وقفة أخرى مع كتابات الحبيشي
بقلم/ علي محمد الخميسي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 8 أيام
الجمعة 14 يناير-كانون الثاني 2011 06:46 م

كتبت مقالا في العام الماضي يتحدث عن التراث الإسلامي وكتب التراث وضرورة تنقيح بعضها من الشوائب والمغالطات والشعوبيات والروايات الخرافية والأفكار والاجتهادات البشرية المتناقضة مع نصوص الشرع وصحيح الإسلام , وتحدثت أيضا عن حرية الفكر والتفكير والاختيار العقلي للإنسان ضمن اطر وضوابط وحدود مفتوحة ولكنها مقيدة بثوابت الدين ومنهاج الحوار الإسلامي الرباني : {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125....

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159....صدق الله العظيم

فالإسلام يحثنا على اللين والدعوة والحوار بالتي هي أحسن مع غير المسلمين فما بلك بالحوار والاختلاف مع من يحمل نفس هويتك الدينية والوطنية .

الأستاذ احمد الحبيشي تحدثت كقارئ عن كتاباته سابقا ووصفتها بالكتابات القيمة التي تحمل الكثير من الفكر والثقافة والمعلومة الموثقة .... ولكنها في الآونة الأخيرة خرجت عن الموضوعية في الطرح , وخرج صاحبها في الكثير من النقاط عن أدب الاختلاف والجدال بالتي هي أحسن ... فالملاحظ والبارز أن هناك مواقف شخصية يحملها الحبيشي تجاه الحركات الإسلامية إجمالا و الجماعات السلفية بشكل خاص , وتجاه بعض علماء الدين الاوائل وبعض الشخصيات الدينية في بلادنا .

 وبالتالي انتقاده لأفكار وسلوك هذه الجماعات تشعبت كثيرا فاختلطت الأوراق عليه ولم يعد قادرا بسبب " التعصب الفكري " الذي طرأ على كتاباته الأخيرة التفريق بين ما هو متشدد من الأفكار وما هو معتدل , وبين المتشددين الإسلاميين والمعتدلين في الفكر والسلوك , بين ذلك المتزمت في الفكر والمسلك وذلك الملتزم بقواعد وأصول الدين والشريعة وصحيح الإسلام ولا داعي هنا لذكر بعض الأمثلة والأسماء التي يقحمها الحبيشي في الكثير من كتاباته .

الأستاذ الحبيشي بقصد أو بدون قصد بشكل مباشر أو غير مباشر يحاول في العديد من كتاباته إلصاق صفة التطرف الديني على الجميع , ففي مقالة الأخير ينتقد حزب التجمع اليمني للإصلاح بشكل عجيب متناسيا أن هذا التنظيم السياسي الكبير ينتمي إليه الكثير من أطياف ومثقفي ومتعلمي اليمن ومنهم بالقطع بعض المتشددين والمتطرفين فكريا ولكن التعميم لا يجوز خاصة عندما يصدر عن باحث ومثقف مثل احمد الحبيشي ...

 الغالبية في الإصلاح من قادة الصف الأول أو الثاني أو القاعدة الشعبية من الإصلاحيين معتدلو الفكر والسلوك حتى وان أثرت السياسة والعمل السياسي على الكثير منهم ولكنه في تصوري تأثير عارض سرعان ما يزول أمام قدسية الثوابت الدينية والوطنية , والأحداث التي وقعت في الماضي القريب في البلد ومواقف غالبية الإصلاحيين منها تثبت ذلك بوضوح ... ويكفيهم تلك المواقف الشجاعة والمشرفة للدفاع عن وحدة الوطن , وموقفهم المعتدل من قرار إلغاء المعاهد العلمية الذي بدء بالاعتراض السلمي وانتهى بالقناعة المباشرة أو الضمنية بان التعليم في اليمن لابد أن تديره مؤسسة تعليمية واحدة وهي وزارة التربية والتعليم .

أنا لست إصلاحيا ولست حزبيا بالمرة ولكن هذه كلمة حق يجب أن تقال خاصة في هذا الظرف الوطني الحساس الذي يتطلب رص الصفوف وتوحيد الكلمة وتوحيد الجهود الوطنية في السلطة والمعارضة للخروج من دائرة الصراع السياسي المقيت ومحاولات البعض دس بذور الفرقة والنزاع بين شركاء العمل السياسي في البلد , و محاولات أخرى من قبل هذا البعض لإجهاض الديمقراطية والإساءة إلى مكتسباتنا الوطنية وإفراغ مؤسساتنا الدستورية من محتواها وإبدال دستور البلاد باتفاقيات وتفاهمات ومحاصصة سياسية ستزيد من هذا الصراع ولن تحله وانظروا فقط إلى ما يحدث في لبنان وتقاسم السلطة في لبنان والتأثير الخارجي على ساسة لبنان وتغليب المصالح الطائفية والفئوية والحزبية على المصالح العليا للأوطان .

 * تحية احترام وتقدير :

 سجل من هذه الزاوية الحرة تحية ملئها الاحترام والتقدير لموقع " مأرب برس " الإخباري والقائمين عليه وفي مقدمتهم الأخ / محمد الصالحي رئيس التحرير والأخ / احمد عايض مدير التحرير , فيوما بعد يوم يثبت هذا المنبر الحر استقلاليته الصحيفة بالرغم من الحديث المتداول عنه بأنه موقع إخباري محسوب على حزب الإصلاح ....فعندما تتاح المساحة الصحيفة الحرة لكتاب من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية فهذا يدل على إيمان القائمين على هذا الموقع المتميز بحرية الكلمة التي لا تفسد للود قضية , وبالمناسبة هذه المساحة الحرة - من خلال تجربتي الشخصية - تتوفر فقط في بعض المواقع اليمنية المستقلة ومنها الموقع الإخباري المعروف " التغيير نت " .... وفي المقابل هناك مواقع مستقلة محسوبة على السلطة أو المعارضة ولكنها تضيق مساحه كلما اقتربت من الرأي الأخر الذي لا يتوافق مع سياساتها الحزبية وتوجهاتها الفكرية !!

ali.alkhamesy@hotmail.com