذهني في ظل شح المعلومات الطبية عن حالته الصحية وتضارب التسريبات والمتوقعات؟ !..

*ما أنا واثق به أن الدكتور الإرياني لم يأتِ بهذه العبارة ا عتباطاً، بل فتح بها باباً عريضاً ينحو بالتخمينات إلى منحنى آخر، وجديد كلياً .. أترك للقارئ العزيز حرية التفكير فيه ..

* النقطة الأغرب في تصريح الدكتور الإرياني هو تأكيده أيضاً بأنه ناقش مع  الرئيس عدداً من القضايا على الساحة اليمنية، وتلقى التوجيهات اللازمة بشأنها .

وهذا التأكيد يحمل إشارة واضحة من الدكتور الإرياني بأن الرئيس صالح ما زال هو من يدير شؤون البلاد من جناحه الخاص في المستشفى العسكري بالرياض، في وقت يفرض فيه الدستور أن تؤول إدارة البلاد إلى نائبه، بل إن كل الأحاديث الرسمية الصادرة منذ مغادرة الرئيس للعلاج في الرياض تؤكد أن زمام الأمور بات في يد النائب، وهو ما أكده أيضاً في الأمس القريب نائب وزير الإعلام عبده الجندي، حين قال صراحة: إن النائب يحاول تطبيق النقاط الأربعة التي تعهد بتطبيقها وطبعاً هذا وضع طبيعي لأنه من غير المنطقي أن يدير الرئيس البلاد بالهاتف، أو عبر توجيهات يصدرها لزائريه من المسؤولين في اليمن، وهذا أمر يفهمه الإرياني أكثر من أي شخص آخر، ومع ذلك أصر على تجاهله، مقدماً رسالة ثانية إلى الداخل اليمني وربما الخارج أيضاً مفادها: أنه لا حول للنائب ولا قوة، وكل ما يقولوه أو يتعهد به ما هو إلاَّ اجتهاداً شخصياً لا يعتد به ما لم يوافق توجيهات الرئيس، الذي يغيب عن البلاد ويغيب عن حقيقة واقعها المعاش.. وبهذه الرسالة الثانية للدكتور الإرياني يعيد الجميع إلى مربع ظنوا أنهم تجاوزه بمراحل، وأيضاً يؤكد أن الضوء الذي خاله البعض في آخر النفق ليس إلاَّ ضوء خادع، أو إشارة إلى مرحلة جديدة يمتد فيها النفق أكثر وأكثر من أي وقت مضى بكثير!!.