آخر الاخبار

الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة'' مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل'' الحكومة اليمنية تدعو لملاحقة قادة جماعة الحوثي باعتبارهم مجرمي حرب وفرض المزيد من العقوبات عليهم

الغنوشي وخاشقجي... ومآرب أخرى
بقلم/ مشاري الذايدي
نشر منذ: 6 سنوات و 4 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 29 أكتوبر-تشرين الأول 2018 06:18 م
 

كأن المشهد يعيد نفسه... كأننا في مدخل الفوضى الإعلامية والتحريض الإخواني المستعر؛ موسم الربيع العربي، أو الفوضى العربية.

خرج لنا راشد الغنوشي في اليومين الماضيين وخطب أمام أنصاره من حزب النهضة التونسي... نسخة تونسية خاصة من جماعة «الإخوان»، وشبّه الغنوشي تداعيات مقتل جمال خاشقجي، بالمناخ الذي ساد تونس بعد حرق محمد البوعزيزي نفسه في ديسمبر (كانون الأول) 2010، وأدّى لاندلاع الثورة آنذاك. وقال الغنوشي أمام كوادر حركته: «المناخ السياسي العالمي حالياً يشبه المشهد التراجيدي الذي شهدته سنة 2010 باحتراق الشاب محمد البوعزيزي، وما فجّره من تعاطف إقليمي ودولي، والظروف التي قذفت به إلى ذلك المشهد».

الكلام واضح، والاستثمار أوضح، من الطرف نفسه، وبالسبب نفسه، وبالطريقة ذاتها: موت صادم، يعتصر منه حليب الغضب في محلب السياسة وكسب الأنصار وإيذاء الخصوم، والخصوم هنا، بنظر «الإخوان»، هم الدول العربية الرافضة لمشروعات «الإخوان». مرّت سنوات عدّة منذ انهيار المشروع الإخواني المسمى «الربيع العربي»، بدعم يساري غربي، كان في مقدمته دعم الآفل باراك أوباما، وصحت الشعوب وانتفضت على مشروعات «الإخوان»؛ خصوصاً بمصر، وفي البحرين ضد مشروعات الخمينية؛ أيضاً باسم «الربيع العربي»، وحاول الغنوشي ورفاقه في تونس التكيّف والتواؤم مع المتغيرات.

اليوم، وتحت الضغط الذي تشعر به جماعة النهضة؛ داخلياً وخارجياً، يحاول زعيمها إشعال الشرارة مجدداً، باسم حادثة جمال خاشقجي، وتوسيع شبكة الحلفاء في المنطقة العربية، ومحاصرة الدول المناهضة للمشروع الإخواني؛ وفي المقدمة السعودية.

تذكرت في هذا الصدد، لحظة الانكشاف الكبير في «الربيع العربي»؛ الموقف الخطير الذي أدلى به الغنوشي بمحاضرة له بواشنطن، عام 2011 في «مركز واشنطن للدراسات»، داعياً فيه للثورة بدول الخليج، ومبشراً بانتقال «الربيع»؛ يعني الفوضى، لممالك الخليج، كما سمّاها، في الوقت نفسه قال إنه لا يمانع ولا حركته «النهضة» في الصلح العربي – الإسرائيلي. لاحظوا أنه كان يتحدث مع أميركا، وفي مركز دراسات محسوب على اليهود في ذلك التوقيت!

حاول لاحقاً تطويق الغضب على هذا الكلام، في حواره مع «الشرق الأوسط» حينها في ديسمبر 2011، حاصراً الغضب في «المركز» لأنهم أخلّوا بشرط عدم النشر! ثم حاول مغازلة دول الخليج، بأنه: «نتمنى أن يتخذ ذلك (يعني الإصلاح لا الثورة!) أيسر السبل». ولم يكن هذا موقفه «اليسير» طبعاً من الحالة المصرية!

أحد قادة حزب النهضة التونسيين، ومسؤولهم السابق في فرنسا، فؤاد منصور قاسم، تحدث بتفاصيل عن مساندة الغنوشي صدّام في غزوه الكويت عام 1990، كما كان الغنوشي شديد الإعجاب بالخميني، وإنه «أب روحي» له؛ في كتابه «الحريات العامة في الدولة الإسلامية» الصادر عن «مركز دراسات الوحدة العربية» عام 1993.

ما أشبه الليلة بالبارحة أستاذ راشد، وكما خاب المسعى بالأمس... فسيخيب اليوم.